كان ماوتسي تونغ واجهة للثقافة الصينية بأجمعها ..
وكأنه كان يختصر فكر الامة وفنها وشعرها وخطابها الثقافي ..
الكتاب الأحمر الذي يضم خطبه ظل يختصر كل شيء .. حتى لحظات الحب الأكثر وجدانية.. كانت كلماتها مرسومة .. ومرة عند شاطيء شنغهاي 1978 كان العشاق يتوافدون امامي الى حديقة عامة عند البحر وفق نظام .. من التراتبية .. واظهار الأرقام .. او التذاكر .. سألت مرافقي عن الحكاية قال ، نحن ننظم لقاءات الشباب العاطفية .. ولكي يحظى الجميع بفرصة فقد حددنا زمن اللقاءات العاطفية .. * وقد ظلت الثقافة الصينية تعرض ارثها من توترات خارقة للعادة لعقود من النمطية والحزبية .. والواقعية الأشتراكية القاتلة .. لكنها دون شك كانت صنيع سياسة الثورة الثقافية التي الغت كل افق حر .. وحرمت كل عمل فردي .. حتى لو كان رسما .. لكن المعرض الخاص بالفن الصيني المعاصر 9اوكتوبر2008 الى 18كانون الثاني 2009 يعرض حلقة مختلفة من جدل الثقافة في الصين اليوم .
ثمانية وعشرون فنانا يعرضون افكارهم في تغييرات لأساليب ماتزال تخشى الخروج من سجن الشروط الفنية .. ثمة لوحة كبيرة لأبرز الفنانين زينغ فانزهيي ، واحد من تلاميذ الواقعية الشتراكية ، وهو يؤطر واقعيته بخطوط خارجة الى فضاء التجريد ..
الفكرة دائما تسبق التشكيل اما رائد الفن المفاهيمي الصيني ووشانزهوان فيقترح للوحته استدراجا لملامح فن المنمنم الصيني منذ القرن السابع لكن هذه المرة بمفاهيم واشكال تتغير معها ضخافة الفكرة المزدحمة بتفصيل يومي وتاريخي لاشكال وثيمان وموتيفات تلخص رؤيته الرافضة الآن لكل استهلاك مقحم وهو يتماشى مع فكرته القديمة عن قصدية اللوحة ومضامينها ..
* الفن الصيني اليوم يمر بمنعطف مهم تحت تأثير المنهجية الأقتصادية التي غيرت الثقافة الصينية ، يقول الباحث نغوين بيانشونغ ( لااريد ان اعرف .. الصين اليوم في منزل كل متلقي صناعة ومبادرات .. ومشاكل في نفس الوقت هذا التحول الأقتصادي يؤرخ اليوم متغيرات ثقافية ) .. لكن اللوحات التشكيلية ، وتشاركها اعمال الفوتوغراف والنحت والسكرين تشكل عنصر صد واختلاف مع التوجه العام حيث يجرؤ التشكيليون والفوتغرافيون على كسر مفاهيم الواقعية و مبررات الفن الهادف و وقصدية فن الجماهير و فن الشغيلة.. ليخرجو الى خيارات اكثر نقدا ..
وتقويضا فهل النقد ظاهرة في الثقافة الصينية اليوم ام انه منجز لتفاعلات عديدة ومخرجات مختلفة لعملية التحول الأقتصادي والثقافي .. يقول بيانشونغ ( المشكلة تؤطرها اللوحة التي رسمها فانزهيي وكأنه يشطب وجه ماو ليخفي تاريخا مملا ومليئا بألأحداث والوثائق لكننا في حركة النقد هذه نمضي ببطيء الى تغيير حتمي يعيد تقييم ثقافتنا وفننا .. لانريد ان نكسر كل زجاج الماضي .. لنكن امناء ) .. *
اذ نقرا افكار نغوين بيانشونغ .. نصطدم بأخلاقيات حزبية تؤكد الولاء ولاتنفيه فيما يعرض الفنانون الثمانية والعشرون اعمالهم الرافضة لكل واقعية الماضي وضغط الأستهلاك اليوم ..
في ثنائية تؤطر جدلية الفن الصيني هنا .. ان اعمال السكرين والأعلانات ومحاولات الأوب ارت .. المتناضرات في الثقافة الأستهلاكية .. والنحت مع الداينمو اليكتريك لفنانين مثيرين للجدل هما سون يوان و وينغ يو او النحت بمواد خليطة كما عند باي ييلو الواقعية الأشتراكية والأسلوبية الأوربية كما في لوحة يالطا التاريخية .. شي شيننغ والأنميشن كما عند كانغ غسين مع استعمالات متنوعة من الأكليريك و الزيت ومواد مختلفة ..
في مملكة النحل يقول شانغ شياوتاو ( انني مأخوذ بالكثرة المذهلة للناس وكأني لست صينيا يعرف موطنه وشعبه .. لكني افزع بالحركة ..بين البشر والنمل .. لوحتي لاتوثق بل تروي مشكلة .. طويلة في تاريخنا الأنساني ) * الفن الصيني الذي عرضه زهانغ دالي وزنغ فازنها ووانغ غوانيي وزهينغ غواغو وووشانهوان ابو الفن المفاهيمي والفنانيين الجدليين دائما سون يوان و ينغ يو ونحاتون ومصصمون ومعماريون وتشكيليون اضافوا اسئلة جديدة .. طوال اكثر من شهر في لندن حيث اثار معرضهم نقاشا حول تطور الفنون البصرية والتشكيلية في الصين .. هذا الخروج الذي يرسمه مجموعة من الفنانين والمصممين.. والفوتغرافيين والتشكيليين والمعماريين يعكس سؤال الحرية الذي يلازم الفنون ..
وحين وجد الصينيون هذا اللحظة قرروا ممارسة جدل التغيير والتجديد والأضافات المعاصرة على فن قديم قدم سور الصين ...
|