معرض للوحات عراقيين وعرب استردت بعد سرقتها ... «عودة الكنز المفقود» في بغداد... رجوع الى الذاكرة

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
16/01/2009 06:00 AM
GMT




 
 نظمـت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية معرضاً عنوانه «عودة الكنز المفقود» يضم 58 لوحة لفنانين عراقيين وعرب كانت سرقت قبل اكثر من خمسة اعوام من قاعة متحف الفن الحديث واستعيدت أخيراً.

وقــال المديـــر العـــام لدائرة الفنون التشكيلية محمــــود أسود: «إن الاعمــــال الفنية المستعادة تعبّر عن فتـــرة مهمــــة من تاريـــخ الفـــن العراقـــي الحديث وتعكــــس حجم تجربة الإبداع لنخبــة مـــن الأسماء البارزة في الفن التشكيلي، واستعـــادتها إثـــراء للإرث الفني الذي يعكس تاريخ الشعوب».

وأضاف أسود: «اعيدت اللوحات إثر جهود بذلتها مجموعة من العراقيين الغيارى الذين واصلوا بحثهم لاستعادتها بعدما ظلت مفقودة طيلة السنوات التي تلت العام 2003».

ومن اللوحات التي استعيدت واحدة رسمت بالألوان المائية للفنان منذر جميل حافظ تعود الى العام 1962 وأخرى لحميد المحل انجزها عام 1963 وثلاث لوحات للراحل كاظم حيدر يعود تاريخها الى ثمانينات القرن العشرين.

كمــا توجـــد لوحـــات للفنانين سامي حقي رسمها عام 1972 وسعد الطائي تعود لعام 1952. وتمثل لوحة الاخير، وهي تخطيط بقلم الرصاص، امرأة شغلت رمزيتها مخيلة الفنان.

يذكر ان الطائي المولود في الحلة (جنوب بغداد) عام 1935 والذي أكمل دراسته في روما، رصد عبر لوحاته حياة الجنوب والاهوار وعالم الريف والفلاحين وأكواخهم كما شغلت المرأة جزءاً من اهتماماته عكسها في اكثر من عمل.

ومن أعماله في المعرض لوحة كبيرة لوجوه نسائية عدة خلف اسلاك شائكة رسمها بألوان زيتية على القماش تبرز فيها حرية المرأة المسلوبة.

وتعكس اللوحات فترة متوهجة من تاريخ الفن العراقي عندما قدم الفنانون صوراً ابداعية والتقاطات وظفت عبر خيال وتقنية مميزة من حيث استخدام اللون وكيفية إسقاطه على اللوحة.

ويضم المعرض لوحات للفنانين شوكت الربيعي وخالد النائب وسعاد العطار وفهمي عمر ونوري مصطفى بهجت وغيرهم.

وتصدرت المعرض المقام في مقر وزارة الثقافة والذي يستمـــر الى الشهر المقبل، لوحة غرافيك للفنان الراحل اسماعيل فتاح الترك أطلق عليها «وجه من بيروت» رسمها عام 1977.
ومن الأعمال المستردة لوحة للفنان ضياء العزاوي الذي تميز أسلوبه بالبحث عن الرموز الشعبية وأشكال تتسم بالزخرفة متأثراً بدراسته للآثار في كلية الآداب في جامعة بغداد حيث تخرج العام 1962.

وفي المعرض اربع لوحات مستردة للفنان السوري باسم الدويك الذي اهداها للمتحف العراقي للفن الحديث منتصف الثمانينات القرن العشرين، ولوحة للفنان الجزائري رشيد القريشي واخرى للفنان الأردني رفيق اللحام.

وكشف مديــــر المعارض فــــي دائرة الفنــون التشكيلية شاكر خالــد ان «فتـــرة استعــــادة هــــذه الأعمال استغــــرقت اربــــع سنوات بمساهمة جهات حكومية (...) وواجهنا خلالها مخاطر كثيرة لكي نتمكن من اقناع الذين كانت بحوزتهم بضرورة اعادتها، ونعمل حالياً لاستعادة 37 لوحة عرفنا مكانها».

ويعمل خالد على استعادة الأعمال لأنها جزء من تاريخ الفن العراقي الحديث وتوثق مسيرته لا سيما أنها تعود لأسماء لامعة.

ومن الذين شاركوا في استعادة اللوحات علي مهدي القيسي الذي قضى العام الماضي نتيجة تفجير في بغداد ووميض امان علي وخالد فلاح المحنه.