|
|
معرض فيصل لعيبي في عمان : سحر الاسطورة البغدادية |
|
|
|
|
تاريخ النشر
29/07/2009 06:00 AM
|
|
|
-1 - قدم فيصل لعيبي معرضه الاخير في عمان تحت عنوان ذي دلالة: "كلاسيك عراقي" . حتى لو اعتقدنا ان التسمية هي مجرد اقتراح شخصي، والتسميات بوجه عام هي اقتراحات نقبلها او نرفضها، فإن بحث فيصل الجمالي ومصادره الثقافية وموضوعاته البصرية تشعرنا بان لها مرجعا فنيا اقدم ، كما انها تمثل لحظة من لحظات المعيوش الاجتماعي الذي قام الفنان باسترجاعه وأعاد تقديمه بعد أن أعطاه رتبة أعلى. إن حالة لقاء خاصة جمعت الفنان بمشروع ثقافي وجمالي للفن العراقي ضمت لعمله الفني ما يمكن عده تذكارات جمعية وسهلت علينا تقبل وجود لحظة كلاسيكية يجري الان اعادة تأملها. والحال إن تقديمه لصور شخصيات وموضوعات مدينية فولكلورية، باتباع مقاربة متوفرة في التاريخ الفني، يشير الى وجود سلسلة انتاجية متصلة خرجت من ذلك المشروع وتتعامل معه كمرجع. فضلا عن ذلك يعالج فيصل لعيبي موضوعاته بطريقة مثالية جدا– مثالية على نحو تبدو معها انها كلاسيكية مع ان التقديرين غير متماثلين. خارج هذا الاطار لا توجد لحظة يصح وصفها بالكلاسيكية في تاريخ الرسم العراقي، وما من مرجع يصح وصفه بأنه كذلك خارج الرسم الا اذا تمادينا وجعلنا المشاهد المدينية الخارجية مرجعا للرسم . لا اريد ان اجعل من مسألة الكلاسيكية والمرجع قضية مماحكة نظرية، ولقد بدأت منها لانها مرتبطة كما ارى بمقاربة ثقافية وجمالية في الرسم العراقي يحوم حولها السحر وخرج منها عمل الفنان فيصل. -2 - ثمة حركتان في الرسم العراقي ارتبطت بمشروع اضفاء هوية وطنية للرسم، الاثنتان توجهتا الى البيئة، الاولى الى البيئة الفيزيقية، والثانية حولت البيئة الاجتماعية ثقافيا وجعلت منها مادة للاستلهام والاستعارة والتأمل الجمالي. إن مشروع جواد سليم الجمالي هو الذي يحضر ههنا. ففي مجموعة رسوم عرفت بالبغداديات، قدم الفنان بحثا جماليا اتصفت عناصره بالاختزال والتماثل والوحدة التعبيرية. شكلت هذه الرسوم بحثا اثنوغرافيا عن مدينة بغداد بناسها وتراثها وتقاليدها وأثاثها: مشاهد مدينية، حكايات وقصص، شخصيات، أدوات منزلية وخطوط معمارية مع نقوشها وزخرفتها. إن تعبيرية جواد سليم الاختزالية التي اعتمدت على الخطوط اللوزية والدائرية والمساحات اللونية حوّلت العالم البغدادي بأثاثه ومشاهده الى طراز ذي خصائص محددة يشد الاشكال والتعابير الى هوية واحدة – اشكال وتعابير تعيد الواحدة انتاج الاخرى من دون تناقض ولا توتر ولا صراع. إن ما دعوته في مكان آخر بتأنيث المدينة، استمرارا لدعوة ابن عربي في تأنيث المكان، اكتشف جواد صورته وأدواته في بيته الشخصي الذي أدارته أم حاذقة، وفي تراث الطبقة الوسطى المستعدة للتغيير بشروطها، والمهيئة للتغيير بسبب ثقافتها الممتازة. كانت غرائز جواد سليم الاصلية هي التعاطف مع الناس بثقافتهم المحلية والنزعة التأليفية ما بين الفن الحديث والتراث والفولكلور، وبقدر ما احب التجديد شعر ان عليه المحافظة على مكتسبات الماضي، من هنا حرّر مدينته من الزمن الفعلي في نفس اللحظات التي كان فيها الزمن اكثر دويا من ذي قبل – زمن كان يقشر جلدها ويبعثرها تحت شمس لا ترحم ويعدها بمصير غير متوقع. من هذه الناحية عبّرت بغدادياته عن استجابة للطبقة الوسطى المدينية القديمة التي أحبت انقاذ حياتها وتذكاراتها من وطيس المعركة الاجتماعية والسياسية التي كانت تباشيرها مقبلة. المثير أن عملية الانقاذ هذه بكل تطلعاتها المثالية واصلت الحياة على نحو مضاعف وباتت اشبه بالاسطورة بسبب الاخفاق السياسي الكارثي ، فهي في وداعتها الانسانية، ونأيها عن وجهات النظر الاديولوجية، ومثاليتها، حافظت على رسالة جمالية وثقافية غير شخصية، وعاونت بوسائل الفن، على استدخال فكرة وجود عصر جميل يمكن التباهي به بوجه ترييف شامل افقر المدينة وسطّحها جاعلا نخبها الاجتماعية والثقافية تعيش في عزلة وخوف. لقد خرجت من (البغداديات) الكثير من الرسوم التي سوقت الموضوع المحلي بطريقة فولكلورية سياحية. بيد ان لا احد عرف قوتها بوصفها مشروعا جماليا غير اثنين هما ضياء العزاوي الذي حولها تحويلا جذريا ولم يبق منها غير طيف لوني واسع في بحث جمالي تجريدي، وفيصل لعيبي الذي فتحها على عالمها المديني الاجتماعي والفولكلوري محافظا على شبابها الدائم. -3 - علينا ان لا نخطئ التقدير بتضييع الحدود الخاصة بين مشاريع جمالية مختلفة يخترقها دال مشترك يمكن استنتاجه وفحص حضوره، فمن الناحية الفنية يمتاز مشروع فيصل لعيبي باستقلاله الكامل، مكتفيا بنفسه وبمفرادته الخاصة، ولا يصح مقارنته بمشروع جواد الا على سبيل توضيح المشكلة الفنية القائمة على تناول موضوعات بعينها. إن الموضوعات نفسها لا تشكل غير عنصر واحد لا يمكن ان نسرف في وصفه خارج اطار المعالجة الفنية. فالموضوعات ليست هي الفن. بيد اننا ازاء حالة ستراتيجية في انتخاب الموضوعات وتوحيدها في أسلبة خاضعة الى توجيه جمالي وفكري. تلك هي ميزة فن جرى توطينه او منحه هوية وطنية بالاعتماد على معطيات تعبيرية ليست غريبة عن المشاهد . فبالاعتماد على التعبيرية الخاصة بالمواضيع نفسها، والى الحالة العاطفية والنفسية التي تحيلنا اليها او تستدعيها،ومضمونها الشعبي، قدر لمشروع التحويل الثقافي للبيئة ان يواصل الحياة، وأن يتلون بتقنيات جديدة وبأساليب فنية مختلفة. لو شئنا وضع مشروع فيصل لعيبي قبالة مشروع جواد على سبيل المقارنة لأدركنا من الوهلة الاولى اننا ازاء مشروعين مختلفين من الناحية الفنية، الا ان امعان النظر ببعض التعابير التي تحسب على المخيال الاجتماعي او على البيئة الاجتماعية والثقافية لوجدنا انهما الاثنان يحاولان التعبير عن مدينة بعينها، بعد تحويلها الى مدينة فاضلة لا تعكرها الصراعات. هذا ما سوف نراه بوضوح شديد عند فيصل لعيبي اكثر من جواد. والحال هذا لا يدهشني في الثاني نظرا لأنه من ممثلي الطبقة الوسطى البغدادية القديمة، وكان بصدد تأكيد نزعة تأليفية شاملة، يدمج فيها نزعة الملونين الاوربيين بالنزعة المشهدية للواسطي، ويبني علاقة ايمائية، في الاقل، بين الحدائقي الفقير وبنت من الطبقة الوسطى. لكن فيصل لعيبي الذي لا يخلو من نزعة تأليفية ( بيكاسو والفن السومري) عرف بالتجربة والعمل السياسي والتغرب الطويل أن مدينته لم تكن محصنة في يوم من الايام ، وأنها اخترقت وتغيرت معالمها ومارس الناس فيها الانقسام والتخندق ضد بعضهم البعض. فما باله يعلّيها، ويخرجها من الزمن الفعلي، ويعيد تقديمها كما لو انها انبثقت الى الوجود توا في حلم جميل؟ هل توجد ثقافة توحدنا وتعيدنا شبابا خارج حدود الزمن، وبمعزل عن النمو المتعارض الاعتيادي، وبالضد من تركيبات السلطة والمجتمع وطرقهما بالدمج والعزل والتحكم والسيطرة؟ ليست هذه الاسئلة معدة لاثارة خلل فكري في مضامين اعمال فيصل، وارى كذلك انه غير معني بالاجابة عليها. إن للفن طريقة في الاشارة الى ان بعض الاساطير مهمة في توليد امان نفسي في عالم قبيح متغير. رسوم فيصل توفر أكثر من هذا. انها تجترح دلالة قصدية قائمة على تحويل المكان الثقافي الى نوع من متحف اثنوغرافي يعرض اسطورة، او يوتيبيا. ليس من حقنا إذن ان نضع امامه صورة الواقع او نطالبه بخيارات لا يريدها . والحال ان الفنان لم يكن معنيا بالتركيبات الثقافية للمكان بكل ثقله السوسيولوجي، وبكل كثافاته المغلقة. إن لعبته الفنية واضحة، وتتلخص بتجسيد شخصيات، أي انه معني بالناس من حيث هم حاملو ثقافة تتمثل بازيائهم وأدواتهم واستغراقهم بمواقفهم القياسية. تعني اليوتوبيا اللامكان، فهي معنية بالعيش، أو بطراز من العيش الذي تلغى فيه التفاوتات الاجتماعية. هذا ما يقترب فيصل منه من دون مواربة، بل هو يشيد يوتوبيا مثالية لا يشيخ فيها الناس ويتماثلون في كل شيء، يتماثلون في اجسادهم وفي تعابير اجسادهم، متوسطو القامة، مربوعون، استدارة الرأس نفسها، نفس الانف ، نفس العينين، نفس الوجوه البيضوية، الكبير منهم لا يهرم والصغير منهم لا يكبر، الجميع متساوون، منحوا نفس الرتبة، ونفس الحق في الظهور، لا غني فيهم ولا فقير، نظاف ومتوردون كما لو خرجوا توا من الحمام ولبسوا افضل ثيابهم. في مدينة فيصل المتآخية يمارس الناس اعمالهم من دون ان يبدوا انهم يتحملون اي عبء أو مشقة. ولأنهم يتشابهون فكأن اي واحد منهم يمثل الآخر، وكأن المشهد الذي يضمهم يعيد انتاج مشهد آخر يظهر فيه الابطال انفسهم في وضعية أخرى. إن هذا العدل المطلق في توزيع الحظوظ والظهور الدائم والتوقع الذي لا يخطئ لا تستطيع اكثر اليوتوبيات دمجا للعناصر الخاصة بالعدالة ان تصل اليه، فنحن ازاء يوتوبيا تضم في داخلها اسطورة فردوسية، مع نزعة جمالية يتمتع فيها الناس بأنفسهم وهم في لحظات استغراقاتهم الحلوة ، كأنهم في عرض مسرحي. لو جردنا هؤلاء الابطال من ملابسهم لقبلنا فكرة جريئة مفادها ان فيصل لعيبي خلق شخصية ممثل بارع يستطيع أن يجسّد ويملأ بجسده وضعيات وشخصيات هذه المدينة الفاتنة. إن هذا لا يخلو من سحر، وبالطبع لا يخلو من فكاهة . لقد لاحظ البعض انه يرسم نفسه ويكرر صورته. ومتأثرا بعمل من طبيعة درامية له كتبت فقرة في مكان آخر قلت فيها ان ابطاله يكاد يشبهون الملك والحكيم السومري كوديا، وقد يشبهون السومريين بوجه عام. بيد انني اميز الآن ان السمات الجسدية لبطله المكرر مركب من عدة شخصيات جرى استعارة ملامحها ودمجت معا: جسديات بيكاسو، وجسد الفنان نفسه، وكوديا الجالس الذي تتوزع كتلة جسده في جلسته الوقورة. هذا التوحيد الذي يلغي اي تمايز فردي في الشخصية قد لا ننتبه اليه الا عندما نجري تحليلا. ففي الاحوال الاعتيادية يجعلنا الفنان نستسلم لاغراء اللون المباشر الذي يجيد الفنان توزيعه. اللون هو ما يفاجئنا للوهلة الاولى وينفجر تحت ابصارنا. ومن الناحية البصرية تعيد الملابس الفولكلورية المختلفة اضفاء الفردية على شخصيات محددة لدينا فكرة عنها في ثقافتنا المحلية: العسكري والحلاق وبائع الفواكه.. الخ. بهذا المعنى تغطي الملابس المحلية المختلفة، ببريقها وتنوعها اللوني، على محدودية التماثل الجسدي وتعوّض عنه، فضلا عن انها توجه المشاهد نحو علاقات من طبيعة فنية وثقافية. من الواضح ان الفنان يحتفظ بالوحدة التماثلية لوظيفة تعبيرية خاصة بتماسك مشروعه الفني والجمالي وعدم تشتته، أي ان ذلك التماثل يقوم بوظيفة ثابتة مهمة. والحال ان الفنان يجري توازنات وظيفية بين عدد من مستويات الاداء يقربنا فيها من الصياغات الفنية والثقافية ويقلل من انتباهنا الى فقر المفردات الشكلية العامة. يتلخص عمل الفنان برسم الشخصيات المدينية والفولكلورية، منفردين او مستغرقين بعمل او متجاورين في مشهد مديني واحد. إن مهاراته المعروفة في رسم البورتريهت تفسر اهتمامه الحاذق بالتفاصيل، اما الباقي، وقد رفع عن شخصياته التعابير الشخصية ووحدهم في فردوسه، فيندمج كليا في وظيفة جمالية وفكرية. الجمالية تتمثل بوحدة النسب الشكلية والتعبيرية محافظة على تماسكها الدائم بصرف النظر عن الوضعية المؤداة، تماما كما فعل جواد في اختزالاته واعتماده على الاشكال والخطوط البيضوية واللوزية. والفكرية تتمثل بتقديم صورة مثالية عن مجتمع متماثل لا تعكر مزاجه اي فردية شاذة. إن الدمج ما بين الوظيفتين بما يجعلنا نتردد بالاستنتاج من ان الاولى انبثقت من الثانية، او بالعكس، أن الثانية انبثقت من الاولى، هو ما يميز اعمال فيصل ويسمها بميسم المشروع الجمالي المتكامل، مثلما يدعم قاعدة انتاجية متوقعة لمشروعه الفني. يجمع فيصل لعيبي عددا من الاساليب والاستعارات وينسق ما بينها، فهو يجمع ما بين التسطيح وبروز الكتل، بين التسطيح وما يدعى بمنظور الطير. بيد أن واحدا من افضل استعاراته من الفن السومري واكثرها نجاحا هو الافريز الافقي، الذي استعاره من راية اور، وكما يظهر في الاناء النذري لانانا. انه نظام مناسب لتراصف وتجاور عدد من الموتيفات الفولكلورية او تقديم مشهد افقي ، فولكلوري او تعبيري خيالي، تتماسك نسبه العامة في سياق مساحة افقية. إن بعض اعماله التي شاهدتها في مواقع مختلفة تقدم بهذا الاسلوب عرضا دراميا قائما على عدد كبير من الاجساد والمساحات اللونية المتعارضة والمتناسقة. والحال ان الفنان اجرى دراسة كاملة على ما يمكن ان ادعوه بفن العرض، وقد وجد الحل بالافريز السومري لأنه مناسب جدا، بانورامي ، وقادر على توحيد مواد متنوعة في اطاره البلاستيكي ، ويمكن مده او التنسيق به مع مساحات اصغر بما يناسب طبيعة صالات العرض، وهو فضلا عن ذلك يوسع من افق التأثير البصري المدعوم بمواد ومساحات لونية متنوعة. يتضافر هذا الاسلوب مع اختيار الفنان لحل تشكيلي صرف غاية في التقشف: مشهد ملون على خلفية احادية اللون فاتحة. بهذا الاسلوب يجمع المشهد او الصورة في تحديد من طبيعة تجسيدية، حيث الخلفية لا تندمج بالصورة ، والاخيرة غير محددة بأي تحديد اضافي ، لوني او خطي، مكتفية بحدود جسدها ونهاياته. هذا الحل المتقشف قوى وظيفة البروز الحجمي للشخصيات، وربطها بشكل محكم بالمساحات اللونية والاحياز الاخرى في سياق الوحدة الشكلية والبنائية، فضلا عن ذلك مارس هذا الحل وظيفة تماسك الاشكال ببعضها البعض مع وضوح كامل يعطي نفسه بصريا لكل وحدة تشكيلية سواء كانت جسدا او مجرد مبالغة تعبيرية في الزي. وببساطة شديدة لا تختلط الخلفيات بالاجساد ولا تتقوى الاجساد بتحديد اضافي، فهي واضحة وبارزة في تنسيق لوني مشرق على مساحة محايدة. -4 – في مكان آخر كنت قد كتبت عن السلطات التي وحدت اعمارنا، وجعلتنا نولد في يوم واحد هو الاول من شهر تموز. كان هذا الاجراء الشعري- الاداري من الاجراءات القليلة التي حظيت بموافقة المثقفين الصامتة او لا مبالاتهم. بيد ان الرمزية البريئة التي ربطت انبثاقنا الى الحياة بانبثاق ما اعتقدنا انها الحرية مدت في ما بعد ذراعي عجان قوية لتصنع منا ومن مجتمعنا تماثلية شاملة مضغوطة. لم يعد النظام السياسي يريدنا كما نحن بل محولين ومشكلين بأيدي ذلك العجان. تعرفون اي ثمن دفعناه من حركة بدت بريئة آنذاك. لكن ها نحن ازاء مشروع فني كامل يقوم بوظيفة عجان ماهر يتمتع بتشكيل اقراننا كما يريد ويمتعنا بتذكيرنا بحياة انتسبنا اليها مرة. إنه يردنا الى مجتمع فاضل لا يشيخ. ذلكم كما ارى واحدة من معاني الاسطورة البغدادية التي ارادها الكثيرون معادلا لزمن سيء جعلنا نهرم قبل الاوان وتعويضا عنه. قد لا يقبل الكثيرون هذا، بيد أن الفن لا يخشى الاحلام ولا اليوتوبيات .. ولا البراءة! |
|
رجوع
|
|
مقالات اخرى لــ سهيـل سـامي نادر
|
|
|
|
|
|
انضموا الى قائمتنا البريدية |
| |
|
|
|
|
|