اختطف الموت الموسيقار العراقي السوري صلحي الوادي عن 73 عاما. وصلحي الوادي المولود في بغداد عام 1934 لاب عراقي وام سورية بدأ نشاطه مع افتتاح المعهد العربي للموسيقي في دمشق في 1961 وبقي مديرا له حتى عام 1991 مع افتتاح المعهد العالي للموسيقي الذي سمي باسمه عام 1994. وبقي صلحي الوادي عميدا للمعهد العالي حتى 2002 واسس في الوقت نفسه الفرقة الوطنية السمفونية السورية في .1993
والف عددا كبيرا من الاعمال الموسيقية المسرحية والسينمائية والسمفونية.
وشكل فرقة موسيقى الحجرة من طلبة المعهد العالي للموسيقى والتي أصبحت فيما بعد الفرقة السيمفونية الوطنية
وعين عام 1993 مديراً لهذه الفرقة وقدمت أول أوبرا في سوريا (دايدو واينياس) لهنري بورسيل عام 1995
وقلده الرئيس الرسوري الراحل حافظ الاسد عام 1995 وسام الدولة للشرف من الدرجة الأولى لخدماته التي قام بها من أجل الموسيقى في سوريا.
وتزوج الراحل من عازفة البيانو البريطانية (سينتيا) ولديه ثلاثة أولاد: همسة، سرمد، ديالى
وكان الراحل يحب الموسيقا منذ صغره حتى إنه كان يبكي عند سماعها. بعد حصوله على الابتدائية انتقل الى مدرسة داخلية في مدينة الاسكندرية ففتحت له هذه المدرسة حياة ثقافية أوسع وخصوصاً في مجال الموسيقا حيث بدأ يهتم بالموسيقا الكلاسيكية وحظي باستاذ اهتم به كثيراً. كان صلحي يصرف كل ما لديه من نقود لشراء الاسطوانات الكلاسيكية ويختلي بساحة المدرسة لسماعها وانتقل بعدها الى لندن لاكمال دراسته.
وقالت زوجته سينتيا كان يلفتني شكله الغريب ففي محطة الميترو التقيته للمرة الأولى يحمل كمانه تحت إبطه وعلى رأسه طاقية مع شوارب صغيرة حتى أنني اعتقدت أنه ينتمي للمافيا وبفضولي راقبته لأعرف أين سيذهب وكم استغربت عندما رأيته يدخل الأكاديمية الملكية للموسيقا بمعطفه الطويل وأكتافه العريضة وقلت في نفسي هل أصبحت الأكاديمية تستقبل أعضاء المافيا!.. أما كيف تعرفنا على بعضنا ومتى فما زلت أذكر تلك الطاولة التي جمعتنا مع زملاء مشتركين بكافتيريا الأكاديمية في لندن فقد كان يتحدث عن مؤلفين غير معروفين حينها فهو أعرف من الانكليز بالموسيقا والموسيقيين .
وتوطدت العلاقة بيننا وأصبحنا نخرج مع بعضنا الى حفلات وحفلات.. وذات مرة تغيب لعدة أيام عن الأكاديمية فسألته ليجيبني أن والده أصر عليه للتسجيل في كلية الزراعة بريف لندن وبعد دوامه بها لفترة وجيزة اكتشف أنه لا ينفع لهذا العلم وعاد الى الأكاديمية وظل يخفي الموضوع عن والده خوفاً من حرمانه المال.
لقد كان شرقياً في نظرته للمرأة وكنت أحس أنه ينزعج كوني مثقفة وها نحن منذ اثني وخمسين سنة مع بعضنا لم يفارقنا الحب يوماً
|