في إضافة نوعية تدعم توجه الشارقة نحو تعزيز دور ثقافة الموسيقى في بناء الأجيال الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي ترعى افتتاح مركز فرات قدوري للموسيقى في القصباء
• يهدف إلى تنشئة جيل يهتم بالموسيقى كثقافة. • ويضم نخبة من العازفين العالميين.
الشارقة، الامارات العربية المتحدة-24 فبراير 2013: تحت رعاية وحضور سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، أقيم أمس على مسرح القصباء في الشارقة حفل افتتاح “مركز فرات قدوري للموسيقى”، أول مركز متخصص لتدريس الثقافة الموسيقية في الإمارة. وحضر الافتتاح سعادة مروان السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" وجمع غفير من الضيوف وواجهة إعلامية كللت الحفل.
استهلت فقرات الافتتاح بعزف للنشيد الوطني على البيانو تلاه ظهور الشاعر الإماراتي علي الشعالي حيث ألقى قصيدة نالت إعجاب الحاضرين. ووقف مؤسس المركز الفنان القدير فرات قدوري الذي أكد دور الشيخة بدور القاسمي في تشجيعه على إنشاء المركز وتحقيق حلمه الذي آن له أن يرى النور وقال: أحمل رسالة والدي المبدع الذي كان من أوائل الفنانين العرب الذين اهتموا بتثقيف جيل الأطفال عبر الموسيقى والتأليف الموسيقي حيث رأيت الاهتمام الذي تحظى به عملية التثقيف الموسيقي في دول العالم الغربي بينما نتجاهلها نحن في عالمنا العربي. وأضاف قائلاً: لا بد من التركيز على أهمية الثقافة الموسيقية في تنشئة جيل يحمل التراث الموسيقي الشرقي ويضمن استمراره"
تخللت فقرات الحفل مشاهد لرقص الباليه، الذي يعتبر من الفنون الراقية التي تشارك ثقافة الشعوب وتجعل من تناقل المعرفة أمراً يتجسد في أداء المشاهد الراقصة التعبيرية. ثم عرض الحفل مهارات متعددة لأطفال تلقوا تدريباتهم في المركز على الآلات الموسيقية المختلفة مثل الكمان، والغيتار والعود والدرامز وغيرها. ثم استعرض الحفل المهارات العالية التي يتمتع بها فريق المدرسين الذين يقومون بتدريب الطلاب حيث استعرض المدرسون مهاراتهم في فقرات خصصت لكل آلة على حدة.
واعترافاً بالدعم والتشجيع الذي أولته سعادة الشيخة بدور القاسمي لفكرة المركز، قام الفنان فرات قدوري بتقديم هدية تذكارية تكريماً لسعادتها تحمل شعار المركز على مجسم من الكريستال لآلة الكمان. ثم قدم الفنان قدوري هدية تذكارية لسعادة مروان السركال تقديراً لجهوده في متابعة وتسهيل إنشاء المركز ووصوله إلى مرحلة الانطلاق. وفي معرض تعليقه على افتتاح المركز في القصباء، قال سعادة مروان جاسم السركال: "تسير الشارقة على خطى واثقة نحو تشجيع الأدب والثقافة والفنون لتحقيق الرؤية الشمولية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وتعزيز مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة تعتمد في تصدرها على عناصر الثقافة والتراث التي تزخر بها. ثم أضافت: رأيت في فكرة المركز رسالة واضحة تتفق مع أهدافنا في تنمية أجيال ترتقي بأحاسيسها وتخدم البلاد بعكس صورة حضارية بمشاركتها في المهرجانات الدولية.
جدير بالذكر أن الفنان فرات قدوري عازف متميز على آلة القانون الوترية يتمتع بالتقدير الدولي حيث عمل في بلجيكا وألمانيا على تدريس مادة الموسيقى العربية وتراثها التاريخي واستطاع المزج بين الثقافات في أسلوب معاصر للعزف على واحدة من الآلات الشرقية البحتة الأمر الذي جذب انتباه الموسيقيين العالميين نحوه. ان الانفتاح الموسيقي الذي ميز نتاج فرات قدوري باتصاله الواسع مع تجارب موسيقية عالمية خلال اكثر من عقد، انعكس في اتصال مع موسيقى الجاز والموسيقى اللاتينية التي حضرت في اعماله ليس كتجربة استعراضية وانما لغايات تعبيرية هي ذاتها التي دفعته الى ان يعيد عزف وصياغة المقام العراقي احد اهم الموروث الغنائي العراقي الى جانب كتابته لأعمال جديدة اخرى تنطلق من القانون وتتسع لتشمل آلات اخرى في رؤية جديدة. وقال الفنان قدوري: لقد آثرت الانطلاق من دولة عربية مثل الامارات العربية المتحدة لأنها تتمتع بمكانة دولية كملتقى للفنانين والمثقفين تجذب إليها الأنظار وتخدم أهداف المركز في الاهتمام بتثقيف أجيالنا القادمة وتعزيز دور الموسيقى في تبادل الثقافات".
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك نقص واضح في عدد مدرسي الموسيقى في الوطن العربي، الأمر الذي أدى بالضرورة إلى ضمور في انتشار تعليم الموسيقى كمادة دراسية تثقيفية ونتج عنه اتجاه المواهب نحو الغناء لما له من مردود مادي وشهرة. ويذكر أن هناك فرق موسيقية عربية عديدة تعتمد على عازفين من دول العالم نظراً للنقص الواضح في عدد العازفين العرب. وأفاد الفنان فرات قدوري عن خططه المستقبلية للمركز أن هناك اتجاه لإقامة مهرجانات موسيقية في القصباء تقوم على التبادل الثقافي بين الموسيقى العربية والغربية يهدف إلى لفت الأنظار إلى القصباء كملتقى لهذا النوع من الفنون وتهيئة أطفالنا للقيام بدور فاعل في استمرار الموسيقى العربية وحملها للأجيال القادمة.
نبذة عن المؤسس: من مواليد مدينة بغداد عام 1970 لعائلة موسيقية معروفة فوالده الفنان حسين قدوري باحث موسيقي متخصص في لعب وأغاني الأطفال الشعبية. درس فرات قدوري الموسيقى منذ السادسة من العمر والتحق بمدرسة الموسيقى والبالية وتخرج عام 1986 ، ثم من معهد الدراسات الموسيقية سنة 1992 ، ودرس في اكايدمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد. أحد أعضاء فرقة البيارق التي اسسها الفنان الراحل منير بشير سنة 1986 والتي اعتبرت من اهم الفرق الموسيقية انذاك، شهدت هذه الفترة التاثير الكبير في مستوى العزف عند فرات وتزامنت مع دخوله معهد الدراسات الموسيقية المتخصص في المقام العراقي والآلات التراثية.
تأثر بللموسيقار الراحل منير بشير الذي لعب دوراً تكوينه الموسيقي فاكتسب الخبرة في الأداء المنفرد وتأثر بطريقتة التأملية والروحانية في الارتجالات. ولفرات أخ موسيقي محترف في العزف على الة التشيلو، فالفنان قصي قدوري ساهم في صقل هذه الخبرات ليوظفها فرات في آلته الموسيقية. ارتبطت آلة القانون لفترة طويلة بمرافقة آلات التخت الشرقي والفرق الموسيقية المصاحبة لكبار المطريبن، لكنها بحسب ملامح عزف الفنان فرات قدوري تأخذ طوراَ نغمياً خاصاً قريباً الى روح الموسيقى والغناء في العراق تجلّى في تقديم موسيقاه على القانون باسم ( قانون بين النهرين والجنائن المعلقة) وأخذت ابعاادً أكبر من ناحية كونها آلة منفردة قائمة بذاتها إضافة الى قدراته التعبيرية.
أصدر الفنان فرات قدوري ألبومه في عمّان العام 1998 وأكد فيها مستوى البراعة في العزف المنفرد ومقدرة على التأليف لهذه الالة العربية والشرقية الرقيقة، ثم وفي ما يشبه المغامرة زج بـ"القانون" في مقطوعات يحاول فيها تأكيد مكانة الآلة وانغامها حين تحاور الات اخرى وانغام تأتي من بيئات بعيدة، مثل بيئة البحر الكاريبي والايقاعات اللاتينية، فصدر له "نداء الروح"، وجاءت اقامته في بلجيكا والمانيا ثم في الامارات فرصة للاتصال مع ثقافات وبيئات جديدة للمعرفة والتلقي وتراكم المعرفة والخبرات الانسانية، فصار علامة حاضرة في اكثر من مهرجان موسيقي عربي ودولي. الحان تنفتح على تجارب انسانية حياتية وثقافية واضاءات تاريخية واسطورية، لكنها وان اتسعت لا تخرج عن مدار شخصي يتخذ من آلة "القانون"مركزا نغميا يتصل بآلات وتجارب موسيقية عراقية وعربية وانسانية اوسع مرة بروح المداعبة ومرات بروح الحوار والاتصال العميق. موسيقى "الجنائن المعلقة" ..اناشيد لعاشقين وحالمين قرروا الوفاء الابدي.
لمزيد من المعلومات:
|