انني لااعلق على الوعي الحِرَفِيّ العميق للطريقة التي تحدد فيها المعماريه حجم وسعة المكان ، تلك عناصر مهنيه تختفي خاصه . انني اعني هنا ، تلك الشحنة المغايرة لفكرة العماره عن فكرة الفضاء - الحيّز وايحاءاته لنا لنتصرف داخله لتكون لنا لغة جسد موائمه . انها باذخه في منحنا الأحساس بالمساحه وحرية الفضاءا و في رسم ملامح المكان لكنها توحي لنا بتغيير متوقع لحركة اجسادنا وتطوير لغتها . انها تقترح مستعملا جديدا وان لم يتغير هذا المستعمل ثقافيا ووعيا فأنه سيصطدم بموجبات عماره جماليّة تلبي حاجتنا لكنها تتطلب وعيا ثقافيا للمكان .
في مشروعها الجديد : دارة الملك عبد الله الثاني للثقافة والفنون الذي اعلن عن فوز مقترحها للمشروع قبل ايام ، تستلهم زها حديد ملامح البترا ، لتعطي مشروعها هوية وخواص المكان تاريخيا ولكن برؤية جديده . لقد استلهمت حركة الأكف تلك التي غيرت شكل الصخر في انحناءاته وفي فسحته .. في واجهة الجبل وداخله ووظائف اجزاء مدينة البترا كعنصر مرجعي لفكرة بناء حديثه جوهرها الفنتازيا وتفتيت الوعي المستبق ، والواقعي بالمكان .
انها ترى ان العماره ليست جسدا لكي نلامسه بقدر ماهي معنى مفرط في التأويل في المداخل والمنحنيات والفسحة المفتوحة للأجزاء المكونه كما ترى ان تفاضيل الداخل هي ابجديه لأندماجات مجموعة مكونات - مجموعة بنى لتكون بالنتيجة سلسلة الأجزاء المستقله والمتناغمه في هوية
ترشد الى المكان وليس الى نتائجه .
*
يتكون مشروعها الجديد الذي ينفذ لصالح امانة عمان من مسرح يستوعب 1600 مشاهد ومسرح صغير يستوعب 400 مشاهد وقاعات تدريب، وقاعات عروض تشكيليه ومركزا ثقافيا مع مقرات للأدارة والضيافه . وتشكل كتلة المشروع فسحة كبيرة ومتدرجة في افضيتها . تنفتح على طبائع المناخ خارجيا ..وتعكس داخليا امكانيات مقترحه لتوفير فسحات نفسيه متنوعه تقوم بمهمة التناظر بينه وبين كتلة المكان الخارجيه وواجهاتها المفتوحه . المرونه الحيه لواجة المسرح الكبيرن توفر احساسا بالحياة وتواصلها مع الخارج .وتتوزع فسحات وحدائق داخلية كمتوازيات لطبيعة الأجزاء وتناغماتها .. مع تلك التي تشكل كتلته الخارجيه .
زهاء حديد وباتريك شوماخر وفريق العمل الذي يوطر تجارب المعماريه يعطي المشروع طبيعة عمل الفريق المتناغم الذي يخلق تيارا ويكرّسه من اجل عمارة مغايره .. تمنحنا احساسا بالحضور الحي . زها حديد تعيد ابتكار ذائقتنا ايضا.