... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  أخبار و متابعات

   
في حفل استذكار أقامته المدى: عزيز علي يتجدد في عيون محبيه

تاريخ النشر       31/10/2009 06:00 AM


كاظم الجماسي
 
أقامت المدى بيت الثقافة والفنون، وضمن نشاطها الأسبوعي، صباح أمس الجمعة، وبحضور حشد كبير من الفنانين والأدباء حفلا استذكارياً لفنان الشعب المنولوجست عزيز علي وذلك في بيت المدى بشارع المتنبي.

وادار حفل الاستذكار الفنان جمال عبد العزيز وفي كلمة مختصرة أشاد فيها بعزم المدى المتواصل على إعادة خلق ذاكرة عراقية حية عبر استذكارها لرموز ابداعية ستبقى خالدة مدى الزمان وعقد الصلة بين تلك القامات المشرقة في التاريخ الثقافي العراقي وبين اجياله الحاضرة. وأضاف عبد العزيز: اليوم نستذكر قامة عراقية شامخة هي عزيز علي، الفنان الذي استحق عن جدارة كاملة لقب (فنان الشعب) من خلال جهده ألانتقادي في منولوجاته وأناشيده وغنائه الذي كان رئة يتنفس من خلالها المواطن العراقي المبتلى بالسياسات الخرقاء للحكومات المتعاقبة عليه.. أعقب ذلك عرض لفيلم وثائقي من إنتاج شركة المدى للإنتاج التلفزيوني تناول أبرز المحطات في مسيرة الفنان عزيز علي مقرونة بعرض بعض منولوجاته الشهيرة التي جسدت هموم وآلام الشعب العراقي في تلك الفترة.. تلت ذلك فقرة النشاط الموسيقي الذي قدمه كل من المطرب حارث بمرافقة عازف الكمان علي عبد الشهيد وعازف الرق علي محمد.. وأدى فيها مجموعة من منولوجات فنان الشعب عزيز علي.. لاقت صدى رائعاً في نفوس جمهور الحاضرين الذين راحوا يغنون بأعلى أصواتهم مرددين مع المطرب كلمات المنولوجات الانتقادية مصحوبة بالتصفيق مع الايقاع.. ظاهرة عبقرية نادرة ثم طلب من مقدم الاحتفاء الأستاذ عبد الحميد الرشودي ـ إلقاء مداخلته التي تضمنت تقييما استذكاريا شاملا لتجربة عزيز علي نقتطف ما جاء فيها: لقد كان الفنان البارع عزيز علي ظاهرة فنية وعبقرية نادرة قلما يجود الزمان بمثلها، فقد استطاع بجده واجتهاده وصبره وذوقه المترف أن يتبوأ منزلة رفيعة في فن المنولوج (أي الأداء والحوار الخطابي الفردي) مستهلا نتاجه بنقد وتسفيه العادات الاجتماعية الفاسدة والخرافات الموروثة عن عصور التخلف من أمثال الحوت الذي يبتلع القمر وضرب تخت الرمل وقراءة الكف وأخذ الفال. وكذلك تناول بالنقد مختلف الظواهر الاجتماعية المختلفة الاخرى، وبعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، وعودة الحياة الديمقراطية والانفتاح الذي اوجدته وزارة السويدي آنذاك، كما ان منولوجاته وجدت آذانا صاغية وقلوبا منفتحة لدى الشعب لما كان يختزنه هذا الاخير من حقد مكين متوارث على الحكام لظلمهم واستبدادهم.. كما اشار الباحث الرشودي الى ان عزيز علي كان فنانا للشعب بحق، وان الواقعية التي اتخذها منهجا في حياته الفنية كانت السبب الأساس في جذب الجمهور اليه، وكذلك تفرده في هذا الفن. واختتم الرشودي مداخلته بالقول: لقد اتخذ عزيز علي في حياته قول المتنبي شعاراً: وفي الجسم نفس لا تشيب بشيبه ولو ان ما في الوجه منه حراب لها ظفر، ان قل ظفراً حده وناب إذا لم يبق في الفم ناب يغير مني الدهر ما شاء غيرها وتبلغ اقصى العمر وهي كعاب داعية إلى حقوق الانسان وكان للمحامي طارق حرب مداخلة ارتجالية تناول فيها حادثة دعوى مقامة من قبل أحدهم على حيازة سيارة رقمها 9/ بغداد وعائديتها الى رشيد عالي الكيلاني إبان العهد الملكي وتبين فيما بعد ان تلك الدعوى القضائية تشمل فيما تشمله الراحل عزيز علي، وكان من المفترض ان يكون قرار الحكم فيها الاعدام على وفق قانون العقوبات غير أننا استطعنا تخفيف الحكم الى المؤبد.. واضاف حرب: ان المنولوج كان ملكا كاملا إبان تلك الفترة لعلي الدبو وفاضل رشيد، فاخترقه الفنان عزيز علي بموهبته الكبيرة، كما يشهد له موقفه إزاء المقام البغدادي الذي وصفه بالمقام الاعجمي طالبا من اصحاب المقام آنذاك تهذيبه وتأديبه الى العربية، وأشار المتحدث الى ان عزيز علي كفاه منقبة وفضلا ان منظمات المجتمع المدني اليوم والتي تنادي بحقوق الانسان ينبغي ان يكون عزيز علي هادياً ومرشدا لها (يا جماعة والنبي، من حقوق الإنسان، بالعرف والأديان) ويكفي ان محمول هذا القول ينفي عن عزيز علي تهمة التبعية للنازيين والتهم الأخرى التي قالت انه لبس جلباب القومية العربية على حساب وطنيته العراقية.. صوت مدو في اسماع الساسة وألقت ابنته السيدة سوزان عزيز كلمة جاء فيها: السادة الحضور... عزيز علي.. هو البصمة الفنية والسياسية في تاريخ العراق بكل ما في هذه الكلمة من معنى للفن والسياسة، قد لا أجد الكلمات الكافية ولا الاوراق الواسعة لأعبر فيها عن ماهية هذا الرجل لا لكونه ابا لي ولكن لانه الصرح العظيم من بين الصروح العظيمة في تاريخ العراق الحديث. كان الصوت المدوي في اسماع الساسة العراقيين في فترة الحكم الملكي وكان الجبل الشامخ في الساحة السياسية ابان الانتداب البريطاني.. الذي وقف وحيدا في الساحة.. صوتا مدويا معبرا عن آمال وآلام العراقيين كما انه عبر عن معاناة العرب حين تطرق اليها في منولوج الجزائر ومنولوج فلسطين.. كان الصوت الذي اقض مضاجع الساسة المتخندقين في خنادق الاستعمار والاحتلال.. عاش فقير الحال.. غني النفس لم يتصعلك لنظام.. لم يتملق لحاكم لا تأخذه في الحق لومة لائم.. كانت كلماته اخطر من الرصاص الذي يوجه للحكام.. لم يعتش على عمله الفني ولم يتاجر به.. هذا هو الفنان عزيز علي... الانسان بكل معنى الكلمة الذي كان في حياته الخاصة ملاذا لاقرب الناس من الايتام والارامل.. ربى اولاد اخيه كما ربانا واوصلهم ونحن إلى أعلى مراحل الدراسة وهو موظف بسيط يعتاش على راتبه والذي طالما قطع والجميع يعلم.. كان وحده في الساحة فلم تكن هناك أحزاب دينية ولا سياسية وبقي الى آخر يوم في عمره وحده لم ينتم الى أي تيار او حزب سياسي.






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM