ولكنه بعد سنوات طويلة من التجربة العميقة في الفن، اتجه إلى الفن الحديث ويقول عن هذا الانتقال من الكلاسيك إلى الحداثة: أرى أن الواقعية وبعض المدارس الكلاسيكية تقيد روح الفنان من حيث حصره بفكرة ورمز واحد لا يستطيع الخروج من نمطيته، بينما تكسر الحداثة القيود، وقد كان لدي فيما سبق هم وحيد هو إنضاج التقنية ولم يكُ الموضوع هو ما يهمني.
ولكن يجب التمييز بين الحداثة المدروسة التي تأتي بعد تجربة عميقة لشتى المدارس الفنية وبين ما نجده في بعض الحالات المعاصرة من إدعاءات لتجارب حداثية لا تمت للفن بصلة، وهنا تكمن مفارقة عدم وجود نقد حقيقي للفن في العالم العربي مبني بالأساس على رؤية فنية صادقة بعيدة عن التزلف وخداع الجمهور.
أثرت رحلة فرنسا في رؤية الآلوسي للفن، وهو يرى أن الفنان الحقيقي حين يتكسب من لوحاته فهو يمارس خط «التمرين» وحين يرسم بلحظات تأمله فهو يمارس الفن «للمتعة» وإنضاج التجربة، ورغم رواج المدارس العبثية الفنية وغيرها في السبعينات إلا أن الآلوسي لم ينخرط فيها بل كان يبحث عن تشذيب تجربته والرقي بها.
تعبير
يعتقد نشأت الآلوسي أن أصعب أمر على الفنان؛ هو التعبير كلامياً عن فنه ولوحاته، ويرى بأن اللوحة مثل القصيدة الشعرية، تفهمها بما تنتجه لديك من مشاعر وأحاسيس إنسانية وخيالات، وكما أن للشاعر أداة للتعبير عن نفسه وهي القصيدة، فأن أداة الفنان هي اللوحة التي تنظر إليها فتمتلئ روحك بالجمال والشعور بالسحر والتحليق بك في عوالم بعيدة عن العالم المادي.
حنين
يفتقد الفنان إلى تلك الأيام التي كانت النخبة الاجتماعية حاضنة حقيقية للفن وأهله، ولكنه لا يعزي ذلك إلى أسباب خراب الذوق العام وتدني الذوق الفني الاجتماعي فقط؛ لكنه يحيل ذلك إلى ابتعاد الكثير من الفنانين عن جمهور المجتمع بأساليبهم الفنية، كما أنه يرى أن الطبقة "الارستقراطية" أو الطبقة الميسورة التي كانت منذ عقود كانت تضم نخبة مثقفة، أما هذه الأيام فقد تسلق الأميون والجهلة وأنصاف المثقفين على حسب النخبة السابقة لظروف وأسباب يطول شرحها، مما وسع الفجوة بين الجمهور والفن والفنانين، وأسهم غياب الناقد الفني في اختلاط الأمور على المتلقي.
أول لوحة
كانت أول لوحة باعها نشأت الآلوسي وهو بعمر 10 سنوات، لرجل أميركي زار المدرسة في الأنبار وأعجب بفن الآلوسي، وكانت قيمة اللوحة 10 دنانير عراقية.
الدادائية
يرى الفنان أن ما يعرف بالدادائية التي ظهرت في العقود السابقة هي من الاتجاهات التي أسهمت بتخريب الفن وساندتها بذلك مؤسسات وكتاب لأغراض مختلفة.
نقد
مع رؤيته لغياب النقد عن الساحة الفنية العربية؛ إلا أن الآلوسي يرى بأن الفن تقدم على النقد، وهو يقول "أن بعض ممن يحسب على النقد لا يفهم ما يكتبه".
بطاقة فنية
الاسم------------ نشأت الآلوسي
الميلاد------------ العراق- الانبار
الحرفة الفنية---------- فنان تشكيلي
المدرسة الفنية--------- حداثي متعدد التقنيات
محطة ذاكرة------------ جماعة بواتيه فرنسا
العائلة---------- عائلة فنية من 5 فنانين
عنوان المعرض---------- انعكاسات
المكان---------- قاعة قباب أبو ظبي- الزعاب- شارع 15- فيلا 3