... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  مقالات فنيه

   
معرض زياد تركي .. تطواف بصري في قفار المأساة العراقية

خالد سامح

تاريخ النشر       19/02/2009 06:00 AM


 "هجرة نحو الخراب" عنوان معرض الصور الشخصي للفنان العراقي زياد تركي الذي افتتح مساء اول من امس في جاليري دار الاندى بجبل اللويبدة وذلك بحضور حشد من أبناء الجالية العراقية في عمّان وفوتوغرافيين عراقيين وأردنيين وبتنظيم من المعهد الثقافي الالماني في عمّان.

ويمكن القول ان المأساة العراقية بكل أبعادها الانسانية هي الفكرة الرئيسة والمسيطرة على كافة صور المعرض الذي ضم عشرات الصور تعكس حال العراقيين وواقعهم المؤلم في ظل تمزق بلادهم بين احتلال أجنبي ونزاعات طائفية وارهاب أعمى. ويحاول الفنان الحاصل على بكالوريوس سينما ـ بغداد1998 ودبلوم فنون مسرحية ـ بغداد 1986 الولوج الى قاع المجتمع العراقي والطبقات الاكثر تضررا من الحصار والحرب حيث ترصد عدسته الفقر والجوع والتشرد والحرمان البادي على وجوه الاطفال والامهات.

في الوجوه البشرية التي اختارتها عدسة الفنان زياد تركي ثمة تساؤلات عديدة عن سبب ما حدث ويحدث وعن مستقبل مجهول لبلد كان له الفضل في وضع ابجدية الحضارة الانسانية وعن شعب عاش وعلى مدى قرون برفاهية قلّ نظيرها بينما هو الآن من أفقر شعوب العالم.

ان التركيز على وجوه الأطفال بكل ما تحمل من براءة وألم وجمال في ذات الوقت يمنح الصور مصداقية كبيرة ويرسل العديد من الاشارات حول مستقبل الجيل العراقي القادم فاللقطات تفيض بالعاطفة والمشاعر الانسانية انها توثيق فني لحكايات نماذج من عوائل عراقية وجدت نفسها بلا مأوى بعد سقوط بغداد وانتشار الفوضى والعنف العبثي في البلاد. وفي صور زياد تركي ندرك كم هو قاس ان يلجأ الانسان الى الشارع وكم هو مفزع ان يضطر للسكن في أماكن مهجورة توصف ببيوت الاشباح.

وقد جال المصور في عدد من العمارات والازقة المهجورة التي لجأ اليها الكثير من العراقيين نتيجة العنف ، وعن تلك التجربة يقول "داخل تلك المخلفات التي كانت في يوم ما بنايات ( محترمة،) وجدت من يفترش الأضابير للمنام ، وهناك من أقام مطبخه الصغير في زنزانة".

كان زياد تركي قد حمل كامرته متنقلا بين عدد كبير من الأبنية الحكومية بعد أن نهبها اللصوص ، وبعد أن أحرقت بعضها جماعات مشبوهة ، في بلد عاش عقودا في ظل القمع والكبت ، بلد أفقرته الحروب ، وأثقلته العقوبات الاقتصادية ، وحوله الاحتلال الامريكي الى جحيم لايطاق .

ونشير الى ان الفنان زياد تركي عضو في اتحاد السينمائيين العراقيين ونقابة الفنانين جمعية الفنون البصرية (CVAS) وجمعية المصورين العراقيين

وقد اخرج الفيلم الوثائقي (تحت الرماد) من انتاج منظمة اليونسكو 2007 وسيتم عرضه في دار الاندى مساء اليوم وهو مخرج للبرنامج الوثائقي(Hometown Baghdad) الحاصل على Webby Awards لعام 2008 وهو من انتاج شركة اميركية كما انه مصور لفيلم (العراق موطني) اخراج هادي ماهود - انتاج استرالي 2005 وشارك في دورة تدريبية للفلم الوثائقي مع مخرجين ايطاليين - باليرمو 2007 .

وقد أقام زياد تركي العديد من المعارض في عدد من البلدان العربية والاجنبية ومنها الاردن والعراق وسوريا والمانيا وايطاليا وسنغافورة وقد حصل على جائزة ( العين تكتشف ) التي تمنحها مؤسسة المدى في بغداد وجائزة ( photoshare)الدولية وعدد من الجوائز وشهادات التقدير الاخرى.






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  خالد سامح


 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM