المقاله تحت باب مقالات فنيه في
07/06/2007 06:00 AM GMT
إخوتي، أصدقائي، أعزتي,الكـــرام.. إلى كل الإخوة والأصدقاء من المتابعين والمطلعين على كل الأخبار في أي مجال من خلال الخدمات الكبيرة التي يقدمها إخوتنا في كل الشبكات الالكترونية من مجلات وصحف وجرائد.. اسمحوا لي أن اكتب لكم وأطلعكم على مشاركتي في المنتدى العلمي في ذكرى مرور 75 عاما على أو لمؤتمر للموسيقى العربية الذي أقيم في القاهرة عام 1932. . واليكم ما كتبت، مقسما إياه على شكل حلقات متتالية.
أخوكم مطرب المقام العراقي حسين إسماعيل الأعظمي عمان 00962795820112 الأردن، عمان، جبل الحسين، ص ب 922144
الحلقة (1)
أعزتي الكرام. . أضع أمامكم بعض المعلومات عن المنتدى أو المؤتمر العلمي الذي أقيم في ذكرى مرور ثلاثة أرباع القرن على انعقاد أو ل مؤتمر للموسيقى العربية عام 1932 في القاهرة، فضلا عن البحث الذي قدمته والحفلة التي أقمتها فيه.. وقد انبثقت فكرة هذا المنتدى من المجمع العربي الموسيقي التابع إلى الجامعة العربية والمتمثل بشخص رئيسته الفنانة الكبيرة د. رتيبة الحفني وأمينه العام الفنان المربي الفاضل د.كفاح فاخوري. . وأقيم بالتعاون بين أمانة المجمع ودار الأوبرا المصرية في القاهرة.. من 11 إلى 14 آذار 2007. . وقد كُلِّفتُ من قبل أمانة المجمع بتحضير بحثا يوضح فيه ما جرى من تطورات في أداء المقام العراقي منذ أن شارك مطرب العصور المقامية محمد القبانجي في مؤتمر عام 1932. . وهي الفكرة العامة لإقامة هذا المنتدى العلمي للكشف عما حدث من تطورات في الموسيقى العربية خلال خمس وسبعين عاما من التجربة العربية الموسيقية.. وبطبيعة الحال فقد تم تحت هذا الهدف الموسيقي تكليف الكثير من فناني وعلماء الموسيقى العربية في أقطار الوطن العربي وكنت احدهم مع إخوتي العراقيين كل من صديقي الغالي الأستاذ الباحث الموسيقي صاحب المؤلفات الموسيقية الكثيرة حبيب ظاهر العباس القادم من بغداد – مدير عام دار ثقافة الأطفال – وأخي الفنان الباحث الموسيقي غازي يوسف إبراهيم القادم من ألمانيا مقر إقامته. . وكذلك كنت احد الفنانين العرب ممن كلفوا بإقامة الاماسي الغناسيقية على هامش المؤتمر أو المنتدى طيلة أيام إقامته وهكذا كانت لي مشاركتان في هذا المؤتمر في البحث والغناء. . وعليه فقد عكفت على إعداد هذا البحث وقد أكملته وسلمته إلى أمانة المجمع العربي الموسيقي في وقته المحدد تحت عنوان (المقام العراقي في خمس وسبعين عاما 1932 – 2007) أما بخصوص أمسيتي الغنائية في هذا المؤتمر، فقد حدد موعدها يوم 13 / 3 / 2007، ونظرا للظروف التي يعيشها أهلي العراقيون في العراق وكذلك ظروفهم في بلداننا العربية القريبة وأهمها الأردن وسوريا، فلم يتسنى لي دعوة فرقتي الموسيقية الخاصة من بغداد، واعتمدت على موسيقيين آخرين كبار أيضا لهم شانهم الكبير من الخبرة الفنية، مقر إقامتهم في المملكة الأردنية الهاشمية المعظمة. . وهم عازف الكمان قصي عبد الجبار وهو بنفس الوقت رئيس فرقة فناننا الكبير المفخرة كاظم الساهر، وسعيد فريح عازف الناي، وعازف القانون علي كامل، وعازف السنطور وسام أيوب العزاوي الذي وافق المجمع العربي مشكورا على طلبي في استقدامه من هولندة حيث مقر إقامته للمشاركة في هذه المناسبة، وعازف الطبلة صفاء غريب كاظم، وعازف الرق فلاح إسماعيل المصلاوي. . وهكذا تم الإعداد لهذه التظاهرة الفنية التاريخية. . الأعظمي بين عازفي السنطور وسام العزاوي والقانون علي كامل 13/3/2007 القاهرة عازف السنطور الكبير وسام أيوب العزاوي ولعله من الممكن ذكر مفارقة بسيطة سبقت هذا المؤتمر بخمس سنين، عندما أقام مركز الموسيقى العربية في تونس الكائن في مدينة - سيدي بو سعيد - على البحر الأبيض المتوسط، وهو في الحقيقة بيت بل قصر البارون دير لانجي، مهرجانا كبيرا في ذكرى سبعينية مؤتمر عام 1932 وكذلك سبعينية البارون دير لانجي وهو الفنان الذي يعد من أهم الشخصيات التي عملت على إقامة مؤتمر 1932 بمعية الأساتذة المصريين وأهمهم د. محمود احمد الحفني، حيث كان البارون دير لانجي قد بنى هذا البيت عام 1912 واستمر بناؤه حتى عام 1922 حيث سكن فيه حتى عام 1932 إذ توفي بعد المؤتمر، بناه في عشر سنين وسكن فيه عشر سنين، وقد قيل أن الحكومة التونسية اشترت هذا القصر من ورثته مطلع الستينات، وقبل سنين قليلة جعلت من هذا القصر مركزا للموسيقى العربية، وعليه كانت فكرة مركز الموسيقى العربية الذي كان يديره عازف العود المعروف التونسي مراد الصقلي، هي مشاركة الدول العربية التي شاركت في مؤتمر القاهرة عام 1932 على أن تؤدى نفس المواد الغناسيقية التي أديت من قبل فناني كل بلد مشارك زمنذاك بواسطة فناني اليوم، ويبدو أيضا أن هذا المهرجان كان باكورة أعمال المركز الفنية، وبذلك تم اختياري من قبل الإخوة التونسيين والعراقيين معا لتمثيل بلدي العراق وغناء المقامات التي سبق لاستأذنا الراحل محمد القبانجي أن غناها في مؤتمر عام 1932 وهي المفارقة التي قدر لي المشاركة في سبعينية مؤتمر عام 1932 في تونس تشرين الثاني (November) عام 2002 إذ يبدو أن البارون دير لانجي كان قد توفي في هذا الشهر، وماسية هذا المؤتمر في القاهرة آذار(march) 2007 بذكرى مرور ثلاثة أرباع القرن على إقامته في مثل هذا الشهر. .! نعود إلى موضوعنا، (المنتدى العلمي في ذكرى مرور 75 عاما على أول مؤتمر موسيقي عربي عقد في القاهرة 1932)، الذي كانت شركة اتصالات الأثير العراقية الموقرة MTC الداعم والممول الرئيسي لهذا المؤتمر، فكان لهذه الشركة فضلا كبيرا في تأكيد إقامته على ارض الواقع. . قبل أن ندخل في بعض التفاصيل أود أن اذكر أسماء الفنانين والعلماء الذين تمت دعوتهم وقد حضر غالبيتهم إلى المؤتمر مع ذكر عناوين بحوثهم المشاركة حسب تسلسل الجلسات، 1 – د. محمود قطاط (تونس). . بحثه _ المؤتمر الأول للموسيقى العربية (القاهرة 1932) رصد للملامح والأهداف والنتائج من خلال وثائق المؤتمر – 2 – الأب د. يوسف طنوس(لبنان) بحثه – مؤتمر الموسيقى العربية 1932 ما له وما عليه – 3 – د. فكتور سحاب (لبنان) قضايا موسيقية عالقة منذ مؤتمر الموسيقى العربية الأول – للأسف لم يحضر لانشغاله في عمل بالسعودية. . 4 – د.عبد الله مختار السباعي (ليبيا) بحثه – مؤتمرات الموسيقى العربية في 75 عاما ما لها وما عليها – 5 – الأستاذ حبيب ظاهر العباس (العراق) بحثه - اثر التنظير الموسيقي وانعكاساته على المؤسسات والمؤتمرات التي ظهرت من بعده – 6 – د. عباس سليمان السباعي (السودان) بحثه – فعاليات مؤتمر الموسيقى العربية الأول 1932 – 7 – الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل (المغرب) بحثه – دور مؤتمر القاهرة 1932 في تأسيس علم الموسيقى بالبلاد العربية، المغرب نموذجا – 8 – د. ايزيس فتح الله (مصر) بحثها – البحث في السلم الموسيقي العربي من خلال أعمال المؤتمر الأول للموسيقى العربية (القاهرة 1932) وبعض الأعمال الأخرى – 9 – د.أمين بيهم (لبنان) بحثه – مقاربة تاريخية لجدلية المراس والتنظير حول السلم الموسيقي عند العرب – 10 – د. فتحي الخميسي (مصر) بحثه – سفينة الملك ونفيسة الفلك بداية البحث العلمي واهم مرتكزات مؤتمر 1932 – 11 – د.نبيل عبد الهادي شورة (مصر) بحثه – عينات لتحقيق المخطوط الموسيقي من خلال رسائل جامعية (كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان) – 12 – د. نداء أبو مراد (لبنان) بحثه – غياب مفهوم الارتجال الموسيقي عن أعمال مؤتمر 1932 في دلالاته الثقافية – 13 – د. محمد القرفي (تونس) بحثه – تونس ومؤتمر القاهرة الأول – 14 – الأستاذة مسعودة محمد القرش (ليبيا) بحثها – الموسيقى التقليدية – 15 – د. الياس كسرواني (لبنان) بحثه – من كنارة أو ر إلى قيثارة العرب – 16 – د. رتيبة الحفني (مصر) بحثها – التربية الموسيقية في مصر قبل مؤتمر 1932 وخلاله وبعده – 17 – د. بيرت حنين (لبنان) بحثها – التجربة اللبنانية في التربية اللبنانية بعد مؤتمر 1932 – 18 – د. كفاح فاخوري (الأردن) بحثه – التعليم الموسيقي في العالم العربي في تقدم أم تراجع أم في ركود. ؟ - 19 – الأستاذ غازي يوسف إبراهيم (العراق) بحثه – تطوير آلة الناي – 20 – الأستاذة غادة شبير (لبنان) بحثها – الموشح تدوين وتحليل ومقارنة - 21 – الأستاذ حسين الأعظمي (العراق) بحثه – المقام العراقي في خمس وسبعين عاما 1932 – 2007 –
الحلقة (2)
قبل أن أتحدث عن الافتتاح , أود أن أشير إلى الجهود الكبيرة التي بذلها السيد مدير المجمع العربي للموسيقى هشام يشوع شرف , وهو الفنان السمفوني والإداري الناجح ذو الخبرة الكبيرة لمثل هذه المؤتمرات فضلا عن حبه الكبير للعمل والمساعدة , فقد كان دؤوبا وقريبا من رئيسه الأمين العام للمجمع الدكتور كفاح فاخوري حيث تم الإعداد لكل مستلزمات المؤتمر على قدم وساق قلما شاهدتها في مؤتمرات سابقة , فقد افتتح المؤتمر وانتهى بدقة متناهية من التحضير والنتائج الطيبة. . على كل حال , افتتح المؤتمر في الضحى العالي من يوم الحادي عشر من آذار 2007 على خشبة مسرح المعهد الوطني للموسيقى العربية في القاهرة وهو نفس المكان الذي افتتح به مؤتمر 1932 وبنفس التوقيت قبل 75 عاما بالتمام والكمال , وهكذا كنت غارقا في تأملاتي وانأ أتذكر أن مطرب العصور المقامية محمد القبانجي وهو رمزنا المقامي , كان هنا يغني قبل 75 عاما , أنها لحظات تاريخية خالدة بالنسبة لي. . فقد كنت طيلة أيام المؤتمر في وضع رومانسي متأمل لما يحدث من تاريخ فني موسيقي حافل.. كان الأستاذ الدكتور كفاح فاخوري الأمين العام للمجمع العربي الموسيقي أول المتحدثين في هذا الافتتاح في كلمة المجمع العربي الموسيقي. . ثم جاء دور رئيسة المجمع السيدة الدكتورة رتيبة الحفني في كلمة تاريخية قيمة عن المجمع. . وكانت هناك كلمة دار الأوبرا المصرية التي ألقاها الأديب الدكتور جابر عصفور نائب رئيس دار الأوبرا المصرية حيث تحدث بإسهاب غير ممل عن تاريخ مؤتمر الموسيقى العربية عام 1932 بعد ذلك جاء دور الدكتور علي الدهوي رئيس شركة اتصالات الأثير العراقية المتنقلة MTC الممولة الرئيسية لهذا المؤتمر. . حيث ألقى كلمة رائعة بهذه المناسبة بين فيها جهود الشركة في ظل ظروف العراق الصعبة بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمل المتواصل وتمويلها الكثير من الاحتفالات والمؤتمرات وجميع أنشطة الثقافة والفنون في العراق وخارجه , وقد بدا لي د.على الدهوي شخصية مرموقة وقوية من خلال حضوره الشخصي المؤثر وهو يلقي كلمة الشركة. . جاء بعده دور راعي هذا المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى حيث ألقى كلمة رائعة بالمناسبة ثم أعلن عن افتتاح المؤتمر. بعد استراحة قصيرة لجميع الحاضرين , بدأ فاصل موسيقي غنائي شارك فيه كل من المطرب احمد إبراهيم, بغناء تراثي مصري ثم غنى المطرب وائل سامي بعض أغاني الفنان الكبير محمد عبد الوهاب , ثم جاء دور المطربة السورية إيمان باقي التي قدمت فاصلا من أغاني المطربة الكبيرة منيرة المهدية . . وفي عصر هذا اليوم كان موعدنا مع بدء جلسات المؤتمر ثم كان موعدنا الثاني مع الحفلات المسائية للفنانين العرب المشاركين, فكانت على التوالي 1 - الحفلة الأولى هذا اليوم 11/3/2007 للمطربة اللبنانية الرائعة غادة شبير والمطرب السوري الرائع صفوان عابد , في فاصلين غنائيين لكل منهما , وقد كانا ذا خامة صوتية رائعة حقا. . رافقتهما فرقة الحفني للموسيقى العربية وعلى مسرح المعهد الوطني للموسيقى 2 – الحفلة الثانية كانت للمطرب التونسي المعروف لطفي بشناق على مسرح الجمهورية 12/3/2007 3 – الحفلة الثالثة كانت لمطرب المقام العراقي حسين الأعظمي مع فرقته الموسيقية , والفقرة الثانية كانت للمطربة المغربية المتألقة كريمة الصقلي بمصاحبة فرقة الحفني , وذلك يوم 13/3/2007 على مسرح الجمهورية
4 – فاصل موسيقي جميل للموسيقيين الرائعين د. نداء أبو مراد على آلة الكمان من لبنان , ومصطفى سعيد على آلة العود من مصر في حوار موسيقي آني جميل جدا , والفقرة الثانية كانت للمطربة المصرية مي فاروق في فاصل من أغاني الفنانة الكبير أم كلثوم يوم 14/3/2007 وعلى مسرح الجمهورية
---------------- 1* اعرف هذا الفنان المتألق منذ مؤتمر الموسيقى العربية السابع في دار الأوبرا المصرية عام 1998 حيث مشاركتنا فيه ومن ثم أقمنا حفلات انفرادية أخرى في الإسكندرية بقاعة المؤتمرات على هامش المؤتمر مع بقية الفنانين العرب الآخرين وأتذكر منهم , الفنانون الكبار صباح فخري ونجاح سلام ولطفي بشناق ومدحت صالح وإيمان باقي في سبعة حفلات متتالية. .
الحلقة (3)
من الضيوف المدعوين الذين لم يتسنى لهم الحضور - الأستاذ د.سعد الله اغا القلعة من (سوريا) - الأستاذ د.فكتور سحاب (لبنان) ومن الضيوف الذين حضروا وساهموا في إدارة الجلسات - د. محمد جمال (البحرين) الذي أدار الجلسة الأولى بعد اعتذار د.جابر عصفور عن إدارتها كما كان مقررا ذلك - د. عيد الفرج (الإمارات العربية المتحدة) الذي أدار الجلسة الثانية بدلا من د. سعد الله اغا القلعة - د. سليمان العسكري (الكويت) الذي أدار الجلسة الثالثة - د. ناصر الأنصاري (مصر) الذي أدار الجلسة الرابعة - د.عبد الله يتيم (البحرين) الذي أدار الجلسة الخامسة - د.عقل بلتاجي (الأردن) الذي أدار الجلسة السادسة - د. عائشة راتب (مصر) التي أدارت الجلسة السابعة وقبل أن أطلعكم على مضمون بحثي الذي قدمته في هذا المؤتمر, أود أن أطلعكم على منهاج حفلتي في مسرح الجمهورية بالقاهرة يوم 13/3/2007 وكان على النحو التالي: - 1 - سماعي نهاوند , تأليف الموسيقار الراحل منير بشير - 2 - مقام البنجكاه , سلمه رست مع أغنية تراثية بهذه القصيدة جسد أشبه شيء بالخــــيال وفؤاد عن هواكم غيــر سالي وعيون نثرت أدمعها لثغور نظمت نظــــم اللأالي سحرتني يـا ترى من ذا الذي علم الأحداق بالســحر الحلال ورمتني فأصابت مقــــتلي يا سليمى ما لعيــنيك وما لي قد ذكرنا عهدكم من بــعدكم فتعللنا بأنفاس الشمال وانقضى العهد جميلا وانقضت فترة كانت لربات الحـــجال ليت شعري يوم صدت زيـنب ادلالاً كان مـــــنها أم ملال - 3 - أشعار وابوذيات مع أغاني تراثية من سلمي البيات والصبا منها هذه الأبيات الشعرية لمعين الدين المعروف بالخطيب الحصكفي - أشكو إلى الله من نارين واحــدة في وجنتيه وأخرى منه في كبدي ومن سقامين سقم قد احل دمــي من الجفون وسقم حل في جسدي ومن نومين دمعي حين اذكـــره يذيع سري وواش منه بالرصـد ومن ضعيفين هجري حين اذكـره ووده ويراه الناس طوع يــدي مهفهف رق حتى قلت من عجـب أخصره خصري أم جــلده جلدي - 4 - مقام الجمال حجاز وسيكاه / هزام /, مع أغنية يامن لعبت به شمول وقد بدأتها بقصيدة المقام بهذه الكلمات سمراء من قوم عيسى من أباح لها قتل امرئ مسلم قاسى بهـــــــا ولها أردت بيعتها أشكو القتيـــــــــل لها رايتها تضرب الناقوس قلـــــــت لها من علم الخود ضربــــــا بالنــواقيسي ناديتـــــــــها يا مها الله يلهمـك وصلي فكفي النـــــــوى إني متيمك قالت بلا قلت أن الوجـــــــد يعلمك فقلت للنفس أي الــــــضرب يؤلمك ضرب النواقيس أم ضـــــــرب النوى قيسي الأغنية من شعر البهاء زهير يامن لعــــــبت به شمول ما ألطف هذه الشــــــمائل نشوان يهــــــــزه دلال كالغصن مع النســـــيم مائل
******** لا يمكـــــــنه الكلام لكن قد حمـــــــل طرفه رسائل ما ألطف وقتــــــنا واهنا والعـــــــاذل غائب وغافل والورد على الخـــدود غضن والنرجس في العــــيون ذابل والانس كما نحــــب صاف والعـــــيش كما نحب كامل
************ إليكم أعزتي الكرام ترجمة مختصرة عن شخصية كل مشارك في المؤتمر. . حسب التسلسل الأبجدي للحروف. . 1 – الياس كسرواني (لبنان) يحمل دكتوراه دولة في العلوم الموسيقية بامتياز مشّرف جدا من جامعة السوربون , كما يحمل ماجستير في الفلسفة وإجازة في اللاهوت , واضع علم الميوزيميديالوجي(علوم الموسيقى والميديا) 2 – أمين بيهم (لبنان) يحمل دكتوراه في الموسيقى وعلم الموسيقى (الموزيكولوجيا) بامتياز مشرف جدا من جامعة السوربون , له أيضا دبلوم دراسات معمقة في علوم البناء وتقنياته وشهادة الهندسة. . 3 – ايزيس فتح الله (مصر) تحمل دكتوراه الفلسفة في التربية الموسيقية , أصدرت 19 كتابا في الموسيقى العربية. . أستاذة متفرغة في قسم الموسيقى العربية بكلية التربية الموسيقية. . 4 – بيرت بيروتي حنين (لبنان) تحمل دكتوراه الفلسفة في التربية الموسيقية بدرجة امتياز من جامعة الروح القدس – الكسليك بلبنان إلى جانب دبلوم عالي في البيانو. . 5 – جابر عصفور (مصر) يحمل درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة, أمين عام المجلس الأعلى للثقافة, رئيس تحرير مجلة النقد الأدبي, فصول, عضو المجلس القومي للمرأة ومقرر لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس القومي للمرأة.. 6 – حبيب ظاهر العباس (العراق) يحمل ماجستير في الموسيقى من جامعة بغداد, له مؤلفات كثيرة في الموسيقى, مدير عام ديوان وزارة الثقافة العراقية, عضو المجلس التنفيذي في المجمع العربي الموسيقي, رئيس اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى.. 7 – حسين الأعظمي (العراق) يحمل البكلوريوس في العلوم الموسيقية من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد , يحضر حاليا للماجستير في العلوم الموسيقية , دبلوم فن معادل للشهادة العالية من معهد الدراسات النغمية العراقي , له عدة مؤلفات , نال جائزة الماستر بيس العالمية من اليونسكو 2003 , غنى في أكثر من 70 بلدا , اسطوانات مدمجة كثيرة في العالم. .عميد معهد الدراسات الموسيقية في بغداد سابقا. . 8 – رتيبة الحفني (مصر) تحمل أعلى مؤهل في غناء الأوبرا من المدرسة العليا للموسيقى بميونخ , دبلوم تخصص في قيادة الكورال وتعليم غناء الأوبرا من معهد كراينر للغناء بألمانيا , مقرر وأمين عام مؤتمر الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية منذ عام 1992 , رئيسة المجمع العربي للموسيقى , نالت جائزة الدولة التقديرية في مصر. . لها مؤلفات عديدة. . 9 – سعد الله اغا القلعة (سوريا) حاليا وزير السياحة في الجمهورية العربية السورية , دكتوراه في الهندسة , نشر عددا كبيرا من الدراسات في الموسيقى العربية وشارك في مؤتمرات عديدة. . لم يتسنى له الحضور مع الأسف. . 10 – سليمان العسكري (الكويت) يحمل درجة الدكتوراه, رئيس تحرير مجلة العربي في الكويت, عضو في كل من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, له مؤلفات عديدة في التاريخ والحضارة العربية والفكر العربي المعاصر ومشكلات النهضة والتقدم العربي.. 11 - عائشة راتب (مصر) تحمل الدكتوراه في الحقوق , وزيرة الشؤون الاجتماعية المصرية من 1971 حتى 1977 وأضيفت لها وزارة التأمينات الاجتماعية عام 1975 , سفير مصر في كوبنهاكن بالدانيمارك من 1979 حتى 1981 وفي ألمانيا من 1981 حتى 1984. . 12 – عباس سليمان حامد السباعي (السودان) يحمل دكتوراه في علم الفنون من المعهد العالي بالقاهرة , دبلوم المعهد العالي للموسيقى والمسرح في آلة الكونترباص والتأليف بتقدير امتياز , باحث ومؤلف في الموسيقى , عضو لجنة التاريخ في المجمع العربي للموسيقى. . 13 – عبد العزيز بن عبد الجليل (المغرب) دبلوم في الغناء الكلاسيكي الاوبرالي والتكوين الموسيقي, له مؤلفات قيمة عديدة في الموسيقى المغربية والأندلسية والعربية عموما , عضو دائم في الهيئة العلمية للمجمع الموسيقي العربي , رئيس جمعية نهضة الموسيقى الأندلسية بمكناس , نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير أبرزها درع دار الأوبرا المصرية تقديرا لجهوده في مجال البحث العلمي. . 14 – عبد الله مختار السباعي (ليبيا) دكتوراه الفلسفة في علوم الموسيقى العربية من القاهرة وماجستير في التربية الموسيقية من مشيكان الأمريكية , له العديد من البحوث والمؤلفات الموسيقية ,. 15 – عبد الله يتيم (البحرين) دكتوراه الفلسفة في الانثروبولوجيا من جامعة أدنبرة , الوكيل المساعد للمطبوعات والنشر في وزارة الإعلام بالبحرين عضو المجلس العالمي لرعاية الثقافة التابع لمنظمة اليونسكو , له مؤلفات كثيرة في الانثروبولوجيا والاثنوكرافيا. . 16 – عقل بلتاجي (الأردن) عضو مجلس الأعيان الأردني حاليا , شغل منصب وزير السياحة والآثار العامة في أكثر من حكومة في الأردن , نال جوائز التكريم وشهادات التقدير وارفع الأوسمة من الأردن والخارج , إسهاماته مشهود لها في مجال الخدمة العامة , عضو مجالس وطنية عديدة. . 17 – غادة شبير (لبنان) ماجستير في العلوم الموسيقية عام 2000, دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الموسيقية 2005 , دبلوم في الغناء الشرقي بدرجة امتياز 1996 , تحضر الآن للدكتوراه , حائزة على إجازة في العلوم الموسيقية عام1993 , مغنية بارعة. . لها مؤلفات. . 18 – غازي يوسف إبراهيم (العراق) يحمل بكلوريوس في العلوم الموسيقية من جامعة بغداد , دبلوم موسيقى من معهد الدراسات النغمية العراقي , بكلوريوس في الهندسة الزراعية , مدرس وعازف ناي. . 19 – فتحي الخميسي (مصر) دكتوراه فن موسيقي من موسكو , ماجستير في التأليف الموسيقي من موسكو , له مؤلفات عديدة في الموسيقى كتابة ولحنا. . 20 – فكتور سحاب (لبنان) دكتوراه دولة في التاريخ العربي قبل الإسلام , ماجستير في تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة , نائب رئيس المجلس الموسيقي الدولي , له 18 كتابا مؤلفا في تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة , يعد الآن مع شقيقه الياس سحاب موسوعة محمد عبد الوهاب في خمسة مجلدات. . لم يتسنى له الحضور مع الأسف. . 21 – كفاح فاخوري (الأردن) يحمل دكتوراه الفلسفة في التربية الموسيقية , ماجستير في فن التعليم ودبلوم في نفس التخصص , بكلوريوس أولى في التأليف والقيادة الموسيقية , بكلوريوس في الإدارة العامة , مدير المعهد الوطني للموسيقى الأردني – مؤسسة الملك حسين – منذ سنة 1988, أمين عام المجمع العربي الموسيقي منذ سنة1997 , ترأس لدورتين متتاليتين المجلس الدولي للموسيقى الذي يتخذ من اليونسكو في باريس مقرا له , انجازات كثيرة في الإدارة والتأسيس والمؤلفات. . 22 – محمد القرفي (تونس) دكتوراه في تاريخ الموسيقى والعلوم الموسيقية من السوربون , خريج المعهد العالي للموسيقى والمسرح – سكولا كانتوروم - باريس , أستاذ ومؤسس ومؤلف وباحث في علوم الموسيقى. . 23 – محمود قطاط (تونس) دكتوراه في العلوم الموسيقية من جامعة السوربون , باحث في العلوم الموسيقية , المدير المؤسس للمعهد العالي للموسيقى بتونس , أستاذ بالجامعة التونسية , مستشار مركز عمان للموسيقى التقليدية عضو دائم في الهيئة العلمية في المجمع العربي للموسيقى , الممثل الإقليمي للمنظمة العربية في المجلس الدولي – اليونسكو – عضو هيئة التحرير في مشروع الاتحاد الأوربي , مؤلف وباحث ومؤسس وأستاذ , كرم من قبل جهات عليا كثيرة منها الوسام الثقافي من رئاسة الجمهورية التونسية 1992. . 24 – مسعودة محمد القرش (ليبيا) حاصلة على بكلوريوس اقتصاد وعلوم سياسية , دبلوم في العلوم الموسيقية , ملحنة معتمدة , مدرسة في معهد الموسيقى والمسرح , باحثة وعازفة , رئيس وحدة الموسيقى في أمانة الثقافة والإعلام في بنغازي. . 25 – ناصر الأنصاري (مصر) دكتوراه في القانون , دبلوم علوم الشرطة , رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب , وكيل وزارة سابق , له مؤلفات عديدة , حاصل على وسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية. . وغير ذلك من الأوسمة من دول عديدة. . 26 – نبيل شورة (مصر) دكتوراه فلسفة تخصص علوم موسيقية عربية من حلوان , عميد كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان , أمين اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بكليات التربية الموسيقية والكليات المناظرة في مصر , مؤلف وباحث وأستاذ ومعد برامج تلفزيونية ومؤسس ونال اوسكار تكريم من وزير الثقافة في مؤتمر الموسيقى بدار الأوبرا. . 27 – نداء أبو مراد (لبنان) مدير المعهد العالي للموسيقى الجامعة الانطونية في لبنان , أستاذ دكتور في علم الموسيقى , دكتور في الطب , باحث أكاديمي ومؤلف وعازف كمان , له عدة دراسات منشورة يرأس مؤسسة الموسيقى الفصحى العربية , له 14 قرصا مدمجا فيها تجارب عديدة , أستاذ وباحث ومؤلف وعازف كبير. . 28 – الأب يوسف طنوس (لبنان) دكتور في العلوم الموسيقية , دبلوم العالي في العزف على آلة الناي , الإجازة الجامعية في علم اللاهوت , مؤلف موسيقي وباحث في العلوم الموسيقية وأستاذ في جامعة الروح القدس , راهب وكاهن في الرهبانية اللبنانية المارونية , له عدة دراسات. .
الحلقة (4)
في هذه الحلقة أضع أمامكم البحث الذي قدمته إلى المؤتمر مع ملاحظة أنني حذفت بعض الصفحات التي تمثل خطة البحث اختصارا للموضوع.. المقام العراقي في خمس وسبعين عاما (1932 – 2007) بحث مصغر مقدم إلى المنتدى العلمي المعد من قبل المجمع العربي للموسيقى في ذكرى مرور "75" عاما على المؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة 1932 تقدم به الباحث حسين إسماعيل الأعظمي جامعة بغداد / كلية الفـنون الجميلة بغداد 2007 قائمة المحتويات --------------- قائمة المحتويات المقدمة الفصل الأول منهجية البحث والدراسات السابقة مشكلة البحث أهمية البحث والحاجة إليه أهداف البحث حدود البحث منهج البحث تحديد المصطلحات الدراسات السابقة الفصل الثاني المؤتمر وتسجيلات محمد القبانجي الصوتية مغنون مبدعون الفصل الثالث اثر تسجيلات القبانجي المقامية طيلة 75 عاما توثيق التسجيلات الصوتية في الإذاعة العراقية بعد مؤتمر 1932 أهمية النتاجات المسجلة تحول في جماليات التعبير مقارنات جمالية قيم فنية جمالية تحولات جمالية المضامين الأسلوبية بعد عام 1932 من ثمار 75 عاما المقام المصنوع حقبة التجربة قيمة نتاجات المغنين المبدعين الفصل الرابع الاستنتاجات التوصيات المصادر والمراجع ملحق رقم – 1 – ملحق رقم – 2 -
المقــــدمـــة شهد القرن العشرون في العراق ولادة جديدة للموسيقى العراقية عموماً والمقام العراقي خصوصاً , من خلال ظهور الكثير من الانجازات التكنولوجية وتطورها السريع1* , التي ما انفكت تزداد تطوراً سريعاً جداً بمرور الزمن , ولعلَّ أبرز هذه الانجازات ظهور جهاز التسجيل الصوتي الذي أمسى الانعطافة العظيمة في مسار الحياة البشرية على مدى تأريخها. . فقد استطاع الإنسان من خلاله أن يسجل صوته ثم يعيده ليسمعه ويكرر ذلك مرّات ومرّات. .!! وهكذا كان الحظ بالغ السوء لكل المغنين والموسيقيين الذين عاشوا قبل ظهور هذا الابتكار العظيم على مدى التاريخ وذهبت أصواتهم ومخلفاتهم أدراج الرياح..!! وبالمقابل أمست الحياة بعد هذا الانجاز الخطير أوفر حظاً بصورة كبيرة لكل الفنــــانين الذين ظهروا منذ بدايات القــرن العـشرين حتى حاضرنا ومستقبلنا. . ومن هذا التاريخ الحديث ولهذه الأسباب, بدأت مرحلة جديدة فعلاً في تاريخ تطور موسيقانا وغنائنا, بل الحياة برمَّتها, وبطبيعة الحال أمسى التفاعل بين الشعوب أكثر قوة وتأثرا وتأثيرا من خلال تطور أجهزة الإعلام في النشر والتوزيع والاتصال والحفظ.. واختزلت المسافات, واختصر الزمن, بحالة أسرع من أي وقت مضى وبصورة مستمرة متزايدة.. وعليه فقد ظهرت التسجيلات الصوتية لمغنينا وموسيقيينا إلى الوجود وأصبح بالإمكان الاستماع إليها في أي وقت نريده. .!! بصورة موازية , كان الإبداع المقامي قبل القرن العشرين تقريباً , إبداعاً يكاد أن يكون محلياً تماماً , أو هو كذلك بالفعل , حيث كان التفاعل الدرامي 2* منصبا فيما بين المقامات وتفصيلاتها , في الحذف والإضافة والتغيير والتقديم والتأخير بديناميكية 3*هيكلية محددة الأطر والمعالم. . !! وما أن حلَّ القرن العشرون حتى غدت هذه الديناميكية تزداد تفاعلاً درامياً متصلاً ومتواصلاً مع تطور الاتصال بالبلدان حوالينا والشعوب الأخرى , الأمر الذي أدى إلى استيقاظ المقام العراقي من غفوة كانت أشبه بالسبات العميق. .!! ليتفاعل هذه المرة بصورة أكثر وضوحا وتأثيرا مع شعوب المنطقة والشعوب البعيدة الأخرى.. فكان من ثمار هذه الظروف الثقافية والواقعية , ظهور أعظم مطرب في تاريخ غناء المقام العراقي على مدى عصوره هو محمد عبد الرزاق القبانجي الذي احدث انعطافة كبيرة في تاريخ هذا الغناء وأمسى رائداً للإبداعات المـــقامية الحديثة. . التي تجـــاوزت حدود المحلية لأول مرة. .!! إن هذا النوع الفني من التراث الغناسيقي 4*(المقام العراقي) الذي يستثيره بإلحاح الواقع المحيط وانعكاسات البيئة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. .الخ والواقع الذي نحمله داخل أنفسنا , والذي يتنازعه خلق الخيال والتأملات والأحلام , واستقصاء الواقع , وهو لا يكف عن إنتاج أشكال غناسيقية ثابتة وابتكارات أخرى ممكنة , هذا النوع الغناسيقي التراثي – المقام العراقي – هو على صورة المسارات اللحنية التي تدل عليه , أي انه في تطور وتوسع دائمين. . وهكذا أمسى الإبداع المقامي 5* في - حقبة التحول - وواقعها الثقافي مع ظهور محمد القبانجي , واقعاً ملموساً ومنحىً حذا حذوه الكثير من المغنين اللاحقين لأستاذهم القبانجي بعد تسجيلاته المقامية التي سجلها منذ العقد الثالث من القرن العشرين. . ورغم المحاولات الكثيرة من قبل مغنين مقاميين كثيرين في شأن الإبداع والتطوير خلال القرن العشرين , لكننا نستطيع أن نشخص أبرزهم في هذا الشأن , ونقصدُ بهم - الأربعة المبدعون الكبار – 6* حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي , الذين حذوا حذو أستاذهم محمد القبانجي ونحوا منحاه التجديدي الإبداعي. . وفضلا عن ذلك فقد كان ظهور الأربعة الكبار في حقبة مناسبة كما يبدو في ظروفها الثقافية والصناعية , وقد استفادوا هم وغيرهم من بوادر هذه الثورة الفنية الإبداعية في هذه الحقبة التجريبية من انتصاف القرن العشرين التي جاءت بعد مؤتمر عام 1932 , فارتقى عدد التسجيلات المقامية إلى أرقام كبيرة مع تأكيد توثــيقها وأرشفتها 7* سواء من خلال شركات التسجيل الأجنبية أو في دار الإذاعة العراقية. ما هو المقام العراقي. .؟ وما هو جوهره. .!؟ اعتقد أن هذا الموضوع من أعقد مواضيع البحث وأصعبها. . وربما أسهلها في نفس الوقت، لأنه في الحقيقة لا يوجد أي رأي ثابت أو رأي موحَّد يبيّن جوهر هذا الموضوع.. فقد صاحب تعريف المقـام العراقي اجتهاد شخصي، تأثر بمؤثرات متنوعة، لذا رأى البعض أن ( تعريف المقام العراقي ) يعد موضوعاً معقداً وصعباً.. بينما رأى البعض الآخر، انه سهل يسير، لا داعي إلى الإيغال في فلسفة لا يحتملها هذا التراث العريق.. ولسنا هنا في معرض استعراض تفاصيل وتعاريف تبيِّن ما كتب وما تحدث به النقاد والمتخصصون. . بل سنحاول فقط أن نعطي بعض التعاريف لبعض المتخصصين المقاميين في هذا التراث الغنائي. .(هو مجموعة أنغام منسجمة مع بعضها له ابتداء يسمى بالتحرير أو البدوة وانتهاء يسمى التسليم وما بين التحرير أو البدوة والتسليم مجموعة من القطع والأوصال والجلسات والميانات والقرارات يرتلها البارع من المغنين دون الخروج عن ذلك الانسجام المطبوع)8* وهذا تعريف آخر (هو مؤلفة غنائية لها قواعد محدودة لانتقال المغني من نغم إلى آخر ليكون للارتجال الغنائي نصيب فيه) 9* ومن ناحية أخرى تعني شكله ومكوناته وعناصره , فإنه يتكون بصورة عامة من خمسة عناصر أساسية اتفق عليها كل المؤرخين إذ يعتمد عليها كل مقام على حده في بنائه اللحني والموسيقي وهذه العناصر هي. 1- التحـــرير – يقصد بهذه المفردة , البداية أو الاستهلال لغناء احد المقامات , ويأتي هذا الاستهلال غالباً بكلمات أو ألفاظ خارجة عن النص الشعري المغنى مثل امان. . امان.. أو ويلاه. . ويلاه. . الخ , ويعتبر التحرير نموذجاً لحنياً متكاملاً لروحية وتعابير وثيمة 10* المقام المغنى. 2- القـِطَعْ والأوصال – ويقصد بهاتين المفردتين اصطلاحا , بالتنوع السلَّمي أي التحولات السلَّمية أو الأجناس الموسيقية ضمن علاقات لحنية متماسكة والعودة دائما إلى سلَّم المقام المغنى (السلَّم الأساس _ الميلودي) وهذه التحولات أو القطع ذات أشكال ثابتة ومحدده في مساراتها اللحنية في غالب الأحيان. 3- الجلـــسة – وهي النزول إلى الدرجات الموسيقية المنخفضة بأسلوب القرار , ولكن بمسار لحني محدد ذو شكل معين يكاد أن يكون ثابتاً , أي ليس أي نزول أو أي قرار يعني الجلسة بالضرورة , حيث تشير هذه الجلسة للموسيقيين أو توحي للمستمعين أيضا على انه ستأتي طبقات عالية من الغناء أي الجواب أو أكثر من الجواب. . مثل - فعل ورد الفعل – أي لابد من حدوث هذه الجوابات التي تأتي أيضا بمسارات لحنية محددة وبشكل معين ليس أي جواب أيضا. . وتسمى هذه الجوابات بـ - الميانة – وهي العنصر الرابع. 4- الميـــانة – ويأتي غناؤها بطبقة صوتية عالية بعد الجلسة مباشرة ذات شكل ومساالشعري,ين ثابت , على أن هذه الجوابات أو هذه الميانات ليس من الضروري دائما تسبقها جلسة من حيث هي عنصر من عناصر شكل المقام العراقي , فقد تأتي صيحات غنائية عالية لها مقومات الميانة واهم هذه المقومات ثبات هذه الصيحة في المقام المغنى دون الحاجة إلى أن تسبقها جلسة , في حين أن النزول إلى الجلسة في العنصر الثالث يجب أن تتبعها ميانة في كل الأحوال , إضافة إلى أن هناك صيحات عالية من الغناء حرة يستسيغها المغني حسب مزاجه الآني لا علاقة لها بموضوع الميانة خلال غنائه للمقام لأنها لا تمتلك مقومات الميانة. 5- التســليم – وهو نهاية المقام ويأتي غالبا بألفاظ أو كلمات غنائية خارج النص الشعري , شأنه في ذلك شأن ما يحـــدث في العنصر الأول ( التحرير )11 * ومن هذه الناحية يختلف المقام العراقي عن الأغنية المقصودة أو التي نسميها الأغنية الحديثة التي تعكس ثقافة الفرد في المجتمع.. لأنها تجارب محدودة لا تتعدى حدودها الفردية، وفي حيز زمني محدد.. سواء أكان شاعراً للأغنية أو ملحناً أو مؤدياً لها.. فكلهم أفراد معلومون في المجتمع. . في حين أن التراث انعكاس لثقافة المجتمع كله وعلى مدى التاريخ وهو ما تعوِّل عليه كل الدراسات الأكاديمية لمعرفة قيمة تراث هذا البلد أو ذاك.. فمهما كانت قيمة الفرد الثقافية فإنها تبقى ضمن حدودها التأثيرية الفردية ويبقى المجتمع صاحب كلمة الحسم في أيه دراسة بحثية أكاديمية. هكذا كانت فكرة هذا البحث , لإلقاء الضوء على الناحية الإبداعية في غناء المقام العراقي خلال 75 عاما المحددة بين المؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة عام 1932 حتى عامنا هذا 2007 التي كان رائدها ومثيرها الأول محمد القبانجي ومن بعده المغنون الآخرون وأبرزهم الأربعة الكبار. .
هوامش المقدمة 1* التطور. . evolution نمو بطيء متدرج يؤدي إلى تحولات منظمة ومتلاحقة تمر بمراحل مختلفة ترتبط فيها كل مرحلة لاحقة بالمرحلة السابقة كتطور الفنون والأفكار والأخلاق والعادات. . 2* الدراما. . الصراع والتفاعل بين ضدين , يلد فعل ورد فعل. . 3* الديناميكية. . نعني بذلك الحركة الفنية المستمرة المتصلة المتنوعة في دائرة العمل الفني الموحد. . 4* الغناسيقى. . مختصر لكلمتي الغناء والموسيقى. . 5* الإبداع. . ابتكار أو استحداث شيء جديد يرضي جماعة ما , بحيث يختلف نوعيا عن الأشكال السائدة والتكيف للموقف المتغير. . 6* الأربعة الكبار. . للباحث كتاب مخطوط موسوم بـ الأربعة الكبار في المقام العرقي يتضمن دراسة مفصلة عن ابرز أربعة مغنين مقاميين إبداعيين بعد محمد القبانجي وهم حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي. . 7* الأرشفة والتوثيق. . قبل ظهور جهاز التسجيل الصوتي أواخر القرن التاسع عشر وتطوره باستمرار , كانت الأعمال الغناسيقية تؤدى وتنتج دون تسجيل لها أو توثيق صوتي يحفظها , سوى ما كان يمكن تدوينه بالنوتة والكتابة الموسيقية , وهكذا ذهبت الكثير من الجهود العظيمة في الغناء والعزف الموسيقي أدراج الرياح , وعليه منذ هذا التاريخ جهود الحفظ والأرشفة تنتظم وتبرمج بمناهج مكتبية علمية , حتى بدأ تداول مصطلح التوثيق أو الأرشفة منذ بداية القرن العشرين. . 8* الرجب, الحاج هاشم محمد , ط2, بغداد , 1983 , ص64 9* إبراهيم , شعوبي , دليل الأنغام لطلاب المقام , وزارة الثقافة والإعلام , ط1985 ,ص7 10* الثيمة. . توضيح فكرة الموضوع الرئيسي. . 11* انظر كتاب – المقام العراقي – للحاج هاشم الرجب في طبعته الأولى 1961 و الثانية 1983 ببغداد. . وكذلك كتاب – دليل الأنغام لطلاب المقام – تأليف شعوبي إبراهيم خليل في طبعته الأولى ببغداد 1982. . أيضا انظر كتاب – الآلات الموسيقية المرافقة للمقام العراقي – للدكتور صبحي أنور رشيد في طبعته الأولى ببغداد 1989.. كذلك كتابي الباحث – المقام العراقي إلى أين ؟ في طبعته الأولى ببيروت 2001 ص 124. ., وكتاب المقام العراقي بأصوات النساء في طبعته الأولى بيروت 2005 وكتب أخرى متخصصة. .
|