القصيدة تنهض بقامة رهيفة وتشر ايقاعها الخلاب
أقامت وزارة الثقافة في مكتبة الاسد الندوة التكريمية النقدية للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد على مدار يومين. والقى الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة كلمة اكد فيها ان الشاعر عبد الواحد جمع بين رسالة الشعر ورسالة المناضل فجسدها في عطائه المتجدد الذي ما نضب عبر العقود. وقال الدكتور القيم ان الحديث عن الشاعر المبدع عبد الرزاق عبد الواحد هو الحديث عن مسيرة العطاء طوال ما يقرب من ستة عقود فقد اتحفنا بالشعر والدراسات منذ العام 1950 وساهم بتكريم الشعراء العرب الكبار واخرهم الشاعر العربي الفلسطيني الراحل محمود درويش وما احتفاء دمشق بالابداع والمبدعين الا الجزء الاغلى من رسالتها الحضارية عبر التاريخ.
واضاف معاون وزير الثقافة.. لقد قدم الشاعر عبد الواحد للاجيال الكثير من ادبه وشعره وفيض عاطفته ووجدانه القومي وكان في مسيرته الوارث الأثير لادب الراقدين عبر العصور من جلجامش وحتى اليوم وهو يحتفي بعمود الشعر ويوافقه ولكنه يجدد فيه ويبدع من خلاله اجمل المعاني المتدفقة بانسياب الى القلوب.
ورأى الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب ان عبد الواحد ينتمي الى رواد الحداثة الشعرية في العراق من امثال بدر شاكر السياب و نازك الملائكة و عبد الوهاب البياتي وان انتصر للقصيدة العمودية ونأى غالبا عن اى شكل اخر .. وراحت تجربته تتشكل بانماط شتى وتتكامل على الدوام في ضوء عشقه للتراث الثقافي والادبي والحضاري العربي.
واضاف الدكتور جمعة .. لقد انشغل الشاعر المتميز عبد الواحد بالابداع وظل شغوفا به على الرغم من تسلمه مناصب في وزارة الثقافة والاعلام فضلا عن مشاركته في معظم جلسات مهرجان المربد الشعري في العراق تنظيما ومشاركة ومازال شاعرنا شغوفا بالقصيدة العمودية ذات العناصر الحداثية التي اتسعت لفضاءات الايقاع وأجنحة الخيال التصويري وكل العناصر الشعرية التي جعلت شعره يتصف بالعمق والجاذبية.
وألقى كلمة المشاركين في الندوة الدكتور محمد صابر عبيد من العراق قال فيها .. عبد الزراق عبد الواحد والشعر كائنان يغذى احدهما الاخر بالحرية والاصالة والجمال والكبرياء واينما حضر الشاعر عبد الواحد ينهض الشعر بقامة رهيفة وينتشر ايقاعه الخلاب .
وقدم الشاعر مجيب السوسي دراسة نقدية جمالية في مجموعة الشاعر عبد الواحدوعنوانها انسكوبيديا الحب جاء فيها.. ان استثمار تجربة الشاعر عبد الواحد الطويلة وامتلاكه اللغة والمفردات وتسخيرهما بحرفية عالية اسعف كثيرا قصيدة الغزل لديه واضافة الى حرفيته هناك عامل هو المجمل الفاعل في تلمس حالات الصعق والتوثب والبهر والتوتر في امتلاء القصيدة وحضورها لتعكس المكابدة والمعاناة.
كما ألقى الشاعر المكرم قصيدة بعنوان "شكرا دمشق" ضمنها عرفانه لسورية التي كرمته وقد ناهز السبعة والستين من عمره جاء فيها:سبع وسبعون والاوجاع والارق/ الى متى كاحتراق العود/ تحترق الروح عود ثقاب عمرها نفق/ / فهل اضاء بما اشعلته النفق شكرا دمشق وهبت العمر اجمعه / حسن الختام وهذا ثوبه الخلق شكرا دمشق منحت الروح اجنحة/ لكي تتيه وان الوى بها الرهق يا أطيب الارض يا بغداد ثانية / يخضر ضلعي عليها وهو ينطبق يااخت بغداد ..مليونان من بلدي / في طهر ارضك ما ريعوا ولا رهقوا بنصفهم ضاقت الدنيا بأجمعها / وانت تسمو بك الارحام والخلق
ثم قدم الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة درع التكريم للشاعر عبد الواحد وبدأت جلسات الندوة حيث قدم الاديب الفلسطينى الدكتور حسن حميد دراسة نقدية شاعرية بعنوان "ابداع عبد الواحد.. البحار" تلمس فيها مواجع القصيدة لدى الشاعر المكرم وتشابهات الجرح النازف في غير مكان من الوطن العربي.
كما ألقت الاديبة السورية جمانة طه دراسة بعنوان "عبد الواحد باشق في سماء الحرية" تحدثت فيها عن الشاعر الانسان الباحث بحدسه وبصيرته في سماء الحرية في الوقت الذي ما بارحه الانتماء الى الوطن وقدمت الدكتورة هدى الصحناوي الاستاذة في كلية الاداب بجامعة دمشق دراسة حول الرؤية الوجدانية من التعبير الى التشكيل في تجربة عبد الواحد اشارت فيها الى ان الشاعر المكرم يمتلك حسا مرهفا ينم عن تأثر بحيثيات الواقع فيتفاعل معها ويمتزج بها شعوريا ليقدم قصيدة مفعمة بالمشاعر الوجدانية.
وقدم الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي دراسة حول تجربة الشاعر بين الاصالة والتجديد رأى فيها ان عبد الواحد يحمل لواء القصيدة العربية الكلاسية الجديدة فيما قدم الدكتور عبد الحسين صقر من العراق دراسة حول عبد الواحد وتوظيف التراث في شعره مشيرا الى ان من اهم مزاياه تعلقه بالموروث الشعبي والعادات والتقاليد والبيئة.
|