المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في  03/04/2008 06:00 AM
GMT

في اليوم ما قبل الأخير من فعاليات مهرجان أبوظبي الخامس للموسيقى والفنون، قدمت في قصر الإمارات بأبو ظبي أمسية موسيقية لاوركسترا شرقية جاءت تحت عنوان ''روح الشرق'' أحياها الموسيقي العراقي نصير شمة مع 60 عازفاً على مختلف الآلات الموسيقية الشرقية.

''روح الشرق'' هي ليلة عربية قدمت فيها الموسيقى والموروث الغنائي العربي والأداء الصوفي في تنويعات متعددة قاربت ان تكون شاملة لكل ثقافتنا الموسيقية العربية. تنوعت آلات العزف وعدد العازفين عليها، إذ اجتمع 22 عازفا للعود و9 عازفين لكل من القانون والناي و6 عازفين للساز وعازفان للجوزة و3 عازفين لكل من الايقاع والسنطور والليرا والكمان وواحد للطنبور ولآلات أخرى مثل الايرهو والليببا واللاوتو والباص تشيكتشاك واللافتا والزارب.

ويجمع نصير شمسة في اوركسترا الشرق الموسيقى من الشرق الى الشرق عبر عازفين من العراق وسوريا والإمارات ولبنان ومصر والسودان الى جانب عازفين من الصين وكوريا وتركيا واليونان.

في بداية الأمسية الموسيقية قدم نصير شمة مقطوعة بعنوان ''تحية'' بداية لتأكيد روح التواصل مع الجمهور، ثم قدم مقطوعة جديدة بعنوان ''جدارية للحياة'' وأعقبها بمقطوعة

''الشيخ وأنا'' التي قال عنها إنها كتبت بعد لقاء له مع نجل المقرئ الكبير مصطفى اسماعيل، وقد استخدم فيها آلة الناي بشكل مكثف، لأنه أراد أن يعبر عن روح الصفاء الذي يوازي قراءة مصطفى اسماعيل، هذا من جهة ولأهمية وارتباط الناي بالدعاء كونه الصوت الاصفى والاكثر حزنا. ثم انفرد نصير شمة عازفا العود فقدم تجسيدات حزينة ، اسلامية. كما عزف نصير شمة ''مصير واحد'' وهي مقطوعة فيها تعبير واضح عن قضية الصراع في العراق والدعوة الى تكاتف الأمة. بعد ذلك عزف مقطوعة ''بين النخيل'' التي صور فيها الهم العراقي لحنا عبر الناي الحزين والعود الموقع والقانون في تناغمه بحركات ثلاثية متواصلة ومتداخلة. ثم عزف ''عاشق الروح'' للموسيقار محمد عبد الوهاب.

وفي القسم الثاني من الحفل الموسيقي قدم نصير شمة تنويعات غنائية موروثية وغنائية حديثة وصوفية كلاسيكية، ابتدأها بمقطوعة ''زمان نهاوند'' ثم ''تنويعات على مقام الحجاز'' الذي قال فيها ان تاريخ المقام يمتد لأكثر من 1400 عام، وقد قدم فيها ''فوق النخل'' مع مقام عراقي، كما عزف بعد ذلك مقطوعة ''أرض الاسراء'' عن القدس وهو عمل جديد استنطق فيه التراث الفلسطيني وجمالياته وعزف ايضا ''بنفسج الاصابع'' وبعدها ''مولانا جلال الدين الرومي'' وتحدث نصير شمة كمقدمة للمقطوعة عن فلسفة الرومي الذي كان يدعو للتعايش السلمي بين جميع البشر والاديان نابذا التسلط وشكر نصير شمة أثناء حديثه هدى كانو عضو مجلس ادارة هيئة ابوظبي للثقافة والتراث ومؤسس مجموعة ابوظبي للثقافة والفنون وتعاونها المثمر مع المثقفين والفنانين في العالم على انجاح هذا المهرجان الذي اعتبره ثمرة لجهودها المتواصلة، وان المدعوين في فرقته ينتمون الى 20 دولة وهم إذ يأتون الى الامارات البلد الآمن الحضاري فإنما يؤكدون عالمية توجه الفن في دولة الامارات وان ثمرة افتتاح بيت العود في ابوظبي هو عدد العازفين الذين يشتركون معه في هذه الليلة، وللمفاجأة ان قدم المؤدي المصري محمود شلبي رقصة مولوية اشبه بالتي تؤدى في المولد النبوي والتي تعتمد على اطباق تخرج من اطباق ورقص دائري ''بالتنورة''.

ثم قدم المغني الفنان المصري خالد سليم اغنية ''بلاش عتاب'' لعبدالحليم حافظ وعزف معه نصير شمة في مرافقة دقيقة ومجسمة بالعود.

وأخيرا قدم نصير شمة مقطوعة ''على جناح فراشة'' التي اختتم فيها أمسية عربية من أولها الى آخرها في تناغم واضح للآلات وللابتكارات التي يقدمها نصير شمة سنويا وبشكل جديد في هذا المهرجان.