بعد تأسيسها اثر سقوط النظام العراقي السابق في التاسع من نيسان 2003 اخذت جمعية قراء بغداد على عاتقها الاهتمام بالنظام التربوي في العراق مقدمة مساعدات عينية ومادية الى الكثير من المدارس العراقية في بغداد ومكتبات الجامعات العراقية في بغداد والموصل والبصرة . ومنذ عام 2005 شددت الجمعية على النشاط الثقافي من خلال دعوة مبدعين عراقيين في مجالات الفن المختلفة واحياء اسابيع في الثقافة العراقية اجتذبت اهتمام الجمهور الفرنسي في باريس ولاروشيل .
خلال هذا الموسم دعت الجمعية ثلاثة مبدعين عراقيين لأحياء اسبوعين من الأهتمام بثقافة العراق . كان صوئييل شمعون ، الكاتب العراقي المقيم في لندن قد قدم كتابه عراقي في باريس ، الذي ترجم الى الفرنسية ، في مكتبة الفصول في مركزمدينة لاروشيل . وفي الندوة التي قدمه فيها الكاتب العراقي جبار ياسين ، كانت الفرصة للحديث عن الادب العراقي الحديث بمستويات مختلفة ، تاريخية واجتماعية ، ساهمت في وقوف الجمهور على محنة العقود السابقة التي جعلت من ادب العراق شظايا بين الداخل والمنفى .
على صعيد آخر كان المعرض المشترك لشداد عبد القهار ورضا فرحان احتفالية بالفن العراقي . فمساء الافتتاح تحدثت السيدة سلفيان حسين ، رئيسة جمعية قراء بغداد ، عن دور الفن العراقي في خروج العراق من محنته مشيرة الى ان مايعانيه العراق اليوم هو قطع ثقافي عن تاريخه خلقته سنوات ا لديكتاتورية والحروب التي جعلت من العراق مسرحا لمأساة انسانية لم تنتهي بعد . وفي كلمتها قالت السيدة سلفيان حسين ان حرية العراق واعماره هي في اعمار ثقافته وخلق جيل جديد يؤمن بالديمقرطية والثقافة كطريق اتجاوز عقبات الماضي .ثم تحدثت السيدة دليوست ، نائبة محافظ لاروشيل، عن الدور الذي لعبه فناني العراق في اشاعة الحداثة في الفن الشرق اوسطي . كما تناولت الاثر التاريخي للعراق كرائد في الحضارة البشرية من خلال الارث الذي تركته حضارة وادي الرافدين كنموذج عال من الفن مازال يلهم الكثير من فناني العالم . ثم تحدث عميد جامعة لاروشيل عن اهمية الاتصال بين فناني العراق ونظرائهم الفرنسيين واشاد بسلسلة المعارض الفنية العراقية التي تقام منذ سنوات في مدينة لاروشيل. وقد اثنى العميد على جهود جمعية قراء بغداد التي فتحت نافذة تطل على فنون العراق بشكل دوري ومنتظم ودعى الى زيادة وتيرة التبادل الثقافي بين العراق وفرنسا .
ثم القى الكاتب العراقي جبار ياسين كلمة تناول فيها موضوع الحرية والفن مذكرا ان الحضارات هي ماتتركه من فنون وأداب وليس حصونا وسجونا . حينما نفتح مدرسة فأننا نغلق سجنا كما كتب فيكتور هيغو ذات يوم . واضاف الكاتب ان ماتركته ارض الرافدين من فنون انما يشير الى خصوبة فكر هذه الارض. لم تترك الامبراطويات العسكرية شيئا مفيدا للبشرية فمالذي تركته المانيا الهتلرية للأنسانية غير الألام والذكريات المرة واين هو فن المانيا الثلاثينات التي سيطرت على اوربا ونصف العالم ؟ اين هي الواقعية الاشتراكية التي سقطت مع سقوط الامبراطورية السوفيتية ولم يعد احد يتذكر فنونها التي لم تكن من واقع البشر بل حصيلة الايدلوجيا؟ بينما ظل العراق رغم الحروب والديكتاتورية منتجا للآداب والفنون . ثم اختتم كلمته قائلا " اينما يوجد الفن فهناك الحرية والامل " وللعراق وفنونه دور مازال لم ينته بعد فالارض التي خط عليها الانسان اول الحروف لن تنضب في قرن او قرنين .
كان المعرض فرصة للجمهور للأطلاع على حاضر الفنانين العراقين في العراق الذي يسير نحو الديمقراطية . وقد تناولت الصحافة الفرنسية المعرض بأستقبال طيب مشابها لأستقبال الجمهور الذي يرى في المعرض صورة من صور العراق .