محطات في رحلة الجسد على القماشة من عصر النهضة حتى الوقت الحاضر

.

المقاله تحت باب  مقالات فنيه
في 
24/02/2008 06:00 AM
GMT



ان الاخذ بالافتراض القائل : ان الجسد على القماشة هو انعكاس لدور الانسان على واجهة الحياة ، كما يراه الفنان ، يمكننا من التعامل مع رحلة هذا الجسد عبر تاريخ اللوحة، رغم ان الجسد لم يشكل منطقة اشتغال رؤيوي حيوية للفنان على الدوام .
كما ان الدراسات النقدية المتاحة لم تركز على هذه الظاهرة الا عبر اشارات يسيرة تعامل بعضها مع فن عصر النهضة بوصفه انعكاسا للاداء المتفرد للوجود الانساني على قماشة الحياة وبما جعله منطقة فاصلة في تطور الفن التشكيلي من خلال الدقة العالية والظهار المتافني لجمالية هذا الجسد حصورا واداءا ويشير مؤرخ الفن دبليو اتش جونسون الى التحديات الاقتصادية والسياسي للاستكشافات الجغرافية التي قام بها المامرون من بحارة دول حوض المتوسط والتي عادت على عدد من ممالك اوربا بالثروات، والتحديات الفكرية التي نتجت عن الصراعات الدينية التي عملت على كسر الحواجز القديمة والبحث عن افاق جديدة كان له دور في الرؤية المتفوقة للكيان الانساني كما هو واضح في اعمال مايكل انجلو، ويمكن اعتبار اعماله البداية الحقيقية التي جعلت من الجسد مركزا للرؤية الفنية .
ورغم ان الناقد لم يجد تفسيرا لهذه النهضة الابداعية لدى فناني عصر النهضة رغم الصراعات التي حفلت بها تلك الفترة ، ولم ياخذ بنظر الاعتبار ان التطور الذي مثلتة اعمال فناني عصر النهضة كانت نتيجة طبيعية للتطور الذي لعب فيه فنانو ما قبل النهضة دورا مهما ، فسح المجال لتلاميذهم ان يتجاوزوا المشاكل التي واجهت من سبقهم وخصوصا في ما يتعلق بالمنظور والتكوين. وبالتالي فان ماضاهاة الجسد الانساني للكمال عند فناني عصر النهضة لا يعكس فقط ايمانهم بقدرة الانسان وحضورة وانما هو جزء من صيرورة تاريخية فنية . تبرر اعمال مايكل انجلو لاول وهلة ما ذهب اليه الناقد (لوحة خلق ادم) وهي جزء من جدارية لسقف كنيسة سستاين في الفاتيكان. تعتبر هذه اللوحة مثالا بارزا لجمال الجسد وتناغم تقاسيمه مع دقة تشريحية بالغة جعلت كتب التشريح الطبية تزين اغلفتها بها وقد لا يختلف اثنان في ان هذا الاظهار البارع للحضور الجسدي مع الاقتصاد الدافيء للايماءات اضاف لهيبة الشكل الانساني ايقاعا فاعلا . تمتاز اجساد مايكل انجلو بانها مفتولة العضلات بارزة التقاسيم حتى وهو يرسم الجسد الانثوي فهو يسبغ عليه مظهرا رجوليا . ولكن الملفت للنظر ان مايكل انجلو الانسان كان نحيل البنية كئيب الملامح قليل الثقة بمن يحيطه وان المتأمل لاعماله يلمس الوجوم الذي يشترك فيه ابطاله _وهم ابطال الكتاب المقدس .
افلا يمكن اعتبار اجساد مايكل انجلو محاولة تعويضية للتغلب على علة جسدية ظاهرة؟

لوحة خلق ادم لمايكل انجلو تعامل الفنانون بعد عام 1520 مع الاجساد البشرية على القماشة من خلال تشويه مقصود للهيئات والاوضاع البشرية وعناصر الاضاءة (1) ، ففي لوحة مادونا برقبة طويلة للفنان بارمجيانينو يلفت انتباهنا امتشاق قامة العذراء مع المبالغة في حجم المسيح الصغير بين يديها مع الايقاع الحركي المتكلف للطفل وانا اظن ان بارمجيانينو اراد الايحاء بان مادونا والطفل يمارسان طقسا حركيا، وكانهما يمهدان لرقصة مقدسة.



مادونا برقبة طويلة لـ بارماجيانينو قد يكون سبب الاداء المتكلف لرسامي ما بعد النضة، ان الانسان لم يعد صاحب الفعل واما اصبح واقعا تحت تاثر قوى لا يستطيع السيطرة عليها ويعزو بعض المؤرخين هذه الظاهرة الى حروب الاصلاح الديني المضاد التي شهدتها اوربا، ولكن في الوقت نفسه لم يشر من تبنى هذا التفسير الى ان فناني الاسلوب المتكلف mannerism style حاولوا ان يؤسسوا لتوجه مغاير بعد ان ستنفد فن النهضة كل عناصر القوة والاقناع من خلال تعاملهم مع الحس البطولي مع شخصيات الكتاب المقدس، ولذا ربما حاولوا ان يعودوا بابطال الكتاب المقدس الى كقيقتهم البشرية وهو ما شكل جذبا للذائقة الفنية في تلك المرحلة .
تشير بعض مصادر تاريخ الفن الى استياء الفنان تيتيان من قلة الاعمال الفنية التي اصبح يكلف بها بعد تسيّد فنه في مدينة البندقية لسنين، مقابل الطلب المتزايد للوحات تلميذه تنتوريتو. يواصل الناقد دبليو اتش جونسن مقاربته في التعامل مع فنان اخر من فناني الاسلوب المتكلف وهو ال غريكو (بمعنى القادم من جزيرة كريت) حين يعزو تعامل هذا الفنان مع الجسد الى كون حركة الاصلاح الديني قد بلغت قمة تاثيرها في اسبانية –مستقر الفنان ال كريكو- (2) الذي يتكرر في في لوحاته النحافة والطول المبالغ للاجساد ، ولكن ، الا يعود تعامل ال كريكو مع الجسد بمثل هذه المقاربة وكما اشار الكاتب اي دبليو هوناكر الى كون الفنان ال كريكو مصاب بالاستكماتزما اللابؤرية (3) ، اذ لوحظ بان اجساد ال كريكو تستعيد ابعادها الطبيعية من خلال استخدام عدسات مصححة ، مع اننا لا نستطيع ان نتغافل في الوقت ذاته عن قتامة الوان ال كريكو واحساس ابطاله بالوحشة وكأن اجسادهم تتوق للتحرر من الدنيا لترتفع الى الخلاص الاعلى مما يبرر هذا الطول المبالغ فيه لهذه الاجساد

لوحة للفنان ال غريكو يبدو ان الوجود الانساني استعاد بعضا من توازنه في فن القرن السابع عشر الذي ادخل النور الى اللوحة فاعطى الجسد الانساني اشراقة القوة والحضور ولكنه في الوقت ذاته لم يتخلص من ارث المعانة الذي تركه الاسلوب المتكلف mannerism style من خلال اجساد اعتادت التقوس والانحناء فاصبح الانسان في الكثير من لوحات روبنز ورمبرانت وبعض اعمال كارافاجيو المتاخرة وكانه في حالة صراع دائم، وان كان الحس البطولي حاضرا بقوة ، والايمان بالانسان يمنحنا الثقة بان المعركة ستكون لصالحة وهذا ما توحي به الاجساد النضرة القوية في لوحة (الصلب crucifixion ) للفنان روبنز وهي تحمل ارث مايكل انجلو وكان شخوصها يستعنون باجساد عصر النهضة في صراعم.


ان لمحة بسيطة لجسد المسيح المصلوب لا يترك لدينا اي شك باحتفاظ هذا الجسد ببعض القوة وهو يواجه لحظاته الاخيرة. ولا يترك روبنز اللوحة دون ان يسبغ على اجساد مصلوبيه تقوسات المعاناة والرفض _هنا يتلخص ميراث الاسلوب المتكلف_ فالاجساد في لوحات روبنز لن تنعم بالهدوء والاسترخاء رغم صلابتها وايمانها بالحياة. لوحة الصلب لبيتر بول روبنز حين ننتقل الى الحركة الرومانسية وهي الاسلوب الفني الذي ظهر في اوائل القرن الثامن عشر ، يتخذ الصراع شكلا اكثر شراسة وتمثل اعمال ديلاكروا افضل مثال لذلك فابطال ديلاكروا يواجهون عالما شرسا كما يصفه الشاعر بودلير. (4) لقد اراد ديلاكروا ان تعطي اجساده الحدث روحا صارخة مبتعدة عن الاحتشام المتعسف لاسلوب الكلاسيكية الجديدة. وعلى اي حال لا يمنحنا الصراع في عالم ديلاكروا قدرة التفاؤل فالمعركة التي تخوضها اجساده غير محسومة النتائج . ان اجساده غالبا ما تبدو مستلبة واثمة كما في لوحة جحيم دانتي وهي في احسن احوالها اجساد منتهكة ومنزوعة البراءة ، بؤكد ذلك القاء نظرة فاحصة للوحة (الحرية تقود الشعب) حين جعل جسد الفتاة الشبه عار مركز اللوحة في مقاربة لا تخلو من حسية مقصودة مقابل اجساد الضحايا الملقاة تحت اقداخها، لقد وظّف ديلاكروا جسد الفتاة المثير لينتقد هذه الحرية التي لا تحفل بالضحايا . انها الحرية المغرية التي تدوس حكمتنا.


الحرية تقود الشعب لديلاكروا مع ظهور التعبيرية والتكعيبة تعامل الفنان التشكيلي مع الهيئة البشرية بشكل اكثر فاعلية وجراة ، وان تركزت مقاربة الاسلوب التعبيري على الوجه البشري بوصفه مركز التعبير الانساني. في عام 1922 رسم بيكاسو لوحة (لوحة الام والطفل) التي راى فيها الناقد الان باونيس (بان تضخيم الشخوص عمل على تصعيد عواطفه الخاصة الى مستوى الحالة الانسانية الشاملة) (5)


لوحة الام والطفل لبيكاسو ويذكر نفس الناقد كيف تعامل الفنان الفرنسي فرناند ليجيه مع الاشكال الضخمة مستخدما مقاربة مختلفة عن مقاربة بيكاسو حيث يقول ( نجد نساءا مفخمات ومسترخيات بشبهن الاصنام، اصناما لا تتراءى وفق نظام ميتافيزيقي بل وفق النظرية الصورة. ان شخوصه تنتمي الى جنس اكثر نشاطا واكثر عافية من جنسنا البشرية . ان شخوص فرناند ليجيه ينضحون صحة و حيوية .
انه الانسان الذي بشرت به رفاهية التقدم الصناعي (6). من الواضح ان هذه المقاربة للشكل البشري تهدف من خلال عملقة الشخوص الى عملقة موضوع اللوحة.

لوحة للفنان فرناند ليجيه استفادت الواقعية الاشتراكية من هذه الرؤية ، نرى ذلك بوضوح في اعمال الفنان المكسيكي دييغو ريفييرا (7) ناه حاهع شخوصه مشحونة بالمعاناة وهذا واضح من خلال الاوضاع التي تتخذها اجسادهم، وهعي اوضاع مرهقة ومنكسرة احيانا ويطرح هذا الامر تساؤلا: كيف تحتفظ هذه الاجساد بمثل هذه الضخامة رغم هذه المعاناة ورغم كونها محاطة بفضاءات منحسرة؟ يكمن الجواب في عشق شخوصه للحياة فهو الذي جعلهم يتعملقون رغم معاناتهم ليشكلوا هذا الحضور القوي فمعاناتهم لم تمنعهم من ان ياخذوا حجمهم الذي يستحقوه على لوحة حياتهم القاسية.انه مؤمن بالانسان المكسيكي فضّخمه بازاء فضاء القماشة واحبه فوضح حساته بالوان مشرقة .


لوحة للفنان دييغو ريفييرا واذا تبنت اعمال ليجيه ودييغو هذه الهيئة ومنحتها حضورها الذي تستحق على القماشة ، فان الفنان فرناندو بوتيرو (1930- ) وظفها لابراز رؤيته الساخرة نحو الانسان في مقاربة طفولية محببة ومدروسة . تشبه سيرة الفنان الكولومبي الى حد كبير سير اساتذة الفن الكلاسكيين الذين عملوا في بداية مسيرتهم الفنية على زيارة الدول التي تحتفظ بروائع الفن الكلاسيكي في محاولة استلهام ما يعزز رؤاهم الفنية. يذكر الناقد سلفيو اكاتوس ان فرناندو بوتيرو درس الفن في ايطاليا وزار لندن ومدريدو ابدى تاثره بالفنان الاسباني فيلاسكويذ اشهر رسامي الباروك في الباط الاسباني حيث انجز اعمالا ما يزال تاثيرها حاضرا على عمالقة الفن الحديث (8) . من بين ابرز ملامح لوحات فيلاسكويذ ، التركيز على الاقزام المرافقين للامراء . لقد منحتهم معاناتهم الجسدية حضورا عاطفيا في اعماله ففي لوحة (الامير ) وضع القزم بنظرته الساهمة في مركز رؤية المتلقي ليخلّف الامير فيليب بعيدا عن مشاركة المتلقي الانسانية.

لوحة الامير لـ فيلاسكويز هذه المقاربة تركت اثرها على روية بوتيرو وهو الامر الذي كان له ابلغ الاثر في تجسيم حس السخرية في اعماله التي تجمع بين الرصانة الكلاسيكية والرؤية المعاصرة. تشكل الهيئة البشرية البالونية والتي تقف وراءها نرجسة طفولية محببة ، الموضوع الاساس في اعمال هذا الفنان. انه ينظر الينا والى نفسه نظرة طفل مشاكس وظّف الهيئة ( التي اريد لها من خلال اعمال مجدت الانسان) لتكون شاخصا بارزا بشكل مبتكر لتعميق احساسنا بالمبالغة التي نقنع انفسنا بها. ان المتلقي امام شخوص بوتيرو وهو يلاحظ اشتراكهم بنفس الهيئة المتجيدة بامتلاء الوجوه مع ضياع الملامح وصغر العيون الساهمة وتخمة الاجساد يرثي لضياع وجودهم الحقيقي في هذا الوجود الجسدي المتخم. انه يتعاطف معهم في محاولتهم اقناع انفسهم بحجم حضورهم الذي يحتل قماشة الفنان لكن هذا الحضور لا يرسّخ الا الاحساس بالعبء الذي تحمله ارواحهم الطيبة.


لوحة للفنان فرناندو بوتيرو يبدو ان الصراع القاس الذي تظهره لوحات ديلاكروا يتواصل على بعد الشقة الزمنية مع قماشة الفنانة الانكليزية سيسلة براون التياعتقد بان قماشتها تمثل الوجه المعاصر لقماشة ديلاكروا حيث الاجساد المستباحة والمواجهة المدمرة بين الانسان ومحيطه. ان الصراع في لوحات ديلاكروا يفرز عناصره ، يستطيع معه الانسان ان يميز عدوه، لكن الانسان في عالم سيسلي لا يعرف ماذا يصارع. ان مقارنة اعمال سيسلي براون باعمال ديلاكروا تمثل رحلة الوجود الانساني على قماشة الحياة من جراءة المواجهة القاسية الى تراجع الروح البطولية في مواجهة غير متكافئة . لقد وصل الجسد في لوحة سيسلي براون الى كيان مفرغ من قوته.


لوحة الفنانة سيسلي براون لا تدعي هذه القراءة رصدها للجسد في كل تمظهراته على سطح القماشة عبر هذه المراحل الزمنية ، ولكنها شرت ابرز المحطات خلال الستة قرون الاخيرة والتي توصلنا الى حصيلة ما انتهى اليه الفن المعاصر : ضياع الانسان على القماشة بينما كان يبحث عن حلة جديدة لوجوده وكانت البداية ، الاحتفاء المكانيكي لانسان ليجيه الخارق وانتهاءا باقصاء الجسد عاريا محاطا بالمجهول. في لوحة سلسلي براون وبين سخريته من ضآلة وجوده ومحاولته عبثا في ان يتعملق في انتفاخ ساذج على قماشة بوتيرو. الفرق بين نهايتي براون و بوتيرو هو ان اجساد سيسلي براون لا تشعرنا بالتعاطف مع وجودها على القماشة ولعلها لا تتعاطف مع وجودها هي ايضا وهي ومن خلال اسلوبها الذي احتفظ ببعض التشخخيص ما زالت تذكر بالانسان الذي ضاع وسط كم هائل من الالوان والاساليب الفنية التي ظهرت عبر عقود القرن العشرين. هل كف الفنان الغربي عن الايمان بالجسد وانتهى به المطاف الى الغاء الحضور ليبحث عن فكرة اخرى عن الوجود الانساني! ولكن يبقى ما يجعلنا نتقبل هذا الوجود رغم رؤية فرناندو بوتيرو الكاريكاتيرية لانها تبدي تعاطفا نحن بحاجة اليه لنواسي انفسنا، وربما لان هذه الرؤية تحتفظ بطفولتنا التي اضاعتها رحلة الحياة ونحن نحاول في كل ما نفعل ان نستعيدها ولو للحظات. على الرغم من حقيقة ان الجسد لعب دورا محوريا في اعمال عديدة شكلت انجازا فنيا مهما، فالدراسات النقدية المتاحة لم تركز على تاريخ الجسد في اللوحة بوصفه انعكاسا لرؤية تتغير مع تغير الظواهر المحيطة والعلاقات الفاعلة وربما تمثل هذه القراءة اقتراحا لدراسة مكونات احياة في اللوحة على غرار الدراسات التي كرست للّون والخط والتكوين والاسلوب .
ان للجسد والمدينة والطبيعة تارخها الحسوي على القماشة ايضا وقد مرت بما مرت ببقية العناصر الجمالية من تغير في حجم التعامل ونمط التفكير وانا افترض ان مثل هذه المقاربات في دراسة العمل الفني تمنحنا فهما اكثر شمولية لتاريخ المكونات البصرية لقماشة الرسم .

المصادر:-
1- W.H. Johonson, Dova Jane Jhonson, picture history of art from cave paintings to modern times
2- نفس المصدر السابق
3- دبليو اي هوناكر ، هل اللوحة ما يرى ، ترجمة د.فائز يعقوب الحمداني، الثقافة الاجنبية ، عدد 4، 2001
4- جلز نيريت ، يوجين امير الخيالية، ترجمة د.فائز يعقوب الحمداني ، جريدة الاديب عدد 13
5- الان باونيس ، الفن الاوربي الحديث ، ترجمة فخري خليل، دار المامون للترجمة والنشر
6- اي جي مولر و فرانك ايلغر ، مائة عام من الرسم الحديث ، ترجمة فخري خليل ، مراجعة جبرا ابراهيم جبرا، ، دار المامون للترجمة والنشر
7- عفيف بهنسي، موسوعة تاريخ الفن والعمارة، الجزء الثاني (الفن في اوربا منه عصر النهضة حتى اليوم).
8- Silvio Acatos, Fernando Botero, artist and art historian, artnexus .net