وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "النحات العراقي محمد غني حكمت توفي داخل احد مستشفيات العاصمة الاردنية عمان، مساء اليوم، بعد نحو يومين على اصابته بجلطة وعجز في الكليتين لم تمهله طويلا".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "حكمت تدهورت حالته الصحية بشكل سريع وخصوصا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، ثم اغمي عليه ولم تمنع العلاجات التي قدمها له الاطباء هناك من تحسين حالته".
وكان النحات محمد غني حكمت نقل الى مستشفى في عمان بعد اصابته بجلطة، واشار الاطباء الى ضرورة غسل كليتيه بسبب تدهور وضعه الصحي.
وولد حكمت في بغداد عام 1929، وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953، حصل على دبلوم النحت من اكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1959، حصل على دبلوم الميداليات من مدرسة الزكا في روما ايضا عام 1957، حصل على الاختصاص في صب البرونزفلورنسا عام 1961.
وساهم في اغلب المعارض الوطنية داخل القطر وخارجه وحصل على جائزة احسن نحات من مؤسسة كولبنكيان عام 1964، له مجموعة من التماثيل والنصب والجداريات في ساحات ومباني العاصمة بغداد منها تمثال شهرزاد وشهريار، علي بابا والأربعين حرامي، حمورابي، جدارية مدينة الطب ونصب السندباد البحري في مدخل فندق الرشيد والمتنبي وبساط الريح والخليفة أبو جعفر المنصور والجنية والصياد، إضافة إلى أعمال أخرى لا تحصى، منها 14 لوحة جدارية في إحدى كنائس بغداد تمثل درب الآلام للسيد المسيح.
كما أنجز حكمت في ثمانينات القرن الماضي إحدى بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة «تيستا دي ليبرا» في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، فضلا عن إنجازه جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان وأعمال مختلفة في البحرين تتضمن خمسة أبواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير.
كما ساعد حكمت في عمل نُصب الحرية الذي كان من تصميم أستاذه النحات العراقي المعروف جواد سليم الذي وافاه الأجل في سن الثانية والأربعين قبل اكتمال هذا العمل الذي يرمز إلى مسيرة الشعب العراقي من زمن الاحتلال البريطاني إلى العهد الملكي ثم الجمهوري.
وتم إنجاز نصب الحرية خلال عامين في فلورنسا بإيطاليا وهو بطول 50 مترا ويضم 25 شخصية بالإضافة إلى الثور والحصان، ويعد أحد أكبر الأنصاب في العالم، ونُقل إلى بغداد عام 1961 في طائرة خاصة انذاك.
العراق نت