... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  مقالات فنيه

   
غالب المسعودي: أمارس أحلامي وأوهامي فوق المساحة المتاحة في اللوحة

رياض الغريب

تاريخ النشر       27/11/2007 06:00 AM


بين الفن والطب مسافة مشتركه لانجدها الا عند من يتماهى مع الاشياء ويندمج بذاتها التي تكسبه بعدا معرفيا قادرا على الولوج الى فضاءات غير مألوفة تتسع لرؤاه التي هي تدور في رحاب البعدين الانساني- والمعرفي وتهيم في اشتغالاتها ضمن تلك الافاق التي تنفتح على استنتاجات تمنح الفنان القدرة على الكشف وتعطي متلقي ذلك الفنان انطباعا اكثر وضوحا في الدلالة على تلك الروح التي تسكن الفنان- الطبيب غالب المسعودي.

ولد الدكتور المسعودي في المشخاب عام 1956وأستطاع بموهيته الفنية وقدرته العليمة أن يكون رساما موهوبا وطبيبا بارعا في أن واحد .حيث يتمتع بسيرة علمية جيدة ابتدأها منذ تخرجه من كلية الطب عام 1978حاصل على زمالة كلية الجراحة الملكية \بغداد ,وحاصل على دبلوم  عالي في جراحة الوجه والفكين .أما عن مسيرته الفنية فيمكن ان نعد الدكتور غالب المسعودي أحدى الشخصيات الثقافية البارزة في مدينة الحلة وهو يحاول مع نخبة فاعلة في هذه المدينة أعادة ترميم المشهد الثقافي الحضاري  الذي تم تخريبه سابقا .وهو عضو في جمعية التشكيلين العراقيين وأقام منذ عام 1999 عدة معارض شخصية ومئات المشاركات فقد شارك في  العارض الوطنية ومهرجان بغداد العالي للفنون التشكيلية منها معرض جمعية التشكيليين العراقيين في سوريا 2004ومهرجان متحف الشارقة عام 2005 أصدر ديوانيين شعريين 2000-2001كما لديه الكثير من المقالات النقدية والنظرية في ألصحافة.ومابين مهنة الطب وموهبة الرسم تعد عيادة الدكتور غالب المسعودي محطة ثقافية يستريح بها المثقفون ليعيدوا إنعاش ثقافاتهم وأفكارهم الفنية ,مستغلين بذلك الأوقات القليلة التي تخلوا بها العيادة من المراجعين وعند سؤالنا له عن كيفية التوفيق في العمل، طبيبا وفنانا، أجابنا الدكتور غالب قائلا :ليس في الإنسان العادي أية أصالة أو خصوصية ولا لمعه ولا شرارة ولا ضياء ,تذكر أيها الإنسان العادي أنك لن تنجح أو تصير مرموقا لأنك تتصرف كالآخرين ,أن النجاح هو أن لاتكون كالآخرين بين الغربة والاغتراب مسافة لاشك أنها شاسعة فالمسير بين عذابات الروح ومقامات الجسد لابد أن يغتسل بتراب الالفه ويستنشق رذاذ الأرض ليستنطق القلب الذي يخذله بعد المكان وغربة العيش الذي زق بين أحضانه طعم الفرحة البكر وتباشير الصبح الندي ..فبعد أن طار الإنسان فوق الغيوم لابد أنه قادر على ان يوفق بين البراءة وشجرة ا لمعرفة

*كل فنان لديه مصادر يستلهم منها فنه.ماهي مصادر الفنان غالب المسعودي التي ساهمت في رسم لوحاته ؟

-تجربتي الفنية نابعة من استلهامي للتراث الأسطوري لحضارة وادي الرافدين حيث ان الأسطورة بمختلف تعريفاتها جزء من التاريخ يصلح لكل زمان ومكان من حيث أنها عالمية الإبعاد محلية التكوين وكون الأسطورة شكلا فهي قابله لان تكون شكلا أتخر ,أنا ارحل مع السومريين في عمق تاريخ بلدي ولا أنسى إني في القرن الحادي والعشرين منحاز لهاجس الحاضر منتقلا من خلال الغوص في الذات راكبا صهوة الروح أمارس أحلامي وأوهامي فوق المساحة المتاحة في فضاء اللوحة .

 

                     الشعر حاجة معرفية وأحيانا يمثل ارتباطا ماورائيا 

 

يستخدم الدكتور غالب المسعودي وسائل فنية  مزدوجة في التعبير عن أفكاره فتارة نجدها مجموعة ألوان مزجت بذكاء لتصبح لوحة كاملة المعاني وتارة أخرى نجدها كلمات رشيقة استلقت على الورق لتكون قصيدة تلهم سامعيها ,يقول الدكتور غالب المسعودي :أن الفن ضرورة اجتماعية وأخلاقيه وينظر الى الرسم على أنه شعر صامت وبما انه كذلك فالتباين يبدوا في وسيلة الابانه وفي حالة الشعر هي اللغة وعندما يمتلك الإنسان حرفيتها عليه ان يعبر عن حاجات النفس وعذاباتها الفن هو الحراك المعرفي وهو خلاصة وحي الإنسان لبيئته المحيطة.

وعن رؤيته لمسيرة الفن العراق  حدثنا الدكتور الفنان قائلا :كانت تحديات كبيره جابهها الفن العراقي وهو كما الإنسان في ضل المنعطفات التاريخية أنه منحاز الى تراب هذه الأرض المعطاء والى تاريخها العريق منذ فجر سومر حاول استثمار مامتاح لبناء رؤية جمالية مبدعة ,الفن العراقي يستنطق تاريخه وأنا أراه في تقدم رغم المحن .الفن العراقي يعيد تشكيلة خارطة الفن الشرق أوسطي بتحديه كل أشكال العنف والتهميش .

أن المتطلع الى نتاج الدكتور غالب المسعودي الفني يجد تنوعا في الاشتغالات الفنية فمن لوحة واقعية الى لوحة تجريدية ومن لوحة سريالية الى السومريات والتخطيطات التي أبدع بها وعن هذا التنوع أجابنا قائلا :-أن الفنان في تمييزه بين الوجه الاجتماعي والاقتصادي والوجه الفلسفي او كما يعبر عنه بين الحياة في أشكالها المختلفة والروح وشفافيتها الاثيريه التي تتوق الى التقدم والتطور وتعبر فوق الحواجز المصطنعة متنسمه المنطق ,بغض النظر عن أنه فرق للمنطق بصيغ متعددة ,أي وضع الحياة في سياق التحول والتطور مما يجعلها في تدفقها بمنجز يتفوق على نفسه في بعده النظري والمعرفي لذا فان عملية استلهام الفنان لتراثه بكل أشكاله الصورية من خلال الدراسة والاستقصاء والمعايشة والاقتناص استجابة منه لمقتضيات واحتياجات تجربته في أفقها التنفيذي كمن بحث عن الأفضل ومن جانب أخر ان للبعد الرؤيوي والفلسفي الذي ينحاز اليه الفنان ويكون لك واضحا من خلال توسيع نطاق تجربته العملية والعلمية بالاطلاع على المنجز العالمي في نطاق الاتصال والتأثر والغور في عمق الثقافات الأخرى قد يتمكن من بلورة هوية محددة للمحلية المنفتحة على العالمية .

وماهو سبب اهتمامك بالحر وفيات ؟

-لقد درست الكتابة منذ المرحلة الصورية الى وقتنا الحاضر في العراق ومنطقة الشرق  الأوسط فوجدتها محاكية للتجسيم ومتناغمة مع روح الفنان في عصره أن الحضارة المتطورة هي حضارة لغة متطورة وكتابه متطورة ولكي نفهم أمرا ما يجب ان نكون قادرين على شرحه بالكلمات وتلقيه بالكلمات لكي لايكون حاجزا بيننا وبين أنماط التعبير التصويرية التي تركتها ثقافات ماقبل الكتابة ,كان هدفي إلغاء هذا الحاجز التعبيري بإيجاد كتابه تصور وتكتب وتنحاز كليا الى الفن التشكيلي





رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  رياض الغريب


 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM