حملت صوتها وكأنها تتعقب رحلات زرياب ..وعثمان الموصلي بكل ارث الموسيقى الشرقيه الخالصه ، مقتفية الأثر من الشرق الحاني ومن ضفاف الرافدين الى قصور الأندلس
.. ومن بيوت الحنين حيث تميل اليها الروح وهي تقول كلام القلب ، وتمضي الى بيوت الأغتراب التي تطل شرفاتها بزهور الحنين والتذكر الحميم ..
*
فريده محمد على الأنسانه العميقه والفنانة الدارسه وقد حملت ولع بيتها البغدادي ، الكربلائي الجذور ، بكل فنون الأداء والموسيقى ..وحملت صوتها والمقام العراقي لتختصر كل صوت اصيل يكرّس المعنى .. ويطلق مقام الجمال في ترقيش لحني وحنوّ ادائي يمثل فريده العراقيه واهلها في كل مكان من هذا العالم ..
*
كان صوتها عنوان لكل مهرجان دولي ، من كندا الى اليابان ، حيث تلتقي الثقافات والفنون..
وكانت اعمالها والبوماتها محط اهتمام وتزكية اللجان الفنيه والنقاد والمختصين ..
ترشح وتزكّى بين الأصوات النادره ..وبين الفنون الأصيله .. و تكتب سيرتها الفنيه المتجدده رفقة محمد كمر الفنان والأنسان ورفيق الدرب الطويل ..
هنا في ستوكهولم ، تنزرع الكف مثل زهرة وهي تلوّح لليلتها الرمضانيه
امسية اللقاء بفريده ورفيق حياتها محمد كمر الفنان الباهر والمضحي الكبير من اجل روح الموسيقى والمقام ، حيث تطلق فريده صحبة فريقها الموسيقي كل اداء صعب وكل نغم فريد ليلة 12 ايلول 2009 في قصر الثقافه وسط ستوكهولم ويلتم من حولها الصحب والمحبون والمهتمون من كل كون ومن كل هويه ليتعلموا فنون الأصاله والعمق.
هل ستؤدي فريده مقام المخالف
هل ستأخذنا مع مقام خنبات .. ام مع مقام حجاز بكل بكائيات الروح
ام مع مقام المدمي بكل الجراح والأسى والشجن الحميم !!
اسئلة الروح وهي تلوب لتتفاعل .. او تنوح عند ليلتها الجميله
انها الفنانة التي تعودت كل صعب ..وكل شجيّ من الألحان ..وكل اصيل من مقامات بلاد الرافدين
وقد ورثتها من تراتيل معابد سومر .. واصوات شارع الموكب ببابل ودعاء الأولين عند الزقوره وشجن الصوت الجبلي الآشوري عند نينوى وقلعة اربل كما كان يطلق قديما على قلعة ( اربيل )..
*
فريده محمد علي الصوت المثقف ، وهي تؤدي مقامات عراقيه ، تمثل الفنانه التي تعمقت في دراسة الموسيقى ، والمقام العراقي لسنوات في معهد الدراسات الموسيقيه ، مثلما قامت بتدريسهما كليهما يوم انشغلت قرابة عقد من الزمان في تدريس مادة المقام العراقي في معهد الدراسات النغميه ببغداد .
*
هي ورفيق الدرب ، ورمز العشره الحميمه الفنان محمد كمر ، شكّلا ثنائيه امتزاج القلب بالقلب ..واللحن بالصوت ، والرسالة بالأنتماء حيث اخذتهما الأيام الى خرائط البلدان والمحطات ..
هو الباحث والموسيقي المتقن لكل فن ..وهي الصوت الذي يحمل روح الطرب والتعبير والأداء الرفيع بكل درجه وكل تلوين ..
انا اعتبرهما ظاهرة فنية نادره في عصرنا هذا .. انهما يختاران الصعب الذي يتطلب التضحيه ..
، انهما يمسكان بقوة بالأصالة ، وطقوسها ، وقوانينها الفنية وتقاليدها ، بغية الحفاظ على موروث نادر من المقامات والبستات البغداديه والوان الأداء القديم كمن يمسك روحا نادرة يحفظها في الأعماق ، مثل صوفي يتجلى ..ومثل روح تنخطف من السمو ..
*
وفي ليلة فريده الرمضانيه في ستوكهولم ، يصير اللقاء مثل صلاه حيث يلتم المحبون ليقولو مقام المحبه لبلاد تحتاج الى ذلك القلب ، وفريده الفنانه ..والأنسانه اختصرت كل ذلك لتصير هذا القلب المحب .. وتلك الروح وهي تقرأ
بلادي وان جارت عليّ عزيزة .... واهلي وان شحوا علي كرام
*
اقول ان فنانة مثل فريدة محمد علي وقد عاشت زمن منير بشير وشعوبي ابراهيم وروحي الخماش وعباس جميل واحمد الخليل وطالب القرغولي وعشرات من الفنانين واساتذة الموسيقى لهي احق بحفظ هذا الفن واصوله واخلاقياته وقد عبرت فريده عبر سيرتها الفنيه عن وفائها وعرفانها وهي تحافظ على تلك الأصول والقيم الجماليه اليوم .. كما تشكل هي والفنان محمد كمر نوذجا للفريق الذي يعمل ويضحي ويبتكر بهدوء يثير الأعجاب ..
تحيه لفريده في ستوكهولم .. في ليلتها الرمضانيه 2009
ومحبه لمحمد كمر وهو يثري تجربة المقام العراقي .. وسلاما لمجموعتهما الفنيه وهم يمثلون الفن الرفيع والأصاله النادره .