افتتح في مؤسسة سلطان العويس الثقافية بدبي مساء معرض للفنان العراقي صبيح كلش، ضم 33 لوحة بأحجام متفاوتة، ويستمر حتى الثامن والعشرين من الشهر لجاري.
تتميز اعمال كلش المولود في العراق 1948 بكونها تنهل من الموروث، فهو يستخدم الرموز على نحو مكثف، وإن كان عالمه أقرب إلى عالم الميتافيزيقا الذي يعبر عن صراعات كونية، فهو يجمع عالم التجريد وعالم التشخيص من خلال حضور صورة الإنسان. وتميزت أعمال كلش في المعرض الذي افتتحه الدكتور محمد عبدالله المطوع عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس، بألوان هادئة تستلهم روح الفن العراقي الذي يشتغل على المساحات اللونية والكتل المتوازنة والعوالم المتناقضة، ويستخدم رموزاً عدة أبرزها الجدار الذي يرمز إلى الحاجز لكنه يدعو إلى التأمل في عناصره التي تتكون منها اللوحة، فاللون والتكوينات في لوحة كلش يمتلكان قدرة التأمل البصري بشكل مطول.
يقول الفنان في كتيب المعرض عن عمله الفني ''لقد أدركت أهمية المعاصرة وضرورة التوصل إلى نتائج توازي المتغيرات في الواقع الاجتماعي والثقافي لبلورة الأسلوب المعبر عن قضايا تخص جوهر الإنسان. إن رؤيتي النقدية قد ارتبطت بإنجاز العمل الفني المتكامل الذي يمتلك مقوماته الإنسانية في جدلية العلاقة بين الموروث الإسلامي والتراث الإنساني العالمي المعاصر. وأعتبر التقنية على سطح اللوحة بهذا المعنى ليست تقليداً للأساليب الأخرى، بل هي إبداع وشعور ذاتي يتمثل فيه روح العصر من دون تقاطع مع الحلقات المشرقة للموروث بأسلوب غير تقليدي، فالعودة إلى الموروث كانت بمثابة مراجعة للتاريخ الخاص بالأسلوب وبالموضوعات أيضاً، فمن خلال دراسة أسرار الفن وخفايا الأسلوب استطعت التوصل إلى أن الحداثة في العمل الفني ذات أثر كبير في الواقع اليومي، لا يرتبط بقانون محدد، حيث كثفت في رسومي المشاهد الدلالية والإيحائية والإشارات التي من المؤكد أنها لا تخلو من حكاية، كما ركزت على التشخيص في التعبير الرمزي والتجريدي، وهذا ما أعطاني الحرية في اختيار المشاهد والأشخاص والجدران والنوافذ والفضاءات التي كانت عالقة في ذاكرتي، وفي الحياة اليومية بأسلوب مزجت فيه أكثر من مدرسة، بلغة بصرية ثلاثية الأبعاد، مرتكزة على التشخيص والتهميش خصوصاً في ''ثلاثية الجوع''. |