اقترحت على كاظم الساهر ان يبتكر عطرا باسمه شأنه شان محمد عبده الذي كحل عيني مجده باغنية الاماكن وكذلك فعلت حليمة بولاند ومن قبلها جورج قرداحي ومن قبل قبله الين ديلون قلت لكاظم خارج نطاق ما هو معروض اجعله " انا وليلى " لا يصح ان يكون اسمه :جلجامش الان " او " يوميات رجل مهزوم " على اسم مسرحيته التي يعتبرها حلم حياته وتاريخه المتجدد .
وكاظم اشهر نجوم العرب قاطبة حتى لو ان البث وصل الى القطبين المتجمدين لكان له جمهور في تلك الاصقاع النائية .
ولأن كاظم رقيق كالنسيم فقد قلت له : وما النسيم بمخشي على الغصن ولان اللقاء قد شوهد على نطاق واسع جدا يفوق خيالي فقد جاءتني رسائل صادقة يلومني فيها اللائمون واكثر منهم اللائمات على انني لم ادع للقيصر فسحة للاجابة وبعد الفرجه المتأنية على النسخة المسجلة عندي اقول نعم انا اعترف بذلك ولكن بعضا ممن اعرفهم قال لي " ان السرعة في الاسئلة جعلت كاظم يجيب بصدق الانسان وعفويته ولاول مرة يقول كاظم انه ينشد الى "الاستقرار والسلام " وان الانسان الذي في داخله لا يعرف ماذا يريد !!
ولانه تحدث لي فقد نسي الكاميرات المصوبة نحوه والتي تلتقط انفاسه الرقيقة وحين سالته "زلزلت من ؟ ومن زلزلك ؟ " اكتفى بالاشارة ورب اشارة ابلغ من عبارة وتكتشف ان كاظم واقع في الغرام حد ان مص رحيق انفاسه الغضة .. ما الذي يدعوه ان يحب حد العذاب وهو المرغوب والمعشوق ابدا ورغم انه قاهر النساء يعترف انه قد ظلم بعضهن حد القهر وربما قدم اعتذاره لهن اذ ان الفرصة لم تفت بعد .
وكاظم انسان يجد سلوته في الوحدة وحين يغلق على نفسه المزاليج يكون كمن ضاقت عليه الدنيا فوسعته داره ولكاظم دار داران دور في اصقاع عديدة من الدنيا التي لا منها عن ارض الفراتين بديل وهو يسعى للعودة الظافرة حين يعم السلام حتى لو طال الامد ...كاظم الرقيق الذي يشف عما تحته ، داخله بركة من الاحزان ويعاني فقدانات كثيرة اولها بيت العمر الذي اعترف بانه فشل حتى الان في تأثيثه .
ما لم نقله ان كاظم لا يستمع الى صوته وقد لا يكترث لما يعرض له من حوارات وهو ايضا رغم انه مشغول من القاع حتى القمم الا انه له متسع من الوقت للقراءة انه يبحث عن خلاص النفس فانكب على كتب الاسلحة ورغم انه لم يغن لله اغنية خاصة الا انه غنى تواشيح صوفية غير انها لم تصل الى اسماعنا وربما كانت ستكون ذات اثر هائل في ليلة القدر التي انقضت والتي نلتمسها في العشر الاواخر من رمضان ولقد تعلمت من كاظم الذي من معاني اسمه انه يكظم الغيظ فقد كانت اسئلتي في غالبها تدعو الى قوة مصابرته والمطاولة معي على مدي ساعتين من حوار دار بيننا في الطابق العاشر من فندق الراديسون ساس بعمان
علي عباس الذي اخرج الحوار لم يجد فرصة لاظهار افانينه المعروفة فقد كان كاظم مزحوما بروفات وعزومات مرفوضة سلفا فقد جلسنا دون ان نعيد او نتفق او نضع خطوطا حمرا لهذا اللقاء ، هكذا كان كاظم طيبا وديعا يبتسم ابتسامة من اقترف ذنبا يتذكر تلك الليالي السود البعيدة التي نام فيها من غير عشاء
كاظم الذي اعان اناسا تعفف عن ذكر كناهم ملتمسا الا يخدش احدا منهم وهو الذي ياما بات جائعا ، اشبع نفوسنا مثل بطوننا واشعرنا ان الدنيا بخير ما دام في العين بصر ما دام في السماء قمر . |