جميل جدا أن نقول للعالم من نحن، وأن نعرفه بجانب من حضارة وتراث عريقين شهدتهما أرض مابين النهرين .. والأجمل من ذلك أن يتم هذا عبر المشاركة في تظاهرة دولية .. هي مهرجان أيام المسرح الدولي الحر في عمان مطلع أيار 2010 عبر عمل كبير هو " آنو " الذ ي يعتمد أسطورة الخليقة السومرية ويقترن منذ عشر سنوات بإسم الفنان جبار الجنابي الذي يمثل العراق وكندا في حدث أسعده للغاية.. فدعوته إلى المهرجان تتوج كما يقول عشر سنوات من العمل والمعاناة والتضحيات المضنية.. وتنقله إلى عمان للقاء أصدقائه الفنانين وإطلاعهم على الفن العراقي في المهجر .. إذ أن آنو الذي يمتاز بتقنيات ونمطية غير مالوفة، و إذ يمثل كندا رسميا في المهرجان، إلا أنه يمثل العراق أدبيا وتقنيا وفنيا في تكوين وبناء عناصر تقديمه، وهو تكوين عراقي مائة بالمائة.
إعلان عن إحتفالية آنو بكندا
ويواصل جبار الجنابي حديثه لمشرقيات مسلطا الأضواء على هذا العمل فيقول إن آنو .. إحتفالية فنية أدبية تكاد أن تكون فريدة من نوعها تشتمل على الموسيقى والغناء والشعر والرقص والتشكيل في آن واحد تأسست عام 2001 وتقام سنويا في فانكوفر كندا إلى الآن، تعتمد ثيمات متعددة في الحياة كالحب و الحرب ومواضيع أخرى كان آخرها العام الماضي إتخذ آنو تسمية " من العراق مع الحب " بعد أن قررت توديع فانكوفر بلمسة عراقية وبمشاركة فنانين عراقيين من الذين يقيمون في المدينة، والعمل يختار أيضا بعض الفنانين من مختلف الثقافات لما تتمتع به كندا من تعددية ثقافية هائلة وهذا ما إعتمده وسيعتمده في السنوات القادمة.
البيان التقني لـ (آنو)
بعد ذلك يتلو الفنان الجنابي (البيان التقني ) للعمل ليوضح قائلا :
فكرة العمل في غاية البساطة مستوحاة من أسطورة الخليقة السومرية والتي فيها يأمر " مردوخ " رب الأرباب إله السماء " آنو " بتحويل الفضاء الملئ بالآلهة الصغار قبل تكوين الكون إلى كواكب تؤدي دورا ما في هذه الحياة، ولكن واقعيا إعتمدت أنا على فكرة دورة الكواكب في المنظومة الشمسية حول نفسها وحول الشمس لان هذا مفهوم للجمهور أكثر من الأسطورة .. حيث يجلس الفنانون المشاركون في العمل مندسين بين الجمهور الذي يجلس هو الآخر على شكل دائري تاركا مساحة وسطية كمسرح يتسنى فيه للراقصين الحركة داخله بحرية تامة وهم يمثلون بتحركهم هذا الشمس ومن حولها الكواكب التي تتمثل بالجمهور الحاضر والفنانين ..
مجموعة من الفنانين شاركوا في العمل الفني
و تتم عملية الإخراج بواسطة توقيتات إرتجالية للمخرج لتسليط الإضاءة على الفنانين دون معرفتهم المسبقة فيرتجل الفنان ما بذهنه في تلك اللحظة لتبدأ عملية بناء العمل لحظويا. عملية الإخراج يجب أن تكون على درجة عالية من الحساسية وقدرة عالية على الحدس ومعرفة عميقة بالإيقاع ناهيك عن وجوب معرفة الجميع بقدرات الآخر ويأتي ذلك من خلال ترتيب ثلاثة إجتماعات و ( جنرال بروفا ) تسبق تقديم العمل الذي لايحتاج تقنيات مسرحية عالية عدا تأمين مساحة فيها تقنيات الإضاءة والصوت لعدم حاجته للمسارح التقليدية المتعارف عليها .
أول مهرجان خارج كندا
إن دعوة مهرجان أيام المسرح الحر الدولي والمتمثلة برئيسه الفنان المسرحي القدير علي عليان والذي سيشارك فيه نخبة من الفنانين الأردنيين بالإضافة إلى الفنان المسرحي العراقي الكبير رضا ذياب والصوت الرائع ( نوفا عماد) " إبنة الرمز الموسيقي والثقافي العراقي السيدة سيتا هاكوبيان " بعد ان تعرفت إدارة المهرجان على العمل لما حازه من إهتمام في الأوساط الثقافية العربية و الكندية وبعد عشر سنوات من العمل المضني في تحقيقه.
جانب من عرض سابق لآنو
أما الآن فقد أختير ( آنو ) ليكون من الأعمال السنوية الدورية في مدينة فانكوفر وبعد أن درّبت الفنانة الكندية " تانيا إيفانسون " لتكون المسؤولة عن إنتاجه وإخراجه سنويا كما لو كنت أنا في فانكوفر بعد أن غادرتها إلى تورنتو نهاية العام الماضي لزرع بذرة آنو فيها والتي أتمنى إقامته فيها منتصف العام القادم .
وتأتي أهمية المشاركة الخارجية للعمل بمثابة اشارة الى ان قد اصبحت لـ ( آنو) مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه لتوصيل فكرة " إننا ما زلنا ننتمي إلى هذا الكون والفرق بين شخص وآخر ليس العرق أو اللون بل مايقدمه لهذه الحياة وكيفية التقديم، ومايتحمله العمل الآن من مهمة توصيل هذه الفكرة إلى أكبر عدد من الناس، فيتم بطريقته البسيطة ولكنها خارجة عن الأنماط التقليدية للعروض الفنية لأن قصة العمل مكتوبة منذ بدء الخليقة ولكن السيناريو يكتبه الفنانون في لحظة تقديم العمل . |