رافع الناصري يعرض إبداعاته في غاليري سلطان لوحاته التجريدية مفعمة بتقنية عالية

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
02/11/2007 06:00 AM
GMT



افتتح غاليري سلطان موسمه الفني هذا العام باستضافة معرض لآخر إبداعات الفنان العربي رافع الناصري، وهو مولود في العراق عام 1940، وله أعمال فنية مقتناة لدى كثير من البيوت الكويتية.
المتتبع لتجربة الناصري التي تبلغ اكثر من اربعين عاما، يدرك إلى أي مدى هو متمكن من مادته وادواته وتقنياته، وهو متميز في فن الحفر والطباعة الفنية، واستطاع صقل موهبته بالدراسة المتعمقة في الصين والبرتغال ومركز الطباعة في لندن، وقد صدر له كتاب بعنوان «فن الغرافيك المعاصر» عام 1997 وبمناسبة الافتتاح الأول لمعرض الناصري يحتفي غاليري سلطان ورواده بذكرى مؤسسه الراحل غازي السلطان، ويعلن الفنان الناصري عن ذلك في كتاب وزّع على الحاضرين.

أعماله الفنية
وفي اعمال الفنان التي نحن بصددها اليوم يعرض رافع (19) لوحة نفذت بألوان الاكريليك وخامات مختلفة والكولاج على التوالي، والمجموعة الأخرى (10) اعمال منفذة من خامات مختلفة على ورق، والمجموعتان من انتاج عام 2007 اضافة إلى محفظتين لنسخ محدودة (بوركفوليو) وفيها يعود إلى سحر الحرف العربي وجمالياته وتشابكات خط الثلث نستعيد معها فنون الكتابة والصعود بها في احتفاء تكوينات ومساحات ذات ملامس وتقنيات معاصرة تذكرنا بذلك الهاجس القديم والقناعات، من أجل أن يصبح الفن التشكيلي العربي المعاصر عالمياً ويتمكن من فرض وجوده، فهو قادر على الاسهام في الحضارة الانسانية، وخصوصا لدى هذا الجيل من الرواد الذين حملوا هذا الطموح من اجل حركة فنية عربية حديثة تفخر بها امتنا العربية بين العالم.

انبعاث الضوء
وبالتمعن في المجموعة المعروضة (31عملاً) تحت عنوان «انبعاث الضوء من العتمة تحية لغازي السلطان» كعادة الفنان في اتخاذ مسمى لمجموعة الاعمال التي يقدمها في معارضه أتذكر منها «تحية إلى المتنبي» لمجموعة أعماله التي قدمها عام 2002 في غاليري الرواق بالمنامة البحرين.
وفي المجموعة المعروضة لآخر انتاجه الفني 2007 يغوص الناصري في لوحته التجريدية المعاصرة، ويسترسل في تأكيد تجربته المفعمة بالتقنية العالية والمتقنة تكنيكيا، والتي يمكن ردها إلى حرفته العالية في الحفر والطباعة اليدوية وهي سمة أصابت بعض أعماله -وهي قليلة- بفتور الاحساس أو محدودية التأثير الحسي على المشاهد، رغم ما حشده الفنان الكبير من تكوين وبناء متقن وتصميم متكامل لعناصر لوحته من خط ولون ومساحة وملامس مختلفة وتدخلات كولاجية جميلة.

أعماله في الاكريليك على التوالي وبترتيباتها الجمالية المحسوبة والنابعة بعين مدربة خبيرة ببواطن الاستاتيكا البصرية تداخلت فيها الظلال الداكنة والانبثاق الضوئي ممثلة في درجات الألوان الفاتحة، جعلت المشاهد يعيش في جو درامي رغم تجريديتها وحالتها المعاصرة.

لقد اعادنا الفنان العربي رافع الناصري إلى الزمن الجميل من سبعينيات القرن الماضي، عندما كنا نهرع إلى قاعة سلطان الفنية في شارع السور بالكويت لنشاهد أعمالاً لشاكر حسن آل سعيد، وضياء العزاوي ورافع الناصري، وفاتح المدرس وغياث الاخرس وامين الباشا وفريد حداد ومحمد المليجي واحمد شبرين ومنيرة القاضي وأدم حنين وغيرهم كثير من الفنانين العرب الجادين.

نقلا من موقع الجريدة   www.aljarida.com