وصالح القره غولي.. هو واحد من جيل الستينيات انفرد عن اقرانه من النحاتين من جيله كاسماعيل فتاح الترل ومحمد غني وغيرهم من حيث صيغ التعبير كالخامات مثلا او التعبير الرمزي من الناحية الاخرى .. رغم انه التزم في منهج جواد سليم في موضوعته استلهام التراث في السياق العام للعمل الفني.

 ولد القره غولي عام 1933 وحصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة بغداد وحصل على الماجستير في النحت -باريس - مدرس في اكاديمية الفنون الجميلة ومن انجازاته تمثال ابي بكر الرازي ومسلة حمورابي وقد استخدم القره غولي مواد تفرد بها من شعر الماعز، والحديد والصوف ومواد اخرى هي مواد من البيئة الصحراوية التي تؤكد صلة الفنان بالمناخ الصحراوي والبدوي من ناحية والتركيز على افضل السبل والطرق التي ساعدته على ايصال انسانية النسق التعبيري الذي كان يهدف له الفنان.. وقد قال عنه الناقد ماضي حسن ان القره غولي باختياره هذا النوع من الخامات كان في خدمة الافكار وليس العكس ولم تكن هذه المواد عبئا يعيق المستوى التقني والتنفيذي بما فيها الابعاد الفكرية للعمل وكان الفنان القره غولي يشذب العمل بطريقة الاختزال دون الاخلال بناحية القيم الشكلية والجوهرية للعمل وقد تكون طبيعة المواد التي استخدمها الفنان من شعر الماعز، الحديد الصوف لا تسمح باستخدام الزوائد والتقنيات التي تتميز بها المواد الاخرى، فهي ذات خاصية مسطحة وخشنة الملمس لكنها تستخدم البعد التعبيري للهدف ويشير الباحث ماضي الى هذه الناحية بما مفاده ان رؤية القره غولي لعالمه المحيط به تتحقق بصياغة تلك الخامات وموازنة نتائجها لتلك الروافد المتشعبة.

ان المرجعيات التي انشأ عليها الفنان القره غولي صروح مواده القريبة كالبيئة والتراثية انبثقت من رحم مناخها الذاتي اي ولادة من داخل مناخ ولادة الفكرة والمادة على حد سواء وقد ابقى محافظا على قدرة الامساك بزمام الموازنة من جراء هذا المعادل الفني وقد اشار الناقد ماضي الى هذه الناحية ان الفنان على الرغم من عرضه المباشرة ورمزيته الا انه بقي في اطار وحدود الاختزال المشذب للزوائد التفصيلية وان المغامرة التي تتطلب من الفنان القره غولي جرأة كبيرة مستندة الى وعي وخبرة في نتائج العمل مدعمة من الممارسة والاطلاع على التجارب الحديثة في التقنيات والمواد.

ان الهدف المهم لدى القره غولي هو تجسيد الفكر بافضل وسائل التعبير دون الاهتمام بتحقيق الجانب التزيني واعدادها لغرض اعمال الصالونات مؤكدا ان الدوافع المحركة للفنان تنبع من اعماق تكاد تكون ملبئة بشحنة القسوة والمعاناة والمحنة الانسانية للفرد. فالمحنة الانسانية هي..هي.. في المدينة او القرية او الصحراء تشترك فيها الهموم البشرية من البشر ذاتهم قبل الطبيعة لذلك نجد ان ملامح التعبير فيها تجمع بين امرين : هما الغربة/ الحزن/ الخوف من المجهول من جهة والتحدي والقسوة التي تظهر في ملامح الوجوه الالية والقامات الممشوقة من جهة اخرى رغم اكتسابها ملامح الفطرة البدائية الساذجة وقد تكون طبيعة المواد التي استخدمها الفنان من شعر الماعز الحديد الصوف لا تسمح باستخدام الزوائد والتقنيات التي تتميز بها المواد الاخرى فهي ذات خاصية مسطحة وخشنة الملمس لكنها تخدم البعد التعبيري والفنان هنا لا يكثرت بالالزام القسري في تحقيق شروط مواصفات العمل الترفي كاعمال صغيرة توضع في زوايا الحجرات المكتبية او غرف النوم انه بقي مخلصا الى تأدية. النتائج الناجمة من مكونات اعماق الانسان بدءا من الطفولة ومرورا بمكتسبات المحيط/ الشرقي ، البدوي، القروي، المدينة وما يدركه من حواسه الخاصة.