الام و الحبيبه و الوطن في شعر عبدالله عبدالواحد

المقاله تحت باب  منوعات
في 
16/09/2007 06:00 AM
GMT



يختلف الشعراء في مواضيع قصائدهم الكثيره المتعدده ,فبعضها قد يكون وليد الحاله والبعض الاخر قد يكون وليد الازمه وقد تكون المواضيع خليطا من امنيات الحاضر والماضي بمراهقته ونضوجه واحزانه وافراحه القليله او الكثيره , لكن في شعر عبد الواحد نجد ان الام والحبيبه والوطن هي كل ما يطغى على شعره تقريبا حيث يتمكن بقوه رقيقه من المزج بين هذه الاركان الثلاثه واظهارها كمكون واحد متلاحم لقصائده المتعدده.

حيث الام هي موجوده في قصائده عن الحبيبه , والام والحبيبه موجودتان في قصائده عن الوطن ,حيث الام والحبيبه هما الرمز الانثوي الخالد , والوطن هو الرمز المرادف لهما .. فلو كان العراق امراه لكان انت ...كما يعبر الشاعر في احد قصائده.

ان النفس العراقي في هذا النوع من الشعر حاضر وموجود بوضوح حتى لو كنت تجهل هويه الشاعراو لا تعرفه معرفه شخصيه.

في قصيده من طفل جرحه العراق الى من تحت اقدامها جنة الله , يعبر الشاعر عن والدته بكونها الوطن , الوطن خاصته , والوطن بصوره عامه

فعندما جرحه العراق توجه الى وطنه الثاني ليشتكي له لوثوقه من احتواء هذا الوطن له مهما بعدت المسافات وكثرت الاسباب,


اذن انت الوطن ...

اذن انت الوطن

والبيه انا هنا مجموعه مدن مخلوقه من حرمان ...

وفي قصيدته عن بغداد, يعرف الشاعر بغداد على انها ...

ريحة امي حين تركب مرق القيمه

كي توفي بالنذر

.
.
.

و... بغداد : أم

توضح لنا هذه الابيات مدى تمازج مفهوم الام والوطن لدى الشاعر .

وعن تمازج مفهوم الام والحبيبه ...

انا مهر امي كان كل مدينتي

ولو مهرك ( اني اموت )

سأقبل

وفي قصيده اخرى

من تلك غيرك ؟

مثل امي حلوة

وانا كما ابتي جميل اشقر

في قصيدة عني وعنك ما يقال كثير يصف الحبيبة على انها


من لي من النسوان

مثل حبيبتي امي

التي بعيونها اتشجع

وعند قصيده (اريدج) يبدو تمازج مفهوم الام والحبيبه واضحا جدا

في البيت الاول منها ...حيث

اريدج دمعة امي وخد عراقي

تظهر احلى وارق وصف لتمازج هذين المفهومين بين كلمات الشاعر.واما تمازج مفهومي الحبيبه والوطن فيحضر بالمفهوم المتحضر في قصيده المرأه وطن

انا عاشق الى حد العباده

ومو عاشق الما يعشق بلاده

من هذه الابيات وغيرها يظهر مدى تمازج تلك المفاهيم الثلاثه لدى الشاعرومدى قابليته على اظهارها مجتمعة في مزيج من الالم والحزن تارةَ

ومن النشوه والفرحه والابتهاج تارةَ اخرى بطريقه تسعد القارئ وتأخذه بعيدا مع عوالم هذا المزيج الذي يفرض نفسه كواقع صارخ في كثير من الاحيان, وكاحلام واقعيه في احيان اخرى ذات طابع ثأري مدافع عن حق من حقوق الانسان الكثيره المشروعه .