كانوا ثلة اما من طلابي في السابق او من زملائي ، وكلهم جاؤا الي مهرجان الخليج حاملين افلامهم التي تفيض بمشاعر الأسي وتداعيات الخراب والدمار الذي تحمله هذا الوطن دونما ذنب سواء في ظل الدكتاتورية الآثمة او تحت الأحتلال الآثم .
ربما هي المرة الأولي منذ العام 2003 وحتي الساعة التي تتاح فيها الفرصة للمبدعين القادمين من العراق ان يلتحموا بروحية وفد ثقافي وسينمائي واحد مع زملائهم من سينمائيي دول الخليج وان يمثل السينمائيين العراقيين بهذا الوفد الكبير .
كانت السعادة بالمشاركة تسبق كل شيء والثناء لمنظمي المهرجان وخاصة مسعود امر الله رئيس المهرجان الذي له الفضل في اتاحة هذه الفرصة وحيث ابدي حرصه الشديد علي حضور السينما العراقية في هذا المهرجان في دورته الأولي بالأضافة الي راعي المهرجان عبد الحميد جمعة .
بالطبع حضرت (جمعية سينمائيون عراقيون بلا حدود) من خلالي ومن خلال عمار العرادي بكل قوة واكدت للجميع انها البديل الفاعل لتقديم السينما العراقية لجمهور عريض لم يقرأ من الواقع العراقي غير ما تقدمه اغلب وسائل الأعلام من تفاصيل مليئة بكل اشكاال التشويه والأساءة لمشاعر العراقيين تسندها ثلة من الطائفيين المرضي الذين لايملكون غير الطائفية لغة وسلاحا خرب المجتمع واساء اساءة بالغة للأنسان العراقي وكرامته وقدمه للآخرين علي انه عدواني لايملك غير لغة العنف والكراهية لمن هو من غير ملته او طائفته وهو ماصار يثير القرف والغثيان من خلال الوجوه التي استهلكت نفسها واحترقت اوراقها من الذين ظن العراقيون انهم جاؤا بالمن والسلوي فأذا بهم يواصلون مشوار الأثم في صيغة اخري .
المهم ، جاء العر اقيون بلا تصنيف مذهبي ولا عرقي ، جئنا جميعا وتقاسمنا كل ايام المهرجان ودقائقه وثوانيه في حضور عراقي ملفت للنظر الي جانب السينمائيين من دول الخليج العربي.
كان حضورنا في شكل وفد تلقائي ، حتي ان احد الصحافيين سألني مستغربا : هل جئتم الي المهرجان في صيغة وفد واحد ؟
وبالطبع كان الجواب اننا لم نكن وفدا من اية جهة حكومية او حزبية او دينية من داخل العراق ، بل كنا وفدا واحدا بمشاعرنا والأبداع الذي حملناه لنري الآخرين صورة اخري للعراقيين في ابداعهم .
جاء السينمائيون العراقيون مشاركين بالأفلام العراقية الآتية :
فيلم (يوم في سجن الكاظمية للنساء ) اخراج عدي صلاح -شارك المسابقة الرسمية للسينما الوثائقية، فيلم (دار دور ) اخراج اسعد كريم -شارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة .
فيلم (طريق الموت ) اخراج سنان نجم - شارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة
فيلم (شمعة لمقهي الشهبندر ) اخراج عماد علي - شارك في المسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة .
فيلم ( غريب في وطنه ) اخراج حسنين الهاني - شارك في المسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة
فيلم ( دكتور نبيل ) اخراج احمد جبار - شارك في مسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة
فيلم ( الرحيل ) اخراج بهرام الزهيري -شارك في مسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة
فيلم ( البقاء ) اخراج مناف شاكر - شارك في مسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة
فيلم ( التفكير في الرحيل ) اخراج هبة باسم - شاركت في مسابقة الأفلام الوثائقية للطلبة
فيلم (خوذة مثقوبة ) اخراج مصطفي هادي - شارك في الأفلام القصيرة للطلبة
فيلم ( تقويم شخصي ) اخراج بشير ماجد - شارك في مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة
فيلم ( ليالي هبوط الغجر ) اخراج هادي ماهود - شارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية
فيلم (احلام ) اخراج محمد الدراجي -شارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة
اضافة الي فيلم المخرج المقيم في الدنمارك طارق هاشم : كلكامش دبليو 21
....اذا هي 14 فيلما جاءت محملة بمفهوم التحدي واثبات الوجود : لااحد في العراق يدعم السينما ، لااحد يمنح مالا لتشجيع صانعي الفيلم لااحد يكرم السينمائيين العراقيين ولو بدينار واحدا ابدا ، لااحد يحمي السينمائي العراقي وهو ينزل الي الشارع حاملا كامرته ومقدما صدره لمجرمي العصر من القتلة والسفاحين من مافيات الجريمة من كل لون .
ومع ذلك جاء السينمائيون العراقيون وبالأخص منهم طلاب وخريجي كلية ومعهد الفنون الجميلة يسندهم فقط حبهم لبلادهم وتشجيع اساتذتهم في هذه الكلية والمعهد وتشجيع عائلاتهم واصدقائهم لاغير ...لاجهة رسمية فكرت ولا اهتمت بهم ..ولاشجعتهم ولاشدت من ازرهم ..
وحتي هنا في دبي وطيلة ايام المهرجان وبالرغم من اللقاءات الصحافية العديدة مع السينمائيين العراقينن والتغطيات اليومية للمهرجان التي عرفت بمنجز السينمائيين العراقيين الا ان من السخرية ان لاتجد ممثلا لسفارة العراق كلف نفسه عناء المجيء ومساندة هذه النخبة الواعدة ولاحتي ارسل كلمة تحية لهم علي نجاحهم وتحديهم لكل الصعاب كما تخلفت قنوات فضائية عراقية مليئة بصخب الأدعاء في برامجها ، تخلفت وتوانت عن مساندة هؤلاء المبدعين وامتنعت عن تلسيط الضوء عليهم وربما اغاضها هذا النجاح الكبير كما اغاض من قبل بعض من يتبجح بحمل لواء السينما العراقية في المهرجانت العربية وغير العربية فلما صدمته تلك القافلة من المخرجين كان له ماكان من ارق وقلق.
في كل حال ..كان حفل التتويج وتوزيع الجوائز مفاجأة عظيمة وفرحة لاتوصف للمخرجين العراقيين حيث فاز السينمائيون العراقيون علي النحو الآتي :
في فئة الأفلام الوثائقية للطلبة فاز بالجائزة الأولي فيلم "رحيل" من إخراج بهرام الزهيري
في فئة الأفلام الروائية الطويلة - المسابقة الرسمية فاز بالجائزة الأولي فيلم " احلام " من اخراج محمد الدراجي
في فئة الأفلام الوثائقية للطلبة فاز بالجائزة الثالثة فيلم "شمعة لمقهي الشاهبندر" من إخراج عماد علي
في فئة الأفلام القصيرة للطلبة فاز فيلم "تقويم شخصي" من إخراج بشير الماجد
في فئة االأفلام الوثائقية- المسابقة الرسمية فاز بالجائزة الثالثة فيلم "يوم في سجن الكاظمية للنساء" من إخراج عدي صلاح
في فئة االأفلام الوثائقية- المسابقة الرسمية فاز بشهادة تقدير فيلم "ليالي هبوط الغجر" من إخراج هادي ماهود
فيما حصل فيلم المخرج المقيم في الدنمارك طارق هاشم : كلكامش دبليو 21 بجائزة من لجنة التحكيم الا انه وجه نقدا لاذعا للمهرجان في اثناء تسلمه تلك الجائزة المهمة والكبيرة .