نال المخرج السينمائي العراقي الشاب بشير الماجد جائزة لجنة التحكيم لمهرجان بيروت السينمائي الدولي الذي أقيم في الأول ولغاية الثامن من شهر تشرين الاول 2008، عن فيلمه الروائي القصير الذي يحمل عنوان (تقويم شخصي)، والذي كتب قصته والسيناريو، ومن اجل تسليط الضوء على هذه المشاركة وشؤون سينمائية اخرى التقينا الماجد واجرينا معه هذا اللقاء.
* ما مدة الفيلم ومن ممثلوه وما فكرته؟ - مدة الفيلم (9) دقائق، وهو روائي قصير، انتجته على حسابي الخاص عام 2007، اشترك في تجسيد شخصياته فنانون عراقيون من اجيال مختلفة وهم: علي داخل ونجم الربيعي وحكمت القيسي وافراح طه ومصطفى الطويل وحيدر جمعة وفكرة سالم وعدي سعدون،
اما فكرته فهي تناقش صراع الكتل السياسية العراقية والخلافات التي تحدث بينها (بشكل رمزي) وتشبث كل كتلة بمصالحها الخاصة ومنافعها، وذلك من خلال مجموعة من الناس الذين يستقلون (باصًا) للنقل من نوع (تاتا)، يختلفون فيما بينهم على ايام الاسبوع، فكل راكب يعتقد يومًا معينًا مغايرًا لما يعتقده الآخرون، ويبدأ كل راكب بالدفاع عن اليوم الذي يعتقده غير آبه بإعتقاد الآخرين، ما يعكس نوعًا من الانانية لدى الجميع.
* اين صورت الفيلم؟ - صورته في منطقة (الطالبية) التي تقع شمال شرقي بغداد، وهي منطقة شبه صناعية.
* هل ثمة صعوبات واجهتكم اثناء التصوير؟ - هناك صعوبة على مستوى الانتاج، فنحن بحاجة الى دعم حكومي ومنظماتي، والغريب ان هناك من يرفع شعار دعم الثقافة والفن وهو غير راغب في دعم هذه المشاريع المهمة.
* هل شارك الفيلم بمهرجانات خارجية؟ - شاركت به في خمسة مهرجانات دولية وتنتظرني مشاركتان هما: مهرجان دبي ومهرجان فيلم الشباب في طهران، علما انني اعمل واشارك دون دعم المؤسسة الرسمية، واذن علينا ان نتخيل ماذا يمكن ان نحقق من نجاح لو تم دعم السينما في العراق من قبل المؤسسة الرسمية، وأود ان اقول لك ان الفيلم برغم فقر الانتاج او ما يسمى اصطلاحًا بالسينما الفقيرة الا انه استطاع ان يحصل على الجائزة الثانية في مهرجان الخليج السينمائي الاول الذي اقيم في نيسان الماضي، وعن طريق مبلغ الجائزة استطعت ان اسدد الديون التي ترتبت على انتاج الفيلم.
* حدثنا عن المشاركة الاخيرة في مهرجان بيروت؟ - دخلت المنافسة ضمن المسابقة الرسمية مع (13) فيلماً روائياً وتسجيلياً قصيراً مشاركة في المهرجان من دول عربية واجنبية، واستطاع الفيلم العراقي ان يحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، علما ان اللجنة مكونة من: المخرج الايراني باباك واللبنانية نادين لبكي والمصرية هالة خليل، وسمعت من لجنة التحكيم ثناء واعجاباً بالفيلم بعد عرضه وقالوا انه عكس صورة عن الواقع الامني العراقي، حيث ان البعض لم يتخيل وجود امكانية تصوير فيلم سينمائي في بغداد، والفيلم اكد هذه الامكانية.
* ما تسلسل هذا الفيلم لديك؟ - انه الفيلم الاول لي اخراجًا، وفي الحقيقة انه مشروع تخرج من كلية الفنون الجميلة ببغداد، وكنت قد مثلت في فيلم (احلام) مع المخرج محمد الدراجي.
* كمخرج شاب ومطلع، برأيك اين يكمن الخلل في عدم النهوض بالسينما العراقية؟ - ان السينما كما نعرف صناعة وهي تحتاج الى رؤوس اموال ولكن بالقدر الذي يمكن الفيلم من الوقوف في محافل دولية، وهذه الصناعة تحتاج الى دعم مؤسساتي يخصص لدعم السينما تحديدًا مثلما هو موجود في العديد من الدول العربية، والعامل الثاني هو تأهيل دور العرض السينمائية، حيث لا توجد الآن صالة عرض سينمائية صالحة.
* ما مشاريعك المقبلة؟ - انتهيت من كتابة قصتين لفيلمين روائيين بالمشاركة مع السيناريست والمخرج نزار حسين، وهما جاهزان للتنفيذ، الاول يحمل عنوان (يوميات مريض) مدته (35) دقيقة، وقد دفعت به الى دائرة السينما والمسرح العراقية على امل المساهمة في انتاجه، وعلى الرغم من مرور اكثر من شهر الا انني لم احظ بأي جواب، والثاني يحمل عنوان (مرثية) من المؤمل ان يخرجه نزار حسين وما زلنا نبحث عن جهات منتجة له .
|