قراءة فنيّة في أعمال التشكيلي سعد الموسوي

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
25/08/2009 06:00 AM
GMT



 يجتهد الفنان  الموسوي في معظم اعمالة الزيتية قرابة عقد ونصف على توطيد وترسيخ اسلوباً فنّيأً خاصاً به. اسلوبأً محليأً يستمد مفرداته وعوالمة وموضوعاته من الالم العراقي الطويل، الالم الذي يمتد كطعنة غائرة في ظلام مثقل بالشهب والاحتملات.

ولد الفنان في مدينة أور_فجر الحضارات الانسانية الاولى  حيث انبثاق المعرفة واكتشاف الموت تلك الثنائية التي تحولت الى عجلتين انطلقت منها مغامرة الانسان الاول والتي نراها شاخصة في مجمل اعمال الفنان، كونها ركيزة اساسّية للبوح، تتمحور من حولها باقي المعطيات والظواهر وكل ما يشعر به الفنان  من هواجس وارهاصات. فالغالبّية العظمى من لوحاتة تؤسس لشخصية أحادية يملؤها الحزن والسؤال، شخصية مخضبة بالفقد والغّياب،ملامحها فاترة،مفزوعة يلح في خاطرها شجن عميق، فتارة تحتظن السطح التصويري لللوحة كتلة ضخمة لرجل بنهايات غير مكتملة او انثى بجسد عاري مثقب برموز وخطوط لها دلالات غير مرئية لكنها احالات لها دلالاتها المادية حينما تتاملها بعمق او مخلوقات تتماهى ملامحها وابعادها المتناهية مقعدة عاجزة عن  الحركة تعوم في سكون دائم.

 فاطالما تجد التداخل بين الماضي كونه عتبة البدء والحاضر بثقله وضجيجه المفزع ومابينها الكائن ينمو في الظل مرتبكاً يتطلع صوب المجهول القادم.ان اصرار الفنان على استخدام الموروثات السالفة السومرية، البابلية،الاسلامية.
 والمحلية البيئية هو رغبة الفنان القوية في ارساء نمطأً تعبيريأ في الرسم كانا قد اسس نواته الاولى كلا  من الفنانين  شاكر حسن ال سعيد بصوفيته الحروفية، وتاملاته الماورائية، ورافع الناصري برموزه الشرقية المتاثرة الى حد معين بالفنون الصينية شكلا لكن المضامين اختلفت فقد طورها الفنان لتاخذ طابعا اسلاميأً محليأً،واحيانا لامرئيأً كليأً حيث تتحول طاقة العمل البصرية الى كثافة رمزية هائلة وعميقة.وممالاشك فيه فان الفنان الموسوي واعياً لمهمته التي يحرص على ان تكون شخصية  متفردة،ففي اكثر من مكان يدعم ذلك بقصص وحكايات ذاتية شكلت طفولته في مدينته الناصرية قبل ان يغادرها مضطرأً ليستقر به العيش في قارة استراليا،ومن هذه الحكايات ماكانت تصنع يداه من اشكال وتكوينات طينية

 عندما كان طفلا يلهو قرب ظلال الزقورة على مجرى نهر الفرات وما شكلته تلك الحوادث لاحقاً من خيال ظل يلح عليه،خاصة الوانه الطينية التي تتطابق وسحنة اشكاله المبتكرة،ثمة اختزال لكتل اللون، شعور مفرط بالانحسار  والقهر،قلق واع يدل على اثره الاستخدام المتكرر للاخضر الداكن من االالوان،او اللون الاحمر الذي سرعان ما يجرده من حياة تبثها طبيعته الحارة في التصنيف البصري. ومهما يكن تبقى تجربة الفنان انعكاساً لواقع تحيطه الرموز والتعاويذ والدهشة العصرية والتي يدعى الفنان محاولاتها احياناً من خلال بعض الاعمال والتي يحرص فيها على ابتكار فن يمازج بين التقليدي والمعاصر،ففي معرضه الاخيرالمقام في ارتهولز كاليري،فيتزوزي،ملبورن. اشتغل الفنان على ثنائية المكان/ الزمان والتي يوّصفها ب(المكان جسد اللوحة الزمن فيه تعبيرأًعن الذاكرة والروح فابتحادهما يكتمل الخلق الفني). ان الثيمة الاساسية في كل اللوحات والتي بلغ عددها  العشرين عملاً هي الصداقة التي تطرحها الموضوعات، الرغبة الاكيدة في اقامة ضفة تستريح عليها كائناته، لقد تعب الملك كلكامش من حمل مزاميره وحقائب سفره، تعبت زوجته من قص ظفائرها، تعب الطين تعبث به ايادي الغرباء، هذه بعض من الاحتجاجات التي اشتغلت عليها تصاميم واشكال والوان الفنان والتي وجدتها: صافية، قوية، عميقة، وحزينة اني

  معنياً هنا بالقول بان الفنان سعد الموسوي حاول ان يحافظ على مخلوقاتة باشكالها المعتادة، لكنها وفي هذا المعرض بالتحديد بدات اكثر حركة وطلاقة،فثمة طاقة هائلة من

الهدوء النسبي وفرتها لها اجواء الحرية التي تحيا فيها الان ومن الممكن ان تصبح ادوات لتحرير مخاوفها من مكامنها العميقة.

يذكر بان الفنان سعد الموسوي قد شارك في اغلب المعارض داخل العراق وخارجه منها: بغداد 1990 – السعودية-1991-1992-1995 استراليا مدينة بيرث 1997- بريطانيا- لندن 2000 ولاية فيكتوريا الاسترالية 2002 -2003 -2004 -2005 -2006 -2009 كذلك في معرض تشكيلي اقيم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي سويسرا.