يدع التشكيلي عبد الكريم سعدون الوان الاكريلك تنساب على قماشة اللوحة بدقة غير مقصودة لاستنطاق اللون وتبويبه, وتحتل اشكاله, كالعجلة والتعويذات واشياء حميمية اخرى, مساحات صغيرة او معتدلة الحجم, لتطل علينا من بين الكتل اللونية الحالمة محركة هواجس رؤية حجارة الشوارع المرصوفة بعناية في بابل او آشور او بحكايات عراقية نسترجعها يوميا.
ومن خلال عناوين اعماله المقصودة ربما يستشف المرء حضوره ووجوده ليقف طويلا امام كل لوحة او عمل نحتي يتأمل ويفكر بأشياء وذكريات قريبة وبعيدة تحت تأثير الحضور اللوني المهيمن على اعمال الفنان.
يلاحظ المتلقي في اعمال الفنان اقتراب واضح من التعبيرية المتأرجحة بين التشخيص اللاتشخيص وايظا تقنية عالية في التنفيذ حتى يخيل اليك ان الالوان تنهض من تحت بعضها, طبقات اللون الشفافة التحتية تتحرك وتتموج محاولة التحرر والظهور على سطح اللوحة.
افتتح الفنان العراقي سعدون معرضا لمجموعة من اعماله التي تمثل في جانب منها تجاربه الجديدة التي حاول فيها استعارة بعض ملامح النحت وتوظيفها كملمس في فضاء اللوحة. اشرف على تنظيم المعرض الفنان السويدي انجمار تينيرت ضمن نشاطات القاعة التي يديرها مع الفنانة مارينا تينيرت ( جاليري تينيرت) في مدينة فالشوبنك السويدية, وبالتعاون مع جماعة فن في مدينة سكارا وينتقل المعرض في ثلاث قاعات, يستمر لمدة ثلاث اسابيع في كل قاعة اعتبارا من 25-09-2007.
|