علاقات متفردة المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي (عايد ميران)

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
06/02/2010 06:00 AM
GMT




اقيم على قاعة البيت الثقافي في كربلاء المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي (عايد ميران) ابتداء من 6/ 12 /2009 ولغاية أسبوع، وقد تنقل الفنان في معرضه هذا بين المذاهب الفنية والمدارس ومنها السريالية والتعبيرية والدادائية والتي قد صهرها كلها تحت عنوان جديد أطلق عليه أسم (المدرسة التركيبية) وللمتلقي النموذجي الذي يتجول بين تلك الفضاءات المفتوحة يلاحظ أن هذا الفنان قد تعامل مع اللوحة على أنها الأنثى التي ينفخ فيها من روحه ليعطيها الحياة وليكوٌن لها كيان خاص وهي في أحيان كثيرة لا تحمل كروموسوماته وتنطق بما لا يريد ؟
( أنه لمما يزيدنا أعجاباً بسناء القمر هو أنه يضيء دون أن يبث الحرارة ومن هنا صفة العفاف التي ألصقت به، حتى لقد صار صديقنا ، وهذا ما لا تصحبه الشمس فقط بصفتها المحسنة اللامتناهية ، التي لا تجرؤ أن تتطلع اليها وجها لوجه) ؟ لقد أستطاع هذا الفنان من خلال هذا المعرض كسر كل القواعد والقوانين التي تُنظم فيها المدارس الفنية التشكيلية أسوةً بالشعر الذي خرج على كل القوانين حتى أصبح كلام منثور ومكثف . فقد أستخدم تكنيك خاص به ، فتارةً تجد بعض لوحاته منطلقة الفضاء ولا يحدها إطار بل هي أجنحة محلقة بالفضاء وهو هنا يحاول أن يزاوج بين مفهومين
متناقضين هو الفن والطبيعة والفرق الأساسي بينهما هو أن الأول يحد منتجه بإطار يحدد معالمه في الفن التشكيلي بينما الثاني (الطبيعة) تكون مناظرها من غير حدود وهذا ما أعطى الأول (الفن) صفة التميز والإبداع إضافة الى كونه أبداع أنساني يحفزنا على التعاطف معه ويمكننا أن نعيش جزء من تجربته الجمالية سواء على مستوى التجريد أو الملموس، وتجد بعضها الآخر يلتزم بقوانين السيادة ومركز الاهتمام ، فتجد بعضها ناعمة الملمس كأنها رقبة ناقة بينما تجد الآخر خشن الملمس كأنه أسلاك شائكة؟ تجد بعضها وقد أخذت صورة الرمز وليس المعنى مثلما أخذت الشكل الجمالي
لا المادي، مثلما تجد أن بعض اللوحات هي عوالم مكتملة المعنى بينما تجد الأخرى هي جملْ غير مفيدة لا يستقيم معناها إلا إذا اصطفت بالقرب من زميلاتها. كانت تلك اللوحات تحمل ألغاز وشفرات ليست كالحروف السومرية أو الهيروغليفية أو الصينية هي عبارة عن إحراز لا يعرفها إلا من أتقن صنعتها لتصبح جزء من كيانها، أن هذا المعرض هو عبارة عن مجموعة من المتناقضات هي أقرب الى عقل الإنسان الذي يعيش هذا الظرف المليء بالمختلفات والمتنافرات أنها تعبير عن مكنونات العقل العراقي الذي يمر بمرحلة امتحان وطني وأخلاقي ، فقد تلاحظ غياب الموضوع داخل اللوحة
وكذلك غياب الكتلة والتوازن غياب الملامح ويمكن اعتبارها أقرب الى الأحلام المتقطعة داخل كابوس نهاري، هي عوالم أقرب الى علم النفس من تكوينات ذات تركيبات منطقية فقد تجد لوحات تملك أجنحة وقد تجد لوحات بعين واحدة كأنها كائن خرافي ، وفي أخرى تجد أنها صرخة من شرخ داخل المخ البشري أو حالة حب في أعماق اللاوعي ، مثلما تحوي اللوحات الأخرى على أجزاء غريبة تدخل على جسد اللوحة كأنها الطائر على ذلك الجسد الضخم ويمكننا أن نقول أن هناك كثافة موضوعية للأشكال وتفاصيلها كما ويمكننا أن نقول أن السيد في كل هذه اللوحات هو اللون الذي يربطها جميعاً
فكان البرتقالي هو الرابط بين تلك المتاهات في عقل الفنان التشكيلي الذي هو جزء من هذا العراق الذي يعيش نفس ذلك الفراغ ؟
ببلوغرافيا الفنان
عايد ميران السيلاوي
تولد بابل 1966
دبلوم معهد الفنون الجميلة 1986
بكالوريوس تربية فنية 2007
رئيس شعبة الفنون التشكيلية / النشاط المدرسي كربلاء
عضو نقابة الفنانين العراقيين
عضو جمعية التشكيليين العراقيين / بغداد
مؤسس ورئيس جمعية كربلائيون للفنون التشكيلية
عضو مؤسسة فكر الثقافية الدولية
المعارض الشخصية
الأول / 1986
الثاني / 1990
الثالث / 2009
علاء مشذوب عبود
ماجستير فنون جميلة
1 - 2 - 2010