المقاله تحت باب محور النقد في
10/03/2009 06:00 AM GMT
تائه في بحثه ومحني على فطرته .. دؤوب دون توقف في ثلاثية غريبة .. وواقعية ايضا ، كان السومري العراقي القديم يؤرخ حياته من خلال الماء والتراب والشمس.. وكانت مفرداته التي يؤسسها من ثلاثيته هذه لاتكتفي بكتلة الملاذ .. المنزل ، بل انه يوثق رموزه وطقوس ديانته ويقيم تماثيل آلهته التي ستحميه يوما امام مفاجآت الزمان . ويكرر ثامر داوود الرسام العراقي ..عند اطراف عالمه الجديد ذلك النزوع القديم لفنان بلاده – فيه - وهو يعلن اليوم الأكتفاء بثلاثيته هو ؛ ألوانه ورؤيته واضواء روحه . انه مخلوق رمزي يشتغل على سطوح حرة تتيح له استحضار اكبر قدر ممكن من ادوات الأرث المستعاد بصيغة الحاضر .. في تواصل حميم مع فنانه الحميم . هذا الفنان مثل طائر مغامر ، يبتكر خواص لوحاته من مزاج حر يمسك بيده وهي تؤسس فضاء اللوحة . لايكف عن متاهة اغترابه حين يفتت اشكالا ليستخرج معناه المفتوح لينقض المعنى ، حيث تأخذ اللوحة ابعادا خارج ابعادها الواقعية ، وكلما منحته خامة اللوحة فسحة اخرى امتدت ا سئلته البصرية والوانه في حرية لانهائية . وثامر داوود – 1966 رسام يقصي كل معرفة .. لأن التشكيل بالنسبة اليه معرفة جديدة ، لأنسان يتعرف لأول مرة على الأشكال والأبعاد .. ويشاكس كيمياء الوانه بأصابعه مثل طفولة مهدده لاتقف عند حد ليتأكد ان قزح الوانه يحرر حدود الأفق المطلق .. لوحاته جزر غريبه حيث تشق فجرها المعتم بلون قلبه الأبيض. تضاداته انسجام مع ديناميته وهو يؤسس سلالة اسلوبه .. حاملا نبؤاته وهو يخفي تفاصيل بصرية وكأنه يؤكد لاهوية للفن دون ان يكرس الرسام فعلته اللونية .. خارج كل معنى . المعنى المسبق لديه موت فعلي لكل احتمال .. انه يرفض النهائي والحتمي لذلك يشتغل ثامر داوود على لوحة مفتوحة .. ومعنى منفي .. وتضاد لايتوقف.وبهذه الطريقة تغادر لوحاته تواريخها لتنتسب الى زمنها الخاص .
|