المقاله تحت باب محور النقد في
23/11/2008 06:00 AM GMT
( ايضا ..اشبه بشهادة عند معرض بابل الحقيقة والأسطورة ) العنوان هو تدمير حضارة .. ذلك لايحتمل اية مواربة .. او خداع .. فقد وثقت الذاكرة ، مثل الفوتوغراف ، كل تفصيل للنار وهي تلتهم الأثر .. واليد الآثمة وهي تسرق الأرث .. والقوة الغاشمة وهي في الصراع الأعمى مع الوعي الرافديني القديم .. * كان ينبغي لسيناريو الأنتصار ان يكتمل بأعادة افتتاح المتحف العراقي 2003 .. المهم ان تكون هناك فعالية منقولة مباشرة الى واشنطن .. حشود من الجند وطوابير من الدبابات تحرس طقس الأنتصار المصنوع من الأمصال والدماء .. والفضائح .. ومن سرقة التاريخ .. جنود امريكيون تحت نصب الحرية .. جنود يعرضون قطع مهمة من آثارنا .. جندي مدجج في مكتبة المتحف العراقي يتصفح ارشيف المتحف العريق.. الموكب الرسمي مستمر في سيارات سوداء مصفحة تتقدمها سيارة العميد كاسل الخبير العسكري بشؤون ثقافة العراق .. وقد بدأ ت المسيرة من مكتب جنرالات الثقافة في قصر الحارثية ..
كان المعمار جعفر علاوي الذي صمم مبنى المتحف العراقي غاضبا ويحس بالحزن العميق على شكل المأساة التي رسمت جرحا على صورته فوق جدار بعيد وكان بريمر رئيس سلطة الأحتلال ، يوم 3 تموز / يوليو عام 2003 ، يمشي رفقة بيترو كردوني .. المسؤول عن الثقافة العراقية لدى سلطة الأحتلال في اروقة المتحف وسط جند مدججين . وجه بريمر مبهور ينعكس على الزجاج في القاعة الكبيرة حيث يتأمل بذهول ماتبقى من كنز نمرود .. ثمة 616 قطعة ذهبية نادرة كانت اكتشفت في موقع نمرود عام 1980.. ماتبقى وضع هنا كأكسسوارات لدراما النصرالأمريكي على حضارة وادي الرافدين .. لتواجه فضيحة السرقة الفاجعة التي تمت يومي العاشر والحادي عشر من نيسان ، على مرآى من قوات الأحتلال .. واستمر النهب حتى يوم الرابع عشر من نيسان 2000 استدراك : - ماتبقى من كنز نمرود تم بيعه عبر وسطاء كثيرين بمعرفة كبار المسؤولين في حكومة الأحتلال - د. دوني جورج مدير البحوث – ومدير عام الآثار فيما بعد .. يعرض قطعا معادة ويحكي كيف كانت دول وجهات واشخاص معروفون عالميا ينتظرون لحظة الأحتلال ليحملوا آثار العراق بعيدا .. ويشير هنا الى اختفاء رقم توراتية .. - الجندي الأمريكي تروي ميريل يعرض قطعة من آثار عراقية خلعها الجند عندما نزلوا مع جي غارنر على ارض سومر.. * تستمر طقوس النصر في المتحف العراقي .. سلطة الأحتلال تبلغ لجنة اليونسكو برئاسة الفرنسي جان ماري ارنولت عدم امكانية بقائهم للتحقيق بشأن نهب الآثار والكتب والأرشيف العراقي ..كما تبلغوا بأنه لايسمح لهم بألأستمرار في دراسة تدمير الحضارة العراقية في نفس الوقت يكتب فرناندو باييز مدير المكتبة الوطنية الفنزويلية .. وخبير اليونسكو المنتدب بخط واضح في دفتر
يومياته عنوان كتابه : ( تاريخ حرق الكتب في العالم من مكتبة سومر الى مكتبة بغداد ) .. سيصدر الكتاب بعدة لغات فيما بعد .. وتمنعه الأدارة الأمريكية من دخول الولايات المتحدة لتقديم نسخته الأنكليزية الصادرة عن دار امازون .. في آب 2008 بيترو كردوني يميل على مترجمه ال1ي يتكلم العربية .. ويلقي نكته مصرية تعلمها من خلال خدمته سفيرا لبلاده في مصر .. يترجمها لبريمر .. وتضج ضحكته داخل القاعة الآشورية .. يحاول كردوني ان يخفف من الضجة بألأنتباه الى الرليفات القديمة .. والوقوف عندها مع مسؤول سلطة الأحتلال.. الوجوه العراقية تحتقن .. والعيون ترصد الجريمة بغضب ..
في المشهد مجموعة جنود من فرقة المشاة الخامسة تلتقط صورة عند مدرج الأحتفالات في بابل القديمة .. وهي تسلم الموقع الى القوة البولندية الحليفة.. ثمة صور لكتابات خرقاء لجنود امريكان وهم يتبولون .. عند حيطان بابل ويكتبون .. اسماء فتيات .. وعبارات فاضحة .. فيما يتحطم خزف لحضارة البابلية تحت سرفة الدبابات والعجلات العسكرية .. انه فعل مصمم للثأر .. وللتبخيس المرسوم لحضارة الأنسانية جميعا في بلاد مابين النهرين .. في الأخبار ان نقاط التفتيش العسكرية تعرقل رحيل لجنة اليونسكو .. كانت سلطة الأحتلال خائفة من الصور والتقارير التي كانت تخفيها اللجن .. وقد ظهرت فيما بعد وهي ترسم جريمة تدمير حضارة ميسوبتيميا .. * د. دوني جورج يواصل وهو يحكي اختفاء 4000 قطعة مهمة من متحف البصرة .. المتحف سرق بأجمعه .. متحف الموصل متحف كركوك .. مكتبات آثارية مهمة .. اختفاء 13864 قطعة مهمة جدا من المتحف العراقي 4792 ختم اسطواني 5542 قطعة صغيرة ثمينة جدا .. عشتار ..موناليزا الوركاء .. العراقية .. الأناء النذري .. القيثارة .. آلاف من قطع مجهولة غير مسجلة .. آثار مجهولة لم تكتشف .. حملها لصوص متخصصون .. وعسكريون ( في احدى يومياته يكتب ديموثي فرانك : ان الكثير من زملاء الخدمة العسكرية ممن عادو الى امريكا بعد خدمتهم في العراق .. قد بدت عليهم اثار الغنى المفاجىء ) * عصابات تحترف الحفر في مواقع الآثار في كل موقع يسرقون كل شيء ويحطمون كل شيء.. دول راهنت على ابادة حضارة الرافدين .. ودول اقامت متاحف خاصة من مسروقات الحضارة العراقية .. اغنياء وامراء وهواة .. يجمعون مئات القطع الأثرية ويخفونها في ادراجهم .. ينهي مسؤول سلطة الأحتلال دوره في لحظة تأكيد النصر في المتحف العراقي المنهوب .. ينسحب من خلفه جمهرة من مجموعاتلاجاؤوا مع الجيش المحتل لايعرفها العراقيون .. كانوا قد ابتهجو لتخريب الحضارة القديمة .. لأنهم سيعتنون كما حكى مسؤولوا المتحف الهاربون كيف جاء هؤلاء بصفات رسمية وطلبوا تغييرالتواريخ .. والمعلومات على الأثار والأبواب .. وقاعات المراحل الأسلامية !! في المتحف العراقي .. * الدبابة ابرامز تقف محشورة في بوابة المتحف .. بين جداريتين عراقيتين .. فيما تطل في اعلى المدخل .. اطلاقتها التي اعطت اشارة البدء بسرقة وتدمير ارث حضارة وادي الرافدين المستمرة دون توقف .
|