انظمة انفعالية

.

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
23/02/2008 06:00 AM
GMT



 

 
 العراق اقيم مؤخرا في قصر الثقافة المعاصرة –ستروزي- في ايطاليا معرض انظمة انفعالية. يقدم هذا المعرض دعوة جديدة للنظر نحو العلاقة بين الفنان المعاصر وعمله وبينك انت بوصفك المتلقي.
على ضوء اخر المكتشفات في العلوم العصبية المتمحورة حور تاثير الدماغ على المشاعر. . يعمل الفنانون المشاركون في هذا المعرض ضمن حقول متنوعة. وقد اختاروا طرقا مختلفة في محاولة التاثير العاطفي على الجمهور. حيث تلعب عملية التعاطف الدور الابرز. وقد تجد نفسك متفاعلا على مستويات متعددة من الانفعالات وانت تستكشف الاعمال الفيديوية والتكوينات installations ، والرسوم الرقمية ، والرسومات الجدارية الضخمة بالاضافة الى تجارب بصرية وسمعية اخرى.
بحسب المبدا العصبي العلمي المعروف بـ (الية المرآة) يتم استثارة انفعال عاطفي مشابي في عقل الانسان عند الحالتين، عندما تكون التجارب لدى الفرد الاول معاشة بينما تكون عند الاخر مشاهدة فقط. يبدو ان هناك انتقالا عاطفيا يحدث مع الفن حيث يعكس الفنان مشاعره كما ف اعمال بيل فيولا . ان عمله يمثل مجموعة من الاعمال الفيديوية يمعنونة ب – عواطف- وكما في اعمال سابقة لنفس الفنان، يقدم فيولا تصميما راقصا لشخوص معاصرة وهي تودي مشاهد من الاعمال الايقونية المسيحية التقليدية. ان الحوار المتحقق بين العمل والمتلقي المنفرد يمكن ان يولد مشاعر من الارباك، وفقدان الاتجاه والغموض، كما في حالة الفنانة المكسيكية تيريسا مارغوليس التي تلقي اعمالها الضوء على التجارب الواقعية الانية اكثر من من اهتمامها بقوة التمثيل .
 ان عملها هواء/هواء ليس فقط ذات بعد تجريبي ادراكي ولكنه يحيل الى تجربة يمكن ان يكون فيها الموضوع هو الذات. ان الاستجاب الشعورية المحسوسة ليست فقط من خلال حضور الصورة ولكن من خلال غيابها. ان تكوينات الفنانة installations تتكون من غرفتة خالية الا من وحدة تكييف هواء تعمل . الهواء مرطب نسبيا . ان الناظر لا يشعر باي شيء اخر . . هناك ورقة تعريف صغيرة تدرج العناصر المكونة لهذا التكوين ، وهي منظومة تكييف و بخار ماء. الماء تم جلبه من مستودعات للجثث في مدينة مكسيكو سيتي وكان يستعمل لغسل الاجساد الميثة لمجهولي الهوية قبل اجراء عملية التشريح التعريفي على الجثث. ان مارغوليس تجمع تجربتها بوصفها فنانة مع تجربة اي احد يمارس تجربة الفحص الطبي العدلي.
الفنان السويسري يفيس نيتزهامر يقدم اعمال تمثل رسومات رقمية لاشكال انسانية وحيوانية . في سلسلة متعاقبة وسريعة مطلقا على عمله اسم - استعادات شخصية - حيث يقدم الفنان مجموعة مركبة من الاشكال الاساسية والوان اولية ولكنها يتم تمييزها لاول وهلة على انها واقعية ( سرير ، تافذة ، غرفة فارغة. مصباح الكتروني ، اقمر ....الخ) مع تبسيط عالي لشخصية او مجموعة من الشخصيات الانسانية وكانها دمى بجلود سوداء وبيضاء. ان هذه الاوضاع البشرية والافعال المعادة تتداخل مع بعضها لتسهم في خلق تجربة سريالية جسدية ورغم انها حلمية في تكويناتهاٍ البصرية التصويرية، الا انها تحرك المتلقي بشكل ملفت للنظر بعض اعمال الفنانين المشاركين وهم انتونيللا انيدا و اليسا بياغيني وفاليريو ماغريللي تحاول الاجابة على سؤال محدد: كيف يمكن ان تحول العواطف الى لغة؟.
وهم و عبر سنوات من التجريب يحاولون من خلال مقاربات مختلفة يركزون على هذه المحاولة .
حتى الشعر بوصفه رحلة خلال تجربة الاخر تحاول الفنانة انيدا ان تجعله يبدو من خلال اعمالها وكانه تجربة ذاتية للمتلقي.. اسهم في المعرض كل من الفنان بيل فيولا، كرستيان نولد، يفيس نتزهامر، تيريسا مارغوليس، فاليريو مارغيلي، وليام كنتريج، كاترينا كروسو، اندريا فيرارا، اليسا بياجيني، انتونيلا انيدا، موريس بنايون. اشرف على تنظيم المعرض كل من فرانزسكا نور ومارتن شتاينهوف .