محمد سامي ، رسام عراقي ، تتميز اعماله بالنضج الفني والتقني ، عمره لايتجاوز الاربع العشرين. اقام ثلاث معارض شخصية وله مشاركات عديدة كان اهمها مؤخرا بينالي حوارات روسيا، صالون الخريف الفرنسي، معرض اليونسكو/ قاعة اثر، معرض مشترك مع فنانان في المانيا،كما صدر مؤخرا مطبوع يشمل اعماله الاخيرة (ربيع 1984)، مؤسس ومسؤول موسوعة الفن التشكيلي العراقي، يعيش الفنان محمد سامي ويعمل حاليا في السويد. محمد سامي ، يرسم لوحات معبرة ومثيرة للإعجاب. اعماله تتسم بتطوير اعماق الشخصية ، والتي فقط من خلال الفن والرسم يمكن اكتشافها والتعرف عليها على النحو الصحيح والتمتع بها. و ابداعاته العملية الناجمة عن العمليات ، التي فيها يمتزج مرة بالفن التجريدي, ومرة اخرى بالفن السريالي ، و تتوزع في العمل دائما طبقات لونية متعددة . ومن الواضح ايضا انه يوجد في اعماله وصوره اتجاه تعبيري ملحوظ حيث ان الاشكال والخطوط المجودة في اعماله تبحث دائما عن جمالية معينة وخاصة لتركيبها وتجميعها . ولا سيما الخطوط الكثيرة المنحنية ما هي إلا بمثابة تفجيرات ، وهذه الخطوط والاشكال تنعكس على ذاتها وترجع الى اصولها. وكثيرا ما وجدت في اعماله صورة الحصان . ويمكن للمرء ايضا اكتشاف طيور الحمام. كلا( بكسر الكاف) هذين المخلوقين هم مخلوقات جميلة حقا وتقوم بدعم سعي الفنان (محمد سامي) في البحث عن الجمال في حد ذاته, على الرغم من الفوضى في اعماله ، التي اخترقت من قبل مزاج غريب الاطوار ، التي تعبر تقريبا و بطريقة ما عن الوئام. و في معظم الاحيان ، نجد التعبير القوي ، السريالي، التعبيري الى جانب تجمعات اللون المتدفقه التي تشكل خلفية لزخم وحيوية، وصراع الاشكال والخطوط.
تبدو في رسوماته ان هناك صراع قديم موزع بين" نعم" و " لا" ، بين السلم والحرب ، بين الاندفاع (التسرع ) والالهام ، لكن هناك دائما ذلك التعبير عن الاشتياق ـ يمكن ملاحظته في رسوماته , هو تعبيرلافح وشديد و حيوي ينبض بالحياة .
انها تمس معاناة الروح البشرية من كل انحاء العالم. وبهذا استطاع محمد سامي من ان يربط ويمزج التعابير العميقة للشخصية التي تلغي ومن جانب واحد كل التفسيرات او الايضاحات . المهارات التقنيه في الاشكال والخطوط ، وكذلك المهارات التقنيه في الانهار المتشابكه المتداخله قد كشفت عن الالوان وفرضت انطباع جديد لتنفيذ عملا فنيا ، ليصفه بشكل حيويا قوي و حيّ. الخلاف اوالتناقض بالنسبة للخطوط سواء كانت على شكل منحنيات او خطوط متعرجة او ذات اضلاع متعددة ، ولا سيما من جانب القوة والليونة ، يعتبر هو كاساس لتوليفات او تركيبات جديدة ،و التي عندئذ تنتج وتلد العمل الفني.
لكن على أي حال يجب القول بان اي وصف فني لاعماله يكون غير مجد وبلا طائل لانه بالحقيقة هو اسلوب متميز, الذي من خلاله اظهر الفنان محمد سامي مختلف الابداعات الفنية و على المرء ان يشاهد اعمال محمد سامي بنفسه بحيث عليه ان يفقد نفسه في تفاصيلها , عندها ومن خلال الجمال يكسب الشجاعة ويكسب حياة جديدة
الناقد الالماني فيلكين فيرت
|