استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المعرض التشكيلي للفنانة العراقية سميرة الصراف والذي افتتحه عوض أحمد العتيبة مستشار وزير الطاقة والمياه بحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعدد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية ومتذوقي هذا الفن، ويستمر المعرض حتى 16 مارس الجاري.
قدمت الفنانة التشكيلية سميرة الصراف 48 لوحة رسمت جميعها بالزيت على الجنفاص وبأحجام متفاوتة تراوحت بين (123*123 سم) إلى ( 57*49 سم) ذات موضوعات متنوعة تحت عناوين أهمها ''الغاوي، الجمبذ ،الفرح، الخيول المرحة، حمزية، الظلال، فرخونده، عرس شيرين وفرهاد، امرأة، الحصان الأحمر، الحب، ظلال، عاصفة، عطر المحمدي - عروس''.
ومما يلفت النظر في أعمال الصراف هو استخدامها المتنوع للألوان بصورة ظهرت فيها عناصر الشفافية، والانكسارات المتوالية للضوء مما يعني توظيفها التدرجات اللونية لإعطاء الضوء اختلافات في الانعكاس من عمق اللوحة حتى خارجها، ويبدو الحلم ورقة التعبير في أعمالها سمتين غالبتين على مكونات طريقتها في الرسم هذا بالاضافة الى تأكيدها على تعددات فيض النور الذي يشع من داخل اللوحة.
سميرة الصراف تشكيلية عبرت في رحلة طويلة مع هذا الفن، حيث أقامت أول معارضها الفنية الشخصية في باريس وهي في سن الثامنة عشرة كما أنها حاصلة على الماجستير في الفنون والرسم والنحت من جامعة مدريد عام ،1967 وهذا بالطبع أكسبها خبرة قل نظيرها حيث توالت معارضها في اسبانيا وفي مختلف عواصم العالم، من عام 1956 في معرضها الأول في جاليري فيندوم في باريس حتى معرضها أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي قدمت سميرة الصراف تجربة تشكيلية مهمة أمدها 52 عاما تنقلت فيها بين ايطاليا عام 1961 وألمانيا 1969 وطهران 1971 والامارات 1979 وأميركا 1983 واليابان 1985 وتركيا 1986 والنمسا 1996 وانجلترا 1998 وموناكو .2000
ومما يلفت الانتباه أن البورتريه المتعدد في أكثر من 7 لوحات كانت تستخدم فيه سميرة الصراف وجه فتاة تقترب من ملامح وجهها إلا أنها رسمت الوجه مغمضة عينا واحدة منها.
وربما هذا يؤكد دلالة ظلت الفنانة محتفظة بها بالرغم من استفسارنا عن هذه الحالة المكررة في هذه الأعمال، كما أن لوحتها الشخصية التي تصدر المعرض ظلت محتفظة بها منذ عام 1988 ولم تفرط بها طوال أكثر من 20 عاما، وتبدو لوحتها الكبيرة ''مجموعة الفتيات في حفل زفاف على خيول مطهمة'' تبدو أقرب الاعمال الى نفس الصراف لما تحمل من احتفاء لوني وبريق مشع في استخدام الزيت مع فيوضات ضوئية منسرحة حتى كأنها تكاد تخرج من اللوحة.
الخيول لديها بلا قوائم واتحاد الانسان بها يشي به أعمالها، الزهور تملأ فراغات اللوحة كاملة، الوجوه هادئة والمدن رمزية أما الاشجار فتغطي لوحاتها بكل أجزائها، وتبدو هناك لوحتان غريبتان تشيران الى مدينة اميركية ازدحمت فيها الألوان حتى بدتا مختلفتين عن كل أعمالها. |