عالية الوهاب : اللحظة اللونية تستعيد لغزها

المقاله تحت باب  محور النقد
في 
15/01/2009 06:00 AM
GMT




 وكأنها تنتج نفي رسمها وتُغامرفي  الأشتغال على  انجاز لوحات لها روح شيء  يشبهها.
ربما هو حلمها الرافديني الأثير  ؛  ربما تجربة السنوات التي تشي بثرائها ..

 وربما يوميات الزمن الذي يجترح صورته المفاجئة  في  دورته اللانهائية .. 

 شغلها ، مناخ زاخر بين  تعدد الأساليب ،و التجارب ، وقناديل ذكرى لخبرات مع اسماعيل الشيخلي وخالد الجادر وهما في ابديتهما  ،  لمسة عالية الوهاب هذه انما تكريس ذاكرة وانجاز فني هو نمط من مشروع قائم وكأنه لايقبل اي تأويل  .. لكنه مليء بحق   .

عالمها يصغي الى صوت غامض  وهو يروي  بأتجهات شتى  لكنه.. يسرد نمطا من التكوين  اللوني  هو التئام جروح ،  وتلاقي حميم  بين عناصر روح لينة في اسئلتها الفلسفية .

وعالية الوهاب ، رغم كل تضاد حي  يغير صورة الثابت  في واقع بقيت تعترض عليه ، الاّ انها رسامة  عراقية تفي مميزات انتمائها الى ذلك الخط النادر من الرسامات العراقيات المجددات .. انها ترمي الى تكريس تحولاتها .. نظرتها وموقفها الكوني يوم يصير للرسام  مكانا مستحيلا  بلا حدود ..   حين تبتعد البلاد وتنآى .
 
 
دراستها الأكاديمية والفنية متداخلة ، علوم الأقتصاد والتشكيل ، وكأنهما قطبا حياة ..
الفن على يد الرائد اسماعيل الشيخلي .. رفقة عرض ثنائي نادر وتأريخي  مع خالد الجادر ،  وهما  اسمان مؤسسان في حركة التشكيل العراقي.. وفي تنشئة اجيال من الرسامين والرسامات من خلال مراسم فروع جامعة بغداد .
 دراسات عالية الوهاب  للأقتصاد في  جامعة بغداد  وكوينز ميري  لعلوم الأقتصاد ، واضافات معرفية دراسية في  الفن في معهد ستانهوب للدراسات الفنية  بلندن وجامعة البا لدراسة الفن المعاصر بلبنان ، هما اطاران لتجربة انسانية يمكن ان نقرأ من خلالها الأصرار على الأشتغال على مشروعها بخصوصية  نادره .

 
 تثبت عالية الوهاب حرفتها العميقة  في اعمال التجريد التي انجزتها ، كما تؤكد انها تجتاز كشوفاتها يوما اثر يوم -  من الواقعية الى التعبيريه  ، كلما اتسعت  رؤيتها  ..وصارت اكثر استبصارا في الحياة والثقافة والفن ..

 سطوة الوانها نتاج لأسلوب انجز ملامحه ، لقد تجاوزت تلك الخواص الأولى في الرسم  لتجد في التجريد لغة اكثر ايصالا لرموزها . لامكان للحزن والعدم انما تجارب متنوعة للتكوين  على سطوح تطلق افضية صارخة و معادلات لأشكال  تفتقد نهاياتها ، وكأنها اطلاق لانهائي للحرية  ثمة مخالب للريشة  وكأنها  تحول الشجر المكتظ والبحر النافر ، غابات لونية تبحث عن منفذ في وعينا .. وهي ترسم رموزا .. وايقونات لمكان آخر غير مرسمها .
 

 لا قتامة هنا في لوحات عالية الوهاب لكن ثمة عمق لوني يجبرنا على النظر في فسحة الذهن الذي انجز كل هذا . لاعناوين للتجارب ولاتعريف مسهب بل تكثيف يتداخل فيه الشكل مع دلالته . تصير اللوحة كتلة مفردة .. وهذا التلاقي بين طرفي  الشكل والدلالة .. هما نمط من الأبتعاد او التلاشي البصري لنكون شهودا .. هكذا ترسم نفي نصها التشكيلي .. يصير الفضاء محددا وحسيا .. وتصير الطبيعة ..  بعدا ميتافيزيقيا ..ذلك السطح المنهك بالتفصيل المدغم هو  تجريد للوصف من مباشرته وادغام لتراتبية التكوين من الخلق الى الفناء .
*
برغم  طبيعتها الراسخة ، ورومنتيكيتها ، لكن عاليه الوهاب تقتلع اشكالها من انتمائها الفطري الى وجهة غير مكتشفة ، ثمة تلغيز في محاولة الأخفاء هذه وكأن اللوحة لاتريد ان تعلن حدّتها بل تحقق تفجرا داخليا  دافقا دون توقف .
*
 الخزين البصري ، والذكريات ،  وخبرة الحياة المتنوعة عبر هجرات واقامات ولوعة البلاد في حقائبها في الرحيل الدائم ..  تحول لحظة الرسم الى  مقاربة الشجن الذي تنطوي علية  ذاتها عند حدود الوقت الصعب . وهي خلال 2002- 2007 تبدو اكثر اتصالا ونتاجا .
 معارضها الشخصية او المشتركة ومساهماتها في عواصم مختلفة عربية واوربية ،  تفصح عن توهجات زمنية لنتاجها .. هي  تجارب تكثف سيرة حياة  ومزاج .. ورؤية فنية  خاصة تميز تجربة  عالية الوهاب الخاصة دائما ..