قال الخطاط العراقي الدكتور إياد الحسيني عضو لجنة التحكيم في ملتقى الشارقة لفن الخط العربي الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، إن هناك نزعة دولية واضحة في الملتقى الثالث لفن الخط في الشارقة سواء من حيث نوعية الأعمال المعروضة، أو عدد المشاركين وتنوعهم.
وذكر الحسيني في تصريحات لـ''الاتحاد'' والذي يشارك بأربعة أعمال خطية لم تدخل المسابقة باعتباره عضواً في لجنة التحكيم، أن ملتقى الشارقة الثالث للخط يدلل على أن هذه الرعاية والاهتمام من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يدفع الخط العربي إلى النهوض، خاصة أن هذا الفن متأصل في البيئة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن مثل هذه النشاطات تعيد الأيام العظيمة التي وصل فيها الخط إلى أعلى مستوياته في بغداد أو مصر أو تركيا، مضيفاً أن الأمة العربية والإسلامية تتمثل بهذا الفن لأنه يمثل بيئتها وتراثها، ولغتها، وتاريخها، ودينها.
وعن تقييمه لملتقى الشارقة للخط في دورته الثالثة قال إن السمة الدولية موجودة في أروقته بشكل لافت، وهناك خطاطون غير عرب، وحروفهم غير عربية تدخل في إطار التجربة الحروفية المنتشرة في العالم الآن يشاركون عبر لوحاتهم التشكيلية الفنية، مما يدلل على المستوى الجيد من الارتقاء والتطور الفنيين اللذين وصل إليهما الملتقى في دورته الثالثة.
وعن تقييمه لتجربة الخطاط الإماراتي ذكر أنه قطع شوطاً بعيداً في مجال الخط العربي، لافتاً إلى أنه تعرف على خطاطين إماراتيين شباب من كلا الجنسين لديهم طموحات كبيرة، وبدأوا يشاركون في ملتقيات ومهرجانات في الخط العربي، حيث يثبتون حضوراً جيداً، وهذا مما يبشر بالخير الكبير، خاصة أن البيئة متوفرة للخطاط الإماراتي كي يبدع ويتألق، وجميع الطرق أمامه مفتوحة. وعن وضع الخط العربي في العراق كنشاط فني واجتماعي قال: لا شك أن الخط في العراق يعيش انحساراً كأي نشاط اجتماعي آخر الآن، والسبب الظروف التي تعيشها البلاد، ولا شك أن الفنون عامة لا تنشأ إلا في المجتمعات التي تعيش الرخاء والاستقرار والازدهار، ومما يؤسف له أنه دمرت وسرقت الآلاف من الأعمال الإبداعية في العراق.
وعن تجربته الشخصية في مجال الخط قال: إنها تمتد إلى ثلاثين عاماً، ابتدأت بإتقان الخط العربي على أصوله وقواعده الموروثة، ثم اضافت لي الدراسة الأكاديمية والعلمية منحى آخر يؤسس للبحث عن لغة جديدة في التعبير، وهذا ما طرحته في رسالتي في الدكتوراه بداية التسعينات، والتي تبحث عن المنطق الرياضي في الفن الإسلامي، فكانت لغتي في التعبير المستخدم تقنية الخط تارة، وتقنية الرسم ثانية وتقنية الجرافيك ثالثة، وتقنية النحت رابعة، وأخيراً تقنية الحاسوب وفق منهج السيرانتك الذي يبحث في معالجة الإبداع الإنساني في الذكاء الصناعي. وقد ترسخت خبرتي الفنية على مستوى التطبيق ببحوث علمية أكاديمية تعيد قراءة الخط العربي قراءة جديدة، وترسخ لمفهوم وحدة الذهنية العربية في الفن الإسلامي.
وذكر أن الخط العربي يدرس في قسم الخط والزخرف بجامعة بغداد، وهناك دراسات عليا في مجال الخط، يصاحب ذلك الجانب التطبيقي الذي يؤكد الممارسة العملية في إتقان القواعد والأصول، فضلاً عن الدراسة الأكاديمية في البحث، التي تعطي المعرفة في موضوع النشأة والتطور والجماليات.
ونفى أن يكون الخط العربي في عصر الكمبيوتر قد تحول إلى ناحية جمالية فحسب قائلاً: إن أهمية الخط العربي ستبقى في جميع المجالات الأكاديمية والجمالية وغيرها. |