... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  معارض تشكيلية

   
انعكاسات" نشأت الآلوسي.. حكاية وطن وذكريات الناس والأرض

محمد الأنصاري

تاريخ النشر       08/03/2009 06:00 AM


 تتلمذ في مدرسة الحياة ويرى بأن الحداثة تكسر قيود الفنان وأن النقد غائب في المشهد التشكيلي العربي

يستعيد الفنان العراقي نشأت الآلوسي في معرضه «إنعكاسات» الذي يفتتح مساء اليوم بقاعة «قباب» في أبوظبي؛ تفاصيل تجربة فنية ناضجة تمتد حوالي 4 عقود، فهو يجمع بين عدة أشكال فنية وتقنيات تقدم لأول مرة في الساحة الفنية التشكيلية المعاصرة، فهو يجمع بين التكوينات الإنثروبولوجية من بلده العراق بأشكال «الشناشيل» والقباب الفيروزية والنخيل التي قدمها تارة بصورة مجردة وتارة أخرى بمصاحبة العنصر البشري الذي تتشابك فيه الوجوه البغدادية لتقدم لوحة الحلم.

وبين التقنيات والأشكال المعاصرة التي تلامس المتلازمة الفنية بين النحت والرسم، والألوان التي تتدرج في بعض اللوحات من ألوان ما يعرف «الترابيات» التي تقترب من «الحناء» و«جذع النخلة» لتشكل ذكريات وطن بأكمله وذكريات الناس والأرض الرافدينية، مع خروج بالتجربة عن إطارها المباشر لتلامس روح الإنسانية أينما كانت ولد نشأت الآلوسي في منطقة «آلوس» بمحافظة الأنبار لعائلة فنية تحوي 5 أشقاء من التشكيليين الذين حفروا أسماءهم بعالم الفن منذ عقود، وكان نشأت أولهم في هذا المجال، وقد كانت البدايات الأولى لتعرف الفنان على الرسم والفنون منذ سنوات طفولته؛ حين كانت تمضي به والدته وأشقاءه لغرض ممارسة السباحة في نهر الفرات الذي يحتضن الأنبار كعاشق قديم، فكان الأشقاء يلهون بالسباحة.
 
بينما كان -وهو في الثانية أو الثالثة من عمره- يجلس بعيداً على رمال الشاطئ الدافئة يخط بيديه أشكالاً وتكوينات غريبة كانت ملهاته وفرحه الأول تجاه الوجود، لتشكل لوحات الرمال تلك مستقبلاً فنياً لفنان عظيم تتلمذ في مدرسة الحياة ينتقل الشاب العشريني «نشأت» بعد ذلك مع عائلته ليحط الرحال في العاصمة بغداد، ويكتشف ذلك الوجود المتشابك من الحياة والألوان ووجوه الناس المختلفة، وبعد أن علمه أستاذه الفلوجي «عطا الله إبراهيم» في الأنبار مبادئ الفن الأولى؛ وجد في بغداد راعياً ومبدعاً آخر سيكون سند الفنان طيلة فترة السبعينات، وهو الشاعر العراقي الراحل شفيق الكمالي الذي كان آنذاك وزيراً للشباب، فقدمه للاختبار في أكاديمية الفنون الجميلة ويُقبل الآلوسي مباشرة في المرحلة الثالثة -لقوة تأسيسه الفني وعمق تجربته- لكنه يترك الدراسة ليسافر في رحلة البحث عن الحرية المطلقة وينتقل إلى فرنسا التي قضى فيها ما يقرب من 5 سنوات.
وليتعرف إلى الفنون المختلفة في بلد الفن الأول في العالم ويؤسس جماعة فنية من شباب اجتمعوا من مختلف دول العالم هي «جماعة بواتيه»، ومارس الفنان فن «البوتريه» الذي أتقنه إلى حد الإعجاز فصار رمزاً من رموزه، ليعود بعد تلك الرحلة إلى العراق ويمارس الرسم بمدارسه وتقنياته المختلفة، وهو الفنان الأول في العراق الذي رسم ما بات يعرف «لوحات الرياضة الجماهيرية» فرسم لوحات عملاقة في ملعب الشعب الدولي وأمكنة أخرى ويبلغ طول إحدى لوحاته تلك 150 م وارتفاعها 16 متراً وكما أشرنا فإن نشأت الآلوسي هو الأخ الأوسط بين 5 أشقاء فنانين -وكان هو أول من مارس الفن بينهم- ويعتقد الفنان أن ما يسميها «الجينات الفنية» متوارثة في بعض الحالات الفنية في العالم، وكانت المدرسة الأقرب إلى قلبه في فترته الأولى هي «الواقعية البحتة»، كما أنه تأثر بجيل الفنانين العراقيين الذين تركوا أثراً في ذاته الفنية، ومنهم: حافظ الدروبي، إسماعيل الشيخيلي.

ولكنه بعد سنوات طويلة من التجربة العميقة في الفن، اتجه إلى الفن الحديث ويقول عن هذا الانتقال من الكلاسيك إلى الحداثة: أرى أن الواقعية وبعض المدارس الكلاسيكية تقيد روح الفنان من حيث حصره بفكرة ورمز واحد لا يستطيع الخروج من نمطيته، بينما تكسر الحداثة القيود، وقد كان لدي فيما سبق هم وحيد هو إنضاج التقنية ولم يكُ الموضوع هو ما يهمني.

ولكن يجب التمييز بين الحداثة المدروسة التي تأتي بعد تجربة عميقة لشتى المدارس الفنية وبين ما نجده في بعض الحالات المعاصرة من إدعاءات لتجارب حداثية لا تمت للفن بصلة، وهنا تكمن مفارقة عدم وجود نقد حقيقي للفن في العالم العربي مبني بالأساس على رؤية فنية صادقة بعيدة عن التزلف وخداع الجمهور.

أثرت رحلة فرنسا في رؤية الآلوسي للفن، وهو يرى أن الفنان الحقيقي حين يتكسب من لوحاته فهو يمارس خط «التمرين» وحين يرسم بلحظات تأمله فهو يمارس الفن «للمتعة» وإنضاج التجربة، ورغم رواج المدارس العبثية الفنية وغيرها في السبعينات إلا أن الآلوسي لم ينخرط فيها بل كان يبحث عن تشذيب تجربته والرقي بها.

تعبير
يعتقد نشأت الآلوسي أن أصعب أمر على الفنان؛ هو التعبير كلامياً عن فنه ولوحاته، ويرى بأن اللوحة مثل القصيدة الشعرية، تفهمها بما تنتجه لديك من مشاعر وأحاسيس إنسانية وخيالات، وكما أن للشاعر أداة للتعبير عن نفسه وهي القصيدة، فأن أداة الفنان هي اللوحة التي تنظر إليها فتمتلئ روحك بالجمال والشعور بالسحر والتحليق بك في عوالم بعيدة عن العالم المادي.

حنين
يفتقد الفنان إلى تلك الأيام التي كانت النخبة الاجتماعية حاضنة حقيقية للفن وأهله، ولكنه لا يعزي ذلك إلى أسباب خراب الذوق العام وتدني الذوق الفني الاجتماعي فقط؛ لكنه يحيل ذلك إلى ابتعاد الكثير من الفنانين عن جمهور المجتمع بأساليبهم الفنية، كما أنه يرى أن الطبقة "الارستقراطية" أو الطبقة الميسورة التي كانت منذ عقود كانت تضم نخبة مثقفة، أما هذه الأيام فقد تسلق الأميون والجهلة وأنصاف المثقفين على حسب النخبة السابقة لظروف وأسباب يطول شرحها، مما وسع الفجوة بين الجمهور والفن والفنانين، وأسهم غياب الناقد الفني في اختلاط الأمور على المتلقي.
أول لوحة
كانت أول لوحة باعها نشأت الآلوسي وهو بعمر 10 سنوات، لرجل أميركي زار المدرسة في الأنبار وأعجب بفن الآلوسي، وكانت قيمة اللوحة 10 دنانير عراقية.

الدادائية

يرى الفنان أن ما يعرف بالدادائية التي ظهرت في العقود السابقة هي من الاتجاهات التي أسهمت بتخريب الفن وساندتها بذلك مؤسسات وكتاب لأغراض مختلفة.

نقد
مع رؤيته لغياب النقد عن الساحة الفنية العربية؛ إلا أن الآلوسي يرى بأن الفن تقدم على النقد، وهو يقول "أن بعض ممن يحسب على النقد لا يفهم ما يكتبه".

بطاقة فنية

الاسم------------ نشأت الآلوسي
الميلاد------------ العراق- الانبار
الحرفة الفنية---------- فنان تشكيلي
المدرسة الفنية--------- حداثي متعدد التقنيات
محطة ذاكرة------------ جماعة بواتيه فرنسا
العائلة---------- عائلة فنية من 5 فنانين
عنوان المعرض---------- انعكاسات
المكان---------- قاعة قباب أبو ظبي- الزعاب- شارع 15- فيلا 3
                         






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  محمد الأنصاري


 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM