مانتكتب سابقا وبالتحديد الفن العراقي المعاصر ، سواء في التشكيل او المسرح او تاريخ الفن الرافديني القديم يؤدي بنا إلى مسالة مهمة ، لان أي فكرة تكون أساسية في الفن المعاصر تعتمد بصورة مباشرة ، على إعداد مفاهيم متعددة منها الوحدة والتناسق والتناسب ، والتكرار . بل هناك ممازجات تدخل العمل الفني لتعمل شيئا فشيئا لتصل الى حدود التطابق سواء في الواقع او القيمة الفنية.
فن الخزف من الفنون الذي لايتعلق بالتطابق من ناحية حقائق الأفكار وحسب بل يتعدى ذلك الى نوع من المفاهيم تجعل الفنان في حيرة من أمره ، لأنه يتعامل مع تطابقات الزمن وقياس الوقت ناهيك عن مجمل التجارب التي يقوم بها الخزاف لإعداد النتاج ووجود التطابق وخصوصا بالأفكار ولأنه يخضع الى التجريب تذهب التشابهات بعيدا عن الفنان خصوصا هناك تشابه بالتقنية والتعامل وفق أفكار علمية في الفيزياء والمعادلات الكيمائية بإعداد الاكاسيد ، تجربة جديدة نراها الان في الفن التشكيلي العراقي المعاصر وتحديدا ( فن الخزف ) انه الخزاف ماهر السامرائي الذي يعمل بنظام متطابق مع أفكاره يكيف الى درجة عالية نفسه ويبتعد عن الفروق ويقترب من التطابق وبما ان ( فرديناند سوسير ) في كتابه المترجم الى العربية من الاستاذ المطلبي ليقول:( الفروق تقابل التطابق ومسالة التطابق تظهر في كل مكان )
ماهر السامرائي يمزج أفكاره مع نتاجه الخزفي وفق جزيئات يعلقها بمبدأ ومسائل قل نظيرها وهي الكيانات والوحدات وهذا يقود عادة الفن التشكيلي الى نوع من التعقيد ويعطي فروض التطابق تعقيد اكبر كلما توسعت الأفكار وعندما تلقي الضوء على بعض من أعمال الخزاف تظهر هذه الخصائص على نحو بارز ، وتستطيع ان تقود نفسك الى مقارنات مع أعماله بذاتية التكوين مرة ومن ثم بتقنية الأداء مرة أخرى وبعض الحقائق عنه يمثل كيانه الخاص به ، وهي في رأي الكاتب الجانب الهندسي المقاس وفق رؤية تشير الى طبيعة الوحدات الفنية التي تجمعت في النتاج الخزفي وهي ألوان الاكاسيد واستعمالاته ومن ثم تصنيف الألوان كل حسب درجة احتراقه ، هذا التجريب العالي ربما قائم على مبدأ منطقي يتعامل الفنان معه وفق رؤاه وينجح كونه يتعامل مع فرضيات تستند على أشياء محتملة يكتب لها النجاح .
الفنان الخزاف ماهر يستخدم دائما مفهومات صاغها بنفسه أثناء دراسته وتميز بها هناك من دون ان يعرف ان هذه المفهومات تتطابق فعلا مع أفكار فنه المعاصر الذي انشيء حديثا ولكن كيف نعرف ذلك يقوم هنا الكاتب بإعداد رأي هو استخدامه للمفردة المستوحاة من تاريخ بلاد الرافدين وكذلك الفنون الإسلامية في الخطوط العربية وزخرفتها جعل منه عجالة الأمر في ان يتخلص من الفوارق والتقرب من التطابق ويعطينا في نتاجه الخزفي ، كيانات ملموسة في الأفكار في الأداء التقني وكأنك ترى أعمالا تشبه المقولات حتى وان لم تكن عليها أي عبارات ، هذه جملة من أفكار جعلت من الفنان السامرائي بنتاجاته الخزفية عنصرا يلامس ويمنح قيمة لتبقى ملاصقه لفنه. محمد العبيدي
ماهر السامرائي : استاذ مادة الخزف، كلية الفنون الجميلة
|