.
المقاله تحت باب محور النقد في
12/03/2008 06:00 AM GMT
أوضح (هاوزر) أن اسطورة العصر الذهبي ، ترجع الى ازمان سحيقة في القدم . ولسنا ندري بالضبط ، ما هو التعليل الذي يقدمه علم الاجتماع لظاهرة تبجيل الماضي ، فقد تكون جذور هذه الظاهرة راجعة إلى التضامن القبلي والعائلي . او ألى محاولة الطبقات المميزة ان تبني امتيازاتها على اساس الوراثة . وأياً كان الأمر ، فأن الشعور بأن ما هو قديم ينبغي ان يكون هو الأفضل ، ما زال من القوة ، ما يجعل مؤرخي الفن لا يحجمون عن تزييف التاريخ ، عندما يحاولون إثبات أن اقرب الأساليب الفنية إلى قلوبهم ، هو في الوقت نفسه أقدمها عهداً . (هاوزر ، ص 13) .
ورغم إن السومريين ، هؤلاء المبدعين (الأوائل) في التاريخ، قد وضعوا وبشكل أصيل مبادئ الفكر الإنساني الأولى، وقدموا حلولاً أبداعية لإشكالاته الأساسية التي تؤرقنا حتى هذهِ اللحظة . فأن قصائدهم الشعرية ، كانت تتغنى بماضٍ ذهبي عاشهُ الشعب السومري، وقد استهلت إحدى القصائد بوصف دلمون (البحرين حالياً) على إنها البلد العظيم الذي ينعم بالسلم والسعادة :
الأرض (دلمون) هـي الموطن الطاهر. الأرض (دلمـون) هــي المحـل النظيف. فـي (دلمون) لا ينعق الغـراب الأسـود . والحدأة لاتصرخ صراخ الحدأة والأسد لايفتك. والــذئـب لا يـفـتـرس الـحـمـل . ومـن بـهِ صداع لا يشكو مـن الصداع . وامرأة (دلمون) العجوز لا تشكو من الشيخوخة . والمنشد لا ينتحب، وفي أطراف المدينة لا ينطق بالرثاء .
وربما يكون قلق الشعب السومري الوجودي ، والصراعات السياسية بين دويلات المدن السومرية، وتفاوت مستوى الطبقات الأجتماعيه ، هو المحتوى الفكري الكامن ، في مثل هذا النوع ، من الصور الفكرية التأملية وهنا لا يستند (المكان) إلى حقيقته ، إلا بمقدار العلاقة التي يقيمها مع المتخيل أو مع اللاواقع ذلك إن مجرد الذكرى أيضا خيال وإعادة خلق . وآيا كان الحال ، فأن ذهبية المشهد السومري ، وحنين ذاكرة الماضي بالعودة إلى الماضي . ربما يكون قد غزل بنية أدبيه شعبيه ، في المجتمع السومري ، وكانت تتداولهُ العجائز والشيوخ في الليالي المقمرة ، لقضاء الوقت الطويل ، وإقناع النفس بما هو جميل في أوقات الجدب والأزمات .
يكتب اسم سومر بالعلامات (ki-en-gi) والدلالة العلامية للنص ، هي ارض سيد القصب . والمهيمن في دلالة الملفوظات هنا، هو الاله (انكي) اله المياه . ومرجعيات الخطاب هي بنية البيئة السومرية ، اذ ولدت الكلمة الاولى متخفية بين غابة القصب. ويقترح المرحوم طة باقر : "بأن اول النصوص الملحمية، التي وردَ فيها اسم السومريين، كان في القاب ملوك حضارة وادي الرافدين، وهو لقب (ملك بلاد سومر وأكد)... اذ اتخذ هذا اللقب الملك السومري (اوتو-حيكال) الذي طرد الكَوتيين، وحرَر البلاد منهم (طة باقر،1973،ص58) .
تؤسس (التاريخية) منهجها باخضاع الفن لقوانينها، انها دعوى الى دراسة الفن بدلالة التاريخ وليس العكس. وهنا يجب أن يعد العصر الشبيه بالكتابي (الوركاء– جمدة نصر- 3500 ق.م) ليس فقط مقدمة للحضارة السومرية ، ولكنة الوجه التكويني الاول في تطورها، والذي تبلورت خلاله اسهامات حضارية عظمى ، شاركت في تكوين جسد الحضارة السومرية . ففي هذا العصر العظيم ، اخترعت الكتابة ، وتمَ تداول الادب في بنية المجتمع الثقافية ، وظهر تنوع كبير في اجناس الفنون الشكيلية . والفكرة هي ان هناك جنين يُولد ، استثمرهُ السومريون بسرعة الصاروخ نحو الكمال والنضج .
كتبَ احد المؤرخين السومريين ، إن كتابة (التاريخ) تعني حفظ إبداعات الإنسانية من الضياع . وذلك كشف فكري عظيم ، في جدلية كتابة التاريخ . فبالإضافة لتوثيق التاريخ بدلالة الفن، كانت لدى السومريين (إثبات) تُلخِص أسماء الملوك وسني حكمهم . إلا إن المؤسف ، هو انهم لم يعلنوا عن نهاية عصرهم الذهبي ، الذي إفترضنا بدايته تجاوزاً ، ربما كان ذلك يحزنهم ، فلو سألت أحدهم ، من الذي أقام الحضارة على ارض الرافدين ؟ لأجاب ، لا أدري، هي وجدت هكذا. ومع ذلك وتجاوزاً أيضاً ، يمكننا أن نحدد نهاية الدور السياسي الفاعل لحكام سومر كان في العام (2371 ق . م) ، حين اعتلى سرجون ألاكدي عرش الحكم. ومع ذلك فأن الثراء الفكري السومري ، بصدد الكم والكيف ، لا توقفهُ حدود مصطنعه، انهُ اقوى من إن يقف عند حدود ، فهو ملك الإنسانية وأرثها الحضاري، الذي ما زال حياً ومتحركاُ حتى هذه اللحظة .
تشترط جماليات المكان في الفكر الرافدي ، مظاهر محسوسه تشير الى مواقع لها لون عاطفي ، وقد تكون مسالمه او معاديه ، مألوفه او غريبه ، ألا أنها في جميع ألاحوال ، خارج نطاق التجربه الفردية . تشعر الجماعة بأستمرار بوجود احداث كونية معينة ، تضفي على المكان دلالات روحية . ومن هنا ، حافظ السومريون وبأمانة مطلقة ، على خارطة توزيع القرى الزراعية الأولى على ارض العراق من الناحية المكانية ، والتي أسسها سابقوهم من عصر قبل التدوين . والمثير هنا ، هو إن السومريين ، طوروا بفاعليه ، نظام التخطيط الحضري والإقليمي للقرية ، إلى نظام المدنية والتمدن . اذ اقترن ظهور أولى المدن بنشوء العمران الحضري (Urbanization) . ولعلنا لا نعدو الحقيقة ، اذا اكدنا القول ، ان الحضارة السومرية ، تفردت بأول ظهور لنظام دويلة المدينة على أنه اول شكل من أشكال الحكم في التاريخ البشري . حيث نمت فكرة المواطن والمواطنة والولاء الأعظم لدويلة المدينة .
وهذه المدن إذا قيست بمدننا اليوم ، كانت صغيرة ، ولم تنقطع الصلة ، بين سكانها وبين الأرض ، بل الأمر بالعكس ، لان معظم السكان يسترزقون الحقول المحيطة بهم ، وكلهم يعبدون آلهة تمثل قوى الطبيعة ، ويساهمون جميعاً في طقوس وشعائر يحيونها عند نقاط التحول في السنة الزراعية . وعلى هذا المنوال، انتظمت حياة الجماعة ، بموجب كم متوارث من التقاليد والأعراف، والتي أصبحت بعد نجاح تطبيقها مقبولة ومرغوباً فيها من قبل الجميع ، كونها استهدفت النفع العام .
بلغ محيط مدينة الوركاء_ عاصمة البطل كلكامش _ زهاء تسعة كيلومترات، ومساحتها تجاوزت الستة كيلومترات . وعدد سكانها تجاوز مائة ألف نسمة . وقد نُظّمت المدينة حضرياً، لتشمل ثلاثة مراكز رئيسية ، أهمها حارة المعايد في مركز المدينة ، وتلتف حول مقترباتها الأراضي الزراعية الخصبة ، والتي تُقّطعها أعداد كبيرة من القنوات المائية الاروائية الضخمة ، أما القسم الثالث ، فيشمل ميناء المدينة ، حيث تنتظم الفعاليات التجارية. وهي بذلك تشبه التخطيط الحضري لأي مدينة عراقية لعهد قريب .
ولنا أن نتصور التخطيط الحضري لدويلة المدينة السومرية ، حيث يُقّسم مساحتها ، عدد من الشوارع الفسيحة ، وقد بُلطت ارضياتها ورصفت بخليط الرمل والحصى الناعم ، والذي اكتسب صلابته مع مرور الزمن ، ليكون مناسباً لسير العربات السريعة ، ذات العجلات الخشبية ، وقد توزع بانتظام وعلى جانبيها عدد من الحارات السكنية ، حيث نموذج البيت السومري المشُيد (باللبن)، وتتوسطه ساحة فسيحة مكشوفة ، تتوزع حولها غرف السكن . وأجمل أجزاء المدينة السومرية كان ميناءها ، حيث تتجمع السفن بأشرعتها الملونة ، وتتلاقح الثقافات ويهمنا هنا أن نحضر قصيدة شعرية سومرية تصف جمالية المدن السومرية وعلى الأخص مدينة (نُفّر)
انظر تَماسك السماء والأرض المدينة) ، انظر الجدار الجيد (المدينة)، انظر (إيدسالاّ) نهرها الصافي ، انظر (كراكرونّا) مرفأها الذي ترسو عليه السفن، انظر (بولال) بئر مائها العذب ، انظر (ادنبردو) قناتها النقية، انظر (انليل) رجلها الشاب ، انظر (ننليل) عذراءها الفتية.
وفي ملحمة كلكامش الخالدة ، يرّد نصاً يصف بشاعرية جميلة ، جمالية دويلة المدينة السومرية :
أنظر يا أنكيدو سور الوركاء الخارجي ، تجد افاريزه تتألق كالنحاس، أجل يا انكيدو تعال الى اوروك المحصنة. حيث يلبس الناس أحلى الحلل ، وفي كل يوم تقام الأفراح في أسواقها كالعيد .
وفي بلاد سومر نشأت اول أنظمة الديمقراطية في العالم . ففي دويلة المدينة، كانت السلطة السياسية العليا في يد مجلس عام يشترك فيه جميع الأحرار البالغين. وفي الفترات العادية كانت شؤون الحياة اليومية تصرف بأرشاد مجلس الشيوخ . اما في الأزمات ، فكان يوسع المجلس العام ، بأن يخول أحد أعضائهِ السلطة المطلقة فيصبح حاكماً ، وكان هذا يحدث لزمن محدد يزول بزوال الأزمات (جاكوبسن ، ص149) .
وحين عزم كلكامش وصديقه أنكيدو القيام بسفرهم البعيد، لقتل (خمبابا) حارس غابة الأرز ، خاطب مجلس الشيوخ في مدينة الوركاء قائلاً :
اسمعوا يا شيب (شيوخ) أوروك ذات الأسواق ، أريد أنا كلكامش أن أرى من يتحدثون عنه ُ، ذلك الذي ملأ أسمه البلدان بالرعب ، عزمت على ان أغلبه في غابات الأرز ، وسأسمع البلاد بأنباء أبن أوروك ، فتقولوا عني : ما أشجع سليل أوروك وما أقواه.
ثم خاطب شيوخ أوروك كلكامش وقالوا له :
عسى أن ينصرك إلهك الحامي ، وعسى أن يرجعك سالماً في طريق عودتك إلى بلدك ، ويعيدك سالماً إلى ميناء (أوروك).
يوصف الأقتصاد السومري في كثير من الأحيان ، بأنه كان اقتصاد زراعياً. ألا انه كان يقوم من ناحيه أخرى على الصناعه ، ذلك ان القوانين التشريعية السومرية ، كانت قد قدمت وصفاً للعديد من الصناعات والحرف اليدوية، كأعمال الصياغة والتطعيم والطرق على النحاس وأنجاز الأسلحة الحديدية والذهبية ، وأبداع العديد من الأنية الذهبية بأساليب الصب المتنوعه . ويؤيد ذلك خطاب عشتار الى كلكامش بعد عودته منتصراً في مغامرتهِ من غابات الأرز :
ستكون انت زوجي واكون زوجتك ، سأعد لك مركبة من حجر اللازورد والذهب ، عجلاتها من الذهب وقرونها من البرونز، وستربط لجرها (شياطين الصاعقة) بدلاً من البغال الضخمة .
ومن موانئ المدن السومرية اور والوركاء ونفر ، تحركت السفن الشراعية، محملة بالتمور والحنطة ، نحو دلمون (البحرين) ومكان (عُمان) وحتى الهند لجلب الذهب والنحاس والأحجار الكريمة الملونة مقايضة بما تحمله من بضائع ومواد غذائية . وفي نفس الآن ، انطلقت العربات السريعة وقوافل الأفراد نحو أفغانستان وجنوب تركيا وإيران لإحضار ما تتطلبه المعتقدات الفكرية المرتبطة بما بعد الموت ، وما تحتاجه ابنية المعابد وكذلك أعمال الفنون التشكيلية من خامات ومواد ذات بريق سحري ، لعلها تجد حلاً لإشكالات الفكر السومري الذي أعياه القلق الوجودي . ولعل ظهور بعض الأختام الأسطوانية السومرية في تلك الأماكن النائية ، يمكن أن يجد تعليله لهذا النوع من الاتصالات التجارية .
هو الذي رأى كل شئ ، فغني بذكره يا بلادي ، وهو الذي عرف جميع الأشياء وأفاد من عبرها ، وهو الحكيم العارف بكل شيئ . مَطلعُ ملحمة كلكامش ، والذي يُشفر كنظام من نسق العلامات في قراءته الأفقية ، عن بنية الفكر السومري (الأبستمولوجية) واهتمامه بالمعرفة. شعب أوجد نظام الكتابة الأيقونية ، ثم أختزلها إلى رموز معرفية ، وأوصلها إلى نظامها الصوتي ألمقطعي . حيث ترتبط دلالة الصوت كبنية (دال) ، بمفاهيم معرفية ذهنية في تركيب مفردات الحضارة كقيمة مدلول .
شعب سومر أوجد نظام السلم الموسيقي ، وأحتفل بتعظيم (الإله) في أول مراحل الفلسفة المثالية . إنسانية الفكر السومري وضعت الإنسان على انه اعظم قيمة في الوجود . حين دون أعظم مشرعيه : جئت لأخلص الضعيف من القوي ولن ادع احداً ينام وهو جائع . هذا الإبداع الفكري الأصيل والكشف الإبداعي ، شكل الجوهر في بنية الفكر في سومر العظيمة ،باعتباره تعبير جاد عن الزمان والمكان، وهو صورة لروح وثقافة المجتمع ، فانبعثت شرارة الوعي انعكاساً لهذه الفاعلية ، بفعل أدراك فكري ذي بنية اجتماعية وروحية .
إن أول مدرسة في العالم ، كانت قد أسست على أرض سومر في بلاد ما بين النهرين . حيث عرف السومريون الكتابة لأول مرة في التاريخ . فقد أكتشف ما يقارب الف لوح طيني، يحمل بعضها نصوصاً كتمارين مدرسية ، فقد كان التفكير منصباً في طرق التدريس . وأن عدد الذين مارسوا فن الكتابة حينذاك يزيد على الآلاف . ومنهم من كان كاتباً من الدرجة الأولى ، والآخرون مساعدون ، ويصنفون على إنهم كتاب حكوميون أو دينيون ، وكان بينهم اقتصاديون وإداريون وموظفون بارزون في الدولة .
واكتشفت (ألواح) تحمل تمارين كتبها الطلاب أنفسهم ، كجزء من واجباتهم اليومية ، وكانت تتراوح بين كتابة المبتدئين والذين أوشكوا على التخرج. وكانت أهداف المدرسة السومرية في البداية ، تقتصر على تعلم اللغة وتدريب موظفين للإدارة والاقتصاد، يعملون في دواوين الدولة والمعابد . وقد تطورت أهداف المدارس وأصبحت مراكز للعلم والثقافة. وتخرج منها العلماء والباحثون الذين درسوا مختلف فروع المعرفة كاللاهوت وعلم اللغة والنبات والحيوان والجغرافية والتعدين والرياضيات .
وكان مدير المدرسة يدعى (أب المدرسة) والطالب (ابن المدرسة) أما المدرس فهو الأخ الكبير ، وواجبه كتابة الواح جديدة، كي ينسخها الطلاب ، وتصحيح ما نسخوه ، وسماع ما حفظوه من واجبات الأمس . وتضم المدرسة أعضاءً آخرين ، كالمسؤول عن الرسم ، والمسؤول عن السومريات ، ومراقب الحضور ، والمسؤول عن حفظ النظام وغيرهم .
وتفصح الكتابات السومرية ، بان الحرية ضمن حدود القانون، كانت هي الطريقة المثلى المتبعة في المجتمع السومري . ومن المحتم ان تبدو الطاعة ، في حضارة ترى الكون كله على صورة دولة ، كفضيلة عظمى . لأن الدولة مبنية على (الطاعة) والخضوع للسلطة . فقد كانت الحياة الفاضلة السومرية هي الحياة (المطيعة) ، حيث يقف الفرد في المركز من دوائر متلاحقة من السلطة تنظم حرية عمله ونشاطه . وكانت أقرب وأصغر هذه الدوائر تتألف من السلطات التي ضمن أسرته : أبيه وأمه ، أخيه الأكبر وأخته الكبرى . وبحوزتنا نشيد يصيف عصراً قادماً ، يتميز بكونه عصر الطاعة :
يوم يحجم المرء عن السفاهه ازاء غيره ، ويكرم الأبن أباه ، يوم يبان الأحترام جلياً في البلاد ، ويبجل صغير القدر الكبير ، يوم يحترم الأخ الصغير أخاه الأكبر ، ويرشد الولد الأكبر الولد الأصغر ويتمسك (الأخير) بقراراتهِ .
ولعل في أكتشاف الكتابة ، وتأسيس اول مدرسة ، ووضع أنظمة التخطيط الحضري والأقليمي ، وعدالة القوانين التشريعية ، وحرية الأفراد ضمن حدود النظام ، وأنسنة الاسطورة والملحمة ، ولَبَنات الديمقراطية الأولى ، وملامح فكرة الحياة الفاضلة . هي فضيلة العقلية السومرية المبدعة ، التي ما زالت (كونية) لا تحدها حدود زمانية أو مكانية .
|