سلطان الخطيب.. الموسيقى الكلاسيكية

المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في 
02/09/2009 06:00 AM
GMT



 الموسيقى ومدائنها، وحدها آلة البيانو التي ألفت أنامله المفاتيح منذ الصبا كانت الرفيق والدليل في ترحاله الطويل وبحثه في التاريخ والعلاقة بين شتَّى الفنون وما يمكن أن يتكشَّف من طاقات كامنة في البيانو أو حدود مسافات العشق حينما يتعلق عربي بالموسيقى الكلاسيكية حد الولاء.

من العراق إلى أوروبا

سلطان الخطيب – موسيقي عراقي: أنا عازف بيانو ولست مؤلِّفا، بالموسيقى الكلاسيكية هنالك احترام للاختصاصات هنالك فرق الموسيقى الشرقية دامجة بين المؤلِّف والعازف، يعني ما موجود عازف عود إلا أن يكون مؤلف نصير شمة هو مؤلف وعازف منير البشير مؤلف وعازف، بالموسيقى الكلاسيكية لا هنالك فاصل كبير بين ليس فقط بين العزف والتأليف وإنما كل مجال له تخصصه هنالك احترم للتخصص، مهمة العازف في الموسيقى الكلاسيكية هي مثل ممثل بيقرأ نص شكسبيري ويجب أن يؤديه هنالك النص مكتوب قبل مئات السنين لكن هذا النص يُقدم بشكل من كل بروحية وبفلسفة وبصورة مختلفة من قِبَل المخرج ومن قِبَل الفنان نفسه وأنا بالضبط دوري دور الممثل اللي كيف يحول النص الموسيقي بعد أن يدرس أعمدة البناء الموسيقي لهذا المؤلف هل هو سوناتا هل هو أي مقطوعة كانت، أين.. المهم والأهم في هذا البناء الموسيقي ومن ثم يجب أن يراعي فلسفة المؤلف فلسفة العصر الذي أُلِّف فيه فلسفة الجماليات العصر المشتركة في ذاك العصر وتُطبق في خلال هذا من خلال كل هذا البحث تطبق في خلال مقطوعة واحدة وفي النهاية يدخل دور العازف.

[تعليق صوتي]

ذات نهاية صيف من سنوات الخصب في بغداد كان البدء وبرعاية الأبوين وُجِّه سلطان الطفل آنذاك إلى مدرسة الموسيقى والباليه ببغداد ولأن الموسيقى الكلاسيكية كانت قدره لم ينجذب الطفل إلى آلات شرقية رائجة كثيرا ما فتنت غيره من الأطفال أما هو فحين رأى البيانو وهو في سن السابعة أدرك أنه وجد إلفا وراح يتهجى مفاتيح الإبداع الأولى لتبدأ سمفونيته الأثيرة مع الأبيض والأسود ولعبة اليدين ثنائيات لازمته تلازم العازف وآلته.

" المحطة قبل الأولى كانت في بودابست بقصر تاريخي اسمه أبودا، وعملت أكثر من حفلة في الأردن، ومن المحطات المهمة بالنسبة لي تونس وحفلة القاهرة في دار الأوبرا " سلطان الخطيب: المحطة قبل الأولى هي كانت عندما كنت طالب في بودابست كان لي حفل مهم في قصر تاريخي اسمه أبودا هذا يمكن أنا يعتبر أو مو يمكن أكيد اعتبرت أول عربي يدخل إلى هذه هاي القلعة القديمة لكن المحطة اللي خارج العراق الحقيقية هي كانت عمَّان الأردن تعرف ببداية التسعينات كان الطريق الوحيد المفتوح من العراق هو البوابة الوحيدة إلى العالم هو الأردن، الأردن استضافوني واحتفوا بي بشكل كبير جدا حقيقة خاصة في الحفل الأول اللي كان يمكن أنا كثير من الموسيقيين ما كانوا ما سنحت لهم الفرصة إنهم يطلعوا إلى الأردن أنا كنت أول عازف بيانو يطلع يصل إلى الأردن فكان احتفاء كبير في قصر الثقافة والفنون كان في الأردن كان مسرح ممتاز حقيقة مجهز من كل الأشياء البيانو ممتاز فيه، أنا كنت خائف إنه كِيف الجمهور الأردني راح يتقبل من عراقي موسيقى كلاسيكية كان رد فعل إيجابي كبير ولذلك عملت أكثر من حفل يعني كانت محطة من ذهابي وإيابي بأي مكان آخر في العالم هي كانت الأردن كان لازم أعمل فيها محاضرة وحفل ويعني عملت جولات كثيرة في الأردن، بالنسبة للمحطات الأخرى المهمة بالوطن العربي هي تونس، تونس لي عشق كبير مع تونس خاصة في مهرجان المدينة، مهرجان المدينة الذي يقام في رمضان في فترة رمضان هنالك المدينة العتيقة في تونس في بيت طاهر الحداد في المدن البيوت حُوِّلت إلى مراكز ثقافية تقام فيها الأماسي والأماسي الشعرية أماسي الموسيقى الكلاسيكية، هاي الأماسي كانت بالنسبة لي واحدة من الحفلات كأنه حلم ألف ليلة وليلة كانت، في بيت قديم عتيق تقدر يعني عبق التاريخ كله موجود ينتقل من بابل إلى تونس إلى.. هاي كلها تقدم من خلال حفل البيانو في مكان تاريخي جميل لا تُخفَى إنه حفلة القاهرة كانت في دار الأوبرا المصرية كانت حفلة مهمة أيضا، لي جولات في الدول العربية مثل لبنان وغيرها لكن من الحفلات المهمة لي في أوروبا حسب ما أذكر في مبنى اليونسكو في باريس هي كانت لتأسيس أولمبياد الفن الاجتماع الأول لتأسيس دولة مشاركة في هذا المهرجان وهاي الاحتفالية حيث دولة لتقديم حفل في بمنى اليونسكو أمام دولة.

[تعليق صوتي]

إذا كان لابد للمبدع من مستقر بعد التطواف للدراسة والتحصيل وتقديم العروض فلابد أن يكون المكان غير بعيد عن الإبداع والموسيقى وسحر الفنون واليوم بعد أن غادر العراق وترك وراءه مشاريع لم تكتمل كالكورال الوطني العراقي الذي أسسه ومشاريع بحث يأسى حين يذكر أن حروب العراق سرقت منه حلمه ولم تأخذ معها الأحبة والشعراء والصور فحسب.

وجدوا أكبر قرط الملوك الآشوريين إلى بغداد وحضرت محاضرة كنت جدا مهتم أنا جدا مهتم بالتاريخ وكنت كل سنة في الصيف أثناء ما كنت طالب إنه أرجع إلى بغداد أروح للمتحف العراقي آخذ كل المصادر ويصوروا لي إياها ويرسلوا لي إياها إلى بودابست على ميكروفيلم وأدخلها في المكتبة في ) للموسيقى والآلات الآشورية والسومرية والبابلي لمنطقة وادي الرافدين أغنيتهم ففوجئت بأن أرى في السلايدات اللي قدمها محاضر إنه كِيف وجدوا أقراط كانوا % وهو كان فرحان أنه اكتشفه كشيء ذهبي، هم بالنسبة لهم الذهب مهم يعني كمادة الذهب لكن أنا بالنسبة لي الصوت أهم من أي حجر في العالم أنه قال وفيها أصوات جميلة هاي استوقفت عند هذه النقطة أصوات جميلة بدأت رأسا البحث أنه مَن كان يرتدي هذه الأقراط؟ اتضح أنه كل الملوك الآشوريين كانوا يتوارثون هذه الأقراط وكل قرط له وقت معين، يعني عند الاستقبالات الرسمية يرتدي قرط عند الاستقبالات الدينية يرتدي قرط آخر عند الصيد يرتدي قرط عند الاحتفالات الوطنية كان يرتدي قرط عند الحفلات الخاصة أيضا كلها موثقة بالحجر وبالركبة الطينية كانت فقلت إنه هذا هو أول مرة يوصل لنا صوت سامع مثلا آشور ناصربال آشور بانيبال، الملوك الآشوريين سمعوها كان يرتدوها وما ممكن أنه يخلي لك شيء لملك آشوري ممكن موجود بأذنه فقط وبدون وظيفة يعني أكيد كان لها وظيفة معينة، فبدأت بحثي أنه تحليل هذه الأصوات كان بحث كبير جدا ويايا كانوا عالم فيزياء وعالم في الإلكترونيات وعملنا فريق أنه كِيف نقدر نحلل من ناحية المادية من ناحية الطيف الصوتي لهذه الأمور وصلنا إلى تجارب حقيقة لمدة سنتين إحنا في إحدى الجامعات العراقية أخلوا لنا مختبر كامل أنه ندخل في تصميم الهيكلية لدراسة هذه الأقراط من ناحية الصوت كانت، وصلنا إلى مرحلة جدا كبيرة ومع الأسف توقف بسبب إحدى الحروب اللي صارت في العراق اللي أيضا مع كان هنالك فيه أزمة واضطروا لأن يأخذون هذه الأقراط ويخزنوها في مكان أعتقد في البنك المركزي كانت في الغرفة الحصينة وما قدرنا نكمِّل، إلى المرحلة النهائية وصلنا وما قدرنا نتوصل إلى أي شيء بسبب أنه أخذوا من أيدينا هذا الحلم اللي هو أكثر من حلم كان حقيقة وليس حلم كان أنه كنت حابب أوصل أنه أسمع العالم ما سمعته الحضارة الآشورية.

الفرق بين الموسيقى الغربية والشرقية

[تعليق صوتي]

هو اليوم رئيس قسم الموسيقى والمسرح بالمجمع الثقافي بأبو ظبي فضاء رحب لألوان شتى من الفنون أبقت على روح المبدع فيه ولم تنأى به المسؤولية عن شغفه القديم بالموسيقى الكلاسيكية عزفا وتنظيما وإشرافا لإيمانه بأن هذا اللون ظل يُنظر إليه كفن الآخر في الزمن الغابر ولا علاقة له بالشرق أو بالعرب حتى من قبل النخب.

تقريبا بدأ تدوين الموسيقى لحد هذا اليوم بالموسيقى الشرقية هي معضلة كبيرة، لاحظ الفرق كم مدرسة مرت على الموسيقى الأوروبية من عصور وإلى مدارس تجريبية ومن ثم اعتبرت يعني قانون وتحولت إلى مشروع لتطوير الموسيقى كل هذه عبارة عن تراكمات لمئات السنين اللي وصلتنا لهذا اليوم نوع من النمط التدريسي العلمي الناضج اللي قابل للانفتاح وللتطوير اللي لا يتوقف لأنه الرصانة الكبيرة اللي بدأ فيها أهلتها أن يبقى مفتوح لكل عصر لذلك توصل إلى مرحلة مثلا عصر باروك يوصل للقمة المؤلف ما يعرف إيش بعد يعمل يبدأ بعصر جديد يفتكروا فكرة جديدة يوصل بالعصر الكلاسيكي للقمة يبدون بالعصر الرومانتيكي وهكذا والحديث والمعاصر والمدارس لن تنتهي بسبب الرصانة اللي أُسست عليها، إحنا بالموسيقى العربية بدأت الرصانة ممتازة كانت حسب ما دُون لنا مثلا أرجع قبل العربية أرجع إلى أنا جاي من بلاد سومر وبابل وآشور الحضارة الوحيدة اللي موجودة فيها الرقمة الطينية اللي خلدت الفرقة السمفونية أو الأوركسترا أو الجوقة أي مجموعة من الفرقة كانت موجودة في بابل وليست في الحضارات الأخرى كانت عبارة عن أفراد إما ثنائي أو فردي الوحيدة التي كانت في بلاد الرافدين هي هنالك أوركسترا كاملة وحتى لو درسنا وحللنا أوضاع اليد على الناي وعلى الآلات الوترية كل واحد كان يضع يده على فتحة مختلفة عن الآخر، إذاً هناك كان تعددية صوتية كان تعددية صوتية هذه المجامع مو عشوائية وُضعت حتى الكل يعزف نوتة واحدة، بداية كانت.. يمكن الآن الموسيقى الغربية اللي توصلوا لها يمكن أقدر إذا رجعنا لو قدرنا نعيد التاريخ يمكن كانت موجودة في ذلك الوقت، هذا الانتقال اللي من بين الغرب إلى الشرق هنالك فجوة كبيرة كبيرة ضاعت ولا أعرف أين هذه الفجوة وأين الخلل اللي تحولت الموسيقى الشرقية ومع الأسف إلى موسيقى فطرية يعني معتمدة على القابليات الخارقة لكن بالطريقة الفطرية.

[فاصل إعلاني]

[تعليق صوتي]

وإن العراق اليوم فإنه لم يغادر سلطان الخطيب فهو في بحوثه وفي دفاتره وفي بيته الأقرب إلى متحف عراقي صغير حيث يحتفظ الخطيب بأعمال أبرز الفنانين العراقيين كنزه المُعلق على حائط بغداد يتفيأ بقربه ظلال إبداعات موطن الفن الذي كان ويصل النفس بالعراق الذي يحب، وطن يحمله يعزفه في سوناتا حزينة ويكتبه كلما دوَّن ذاك اللحن أو عنَّ له أن يحلق بعيدا صوب أيام خوالٍ حين تراوده فكرة العودة والحنين.

سلطان الخطيب: الموسيقى في العراق الآن تبكي، الموسيقى تبكي مدرسة الموسيقى والباليه تبكي، يعني رأيت مناظر سببت لي أرق وأعتقد حتى أثَّرت فيّ نفسيا عندما شاهدت مدرسة الموسيقى والباليه يُؤخذ منها البيانوهات وتُكسَّر ومن خلال التقارير الصورية تُكسَّر، يعني هذه المدرسة اللي بنت اللي خلت فيها أكثر من خمسين بيانو وأكثر من أجيال.. أجيال خرجت يرجعون يشوفون عبارة عن مكان أطلال، أطلال الموسيقى اللي بنت أجيال اللي بنت سلطان واللي بنت أسماء كثيرة يعني في العراق اللي ساهموا بها عمالقة، إن شاء الله الواحد يتمنى كل الخير يعني أنه يرجع إلى بلده إلى هذا البلد اللي فيه لمحة الحزن موجودة عبر التاريخ يعني حزن الأغنية الحزن العراقي موجود الحزن اللي حتى أنا من عازف الموسيقى الكلاسيكية اللي هذا ميزني بالعالم يقولك من الشرق.

[تعليق صوتي]

في عزفه بحث لا ينتهي فهو لا يكتفي بما تتيحه الآلة من مساحات للعزف وطرائق مختلفة ويؤمن بأن بين الفنون تداخلا ووشائج وأن الموسيقى الكلاسيكية بمدارسها وعظمائها سهلت عليه فهم تاريخ الفن وتمايز جماليات البث والتقبل من العصر الباروكي إلى الكلاسيكي فالرومانتيكي، هذا المفتون بفكر باخ الموسيقي وكلاسيكية بيتهوفن ووضوحه ورومانسية شوبان أقدم أيضا على تجربة فريدة تمثلت في لقاء جميل بين ملكي الآلات في الشرق وهدم وهم القطيعة بين عالمين.

" فخور لأنني قدمت أول مشروع في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية وهو تقديم آلة العود بالموسيقى الكلاسيكية بحذافيرها بدون تحوير " سلطان الخطيب: أنا مشروعي هو بالدرجة الأولى الموسيقى الكلاسيكية وليس الموسيقى الشرقية، يعني أنا فخور أني عملت أول مشروع في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية أنه آلة العود تقدم الموسيقى الكلاسيكية، آلة العود تقدم الموسيقى الكلاسيكية بحذافيرها بدون تحوير هذا المهم، أنه من أقدمها في أي أكاديمية ومن أهم الأكاديميات هي الكونسرفتوار أكاديمية اليرفان اللي هي عاصمة أرمينيا إنه خاتشادوريان عملاق الموسيقى العالمية واحد من العمالقة هو اسمه يحمل هذه الأكاديمية كان نجاح باهر من قِبَل المتخصصين ورؤساء الجامعات الموسيقية وطُلِب من عندنا أن نقدمها للمرة ثانية في أكاديمية أخرى في منطقة غومري وصلتنا دعوات إلى فنلندا وصلتنا دعوات إلى دول أوروبية ودول عربية أيضا المهتمين في مجال التجارب الموسيقية الكلاسيكية الجديدة، أنا هذه أحسبها أنه بالنسبة لي نجاح أني قدرت أتوصل إلى نقطة جديدة في تاريخ الموسيقى العالمية.

[تعليق صوتي]

بحثه هذا قاده أيضا إلى أن الموسيقى المعاصرة انتهت إلى موسيقى أفكار تتجاوز في التأليف حدود الآلة ولا تكتفي بمفاتيحها بل تُوظِّف جسد العازف وحالته الحركية أثناء العزف وعناصر الفراغ المكاني للمسرح والزماني للحن كحالة تمثيلية عزفية متكاملة عبَّرت عنها مقطوعة الضجر للمجري كورتاك التي وجد فيها سلطان الخطيب التعبير الأصدق عن تداخل الفنون وحدود العزف اللا متناهية التي قد لا تكفيها الأصابع العشرة حين يكون الضجر حالة تقيم لا لحظة عابرة. سحر الأنغام بأنامل عربية عنوان قد يلخص رحلة مايسترو الإحساس سلطان الخطيب الباحث والمحاضر وعازف البيانو الذي شهدت له المسارح وقاعات العرض في أوروبا وبعض الدول العربية وهو إذ يدرك وعورة دربه نحو ثقافة سمعية عربية راقية وما تحفل به من نشاز عابر وما علق بها وبنا من صخب الأيام يمضي في عزفه المنفرد وسفره بين عصور الموسيقى وألوان الفنون عسى أن تفتح شهرزاد يومه ديوانا آخر للعرب وقد تخففت من كل الكلام