|
|
عناق فرنسي ـــ عراقي في بلاد الثورة المضادة |
|
|
|
|
تاريخ النشر
17/06/2009 06:00 AM
|
|
|
« قبلة فوق بغداد» لغسان فيضي (زيت على قماش)يشهد الغرب الفرنسي، وتحديداً مقاطعة Vendée، لقاءً فنيّاً بين الرسّام الفرنسي رفائيل توسان وزميله العراقي غسان فيضي. المعرض المشترك الذي يقام في «غاليري سينيشال» في مدينة Lucs، يندرج ضمن احتفالية سنوية تقيمها المدينة في ذكرى الحرب الأهليّة التي ترافقت مع الانتفاضة على الثورة الفرنسية.... وقد عرفت بالثورة المضادة (1793 ــــ 1796). يقام المعرض تحت عنوان «نوافذ، بغداد ــــ Vendée» الذي يشير إلى أهمية هذا المعرض المشترك: من جهة غسان فيضي (1948) المعروف في المدينة بأعماله التي تعتمد الأجواء الشرقية، وتلامس رمزية الأساطير وحكايات العشق وأحلام الحاضر، ومن جهة أخرى رفائيل توسان (1937) الذي يُعدّ امتداداً مهماً لمدرسة باريس في الفن التشكيلي. توسان هو عاشق لفنون الشرق ومتأثر بالفن الفلامنكي، وخصوصاً البلجيكي Pieter Breughel (1527 ــــ 1569). اشتهر برسومه التي كثيراً ما حرصت على تصوير أغلب زوايا المدينة وساحاتها ومزارعها، مع مواكبة التطورات التي شهدتها لمرحلة زمنية تزيد على نصف قرن... لذا يجد زائر المعرض تمازجاً جميلاً بين نوافذ وأبواب وأقواس البيوت والعمارة في الشرق، من خلال لوحات فيضي... ومزارع وحارات وبيوت مقاطعة الـ Vendée من خلال لوحات توسان. هذا التمازج المدروس بعناية هو في الحقيقة ما تكتنزه تجربة الفنان العراقي المتأثر بالمدرسة الباريسية للفن التشكيلي، وزميله الفرنسي المتأثر بفنون الشرق وأساطيره. توسان يرى أنّ الشرق وما وصل من فنونه إلى أوروبا أسهم بطريقة فعلية ومؤثرة في الذوق الفني الأوروبي. وهو يعبّر عن ذلك بقوله: «كنوز الثقافة الشرقية، لا يمكن الاستغناء عنها، لكونها مصدر إلهام العديد من الفنانين الفرنسيين والأوروبيين». أما غسان فيضي الذي يشارك بـ 25 لوحة، متفاوتة الأحجام، بين المائية والزيتية ومواد مختلفة، فيقول عن هذه التجربة: «على رغم اختلاف الأسلوب، فلقد جمعنا الشرق والغرب في اللون والموضوع والحركة. نجد العراق ونوافذه مفتوحة على مدن فرنسا وطبيعتها. كما نجد الإنسان بفرحه وحزنه وهو يتجسّد مضموناً تشكيلياً أمام أنظار الجمهور الفرنسي، حيث طرحت أعمالي عناوين لها دلالاتها العراقية مثل «نوافذ» و«قُبلة فوق العراق» و«الذاكرة»... زميله رفائيل توسان عرض 20 لوحة بين أعمال الزيتية وأخرى ليتوغرافيّة، وأظهر اهتماماً وحرصاً على تقديم طبيعة المدينة وأجوائها، إضافةً إلى أعمال تهتم بالحركة الزراعية التي تمتاز بها هذه المدينة التاريخية العريقة. وتتخلّل المعرض بعض اللقاءات والأمسيات التي تتناول تاريخ المدينة وأهميتها الفنية والسياسية على الخارطة الفرنسية. |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ حسين السكاف
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| |
|
|
|
|
|