المقاله تحت باب محور النقد في
24/03/2009 06:00 AM GMT
يربكنا شنيار سلمان كلما ابتكر ملمحا لمشروعه الفني..
وهو الخزاف الذي انشغل بتحليل خامته مثل كيميائي يكتشف خواص تربة بلاده .
هذا الرافديني الشغوف بالحديث عن التربة العراقية اكثر من همه الحديث عن فنه ..
اهرق الكثير من الوقت الفني الثمين للوصول الى نتائج جدليته .. و ليتواصل مع خواص طينته من مصادرها المكانية المتعددة بعد بلوغ نتائج متنوعه واكيده ؛ تفاعلها مع اللون ، تناسب درجات الحرارة او تفاوتها ، تناغمها مع تزجيجات والوان تجريبيه ، وهكذا هو ماض يقارب النحت والخزف ، في مزيّة خاصة اوصلتها اعماله النادرة التي اشتغلها خلال اكثر من ثلاثة عقود . شنيار عبد الله يعلّق على الماضي بوعي مميزات الحرفة ، كما يتجاوزها حين ينحت مشاريعه ويجهد حتى تشي بفكرتها الفنية . من بغداد الى تونس هناك حيث يؤاخي بين خبرات رافدينية دؤؤبه كان حملها عبر تجربته واكتشاف لامكانات محلية عرفتها الحرفة في تونس ، وهو يؤدي مهمته تدريسيا او باحثا .. ومبدعا لخزف يحمل رموزه وجدّته .. واختلافه . وقد انجز اعماله الجديدة التي نعرض بعضها منذ وقت .. معتقدا ان الوقت لم يفت لأقامة معرض جديد يعرض فيه تعليقات على حركة الخزف من خلال نماذجه . لقد كان يمكن ان يعرض خزفه في ستوكهولم .. وتونس لكنه يرجيء معرضه لأختيار وقت آخر . اعماله الجديدة تركّب وعي الزمن لتردم فجوات فيه بأعتبار ان الوعي هو في تكريس لبرهان جديد .. ومعنى للعمل الفني في حضوره ، بالتكرار .. والبحث.. والتجريب الحر دائما . * شنيار عبد الله - 1954 يدحض اية فكرة عن محدودية الخزف في تكريس حداثة هذا الفن . انه يرى ان اندثارات تاريخية ضخمة رافقته ( وظيفيا وجماليا ) في دورته التاريخية ، وهو يفعل ذلك عبر دراسة متأمّله وتشخيصية .. لذلك تأتي اعماله ، لتبدد تلك القطيعة في وعي جدلية فن الخزف : غربته والتقاؤه .. في حضور المشروعات الفنية التي تحمل كل عمق البحث .. والفهم .. الثقافي والأنجاز التاريخي . انه يرى ان فخاريات الأمس هي علامات للتذكر ، ولكن منجزات الخزف الجديدة هي تجارب واعية حين تستنطق الخفايا والرموز ، تأكيدا ان فن الخزف متحرك وليس ساكنا . في تجاربه الجديدة منذ معرضه في غاليري الأورفلي 2007 في عمان وهو يجري تفكيكا حيا للكتله من خلال عرض انبعاثات دلالية عميقة عبر هيئة العمل ذاته . انه يشفر نظامه الفني ، وكأن قطعته الفنية لوحدها تدوين يتجاوز قشرة الوعي الى دواخل ملغّزة .. ومحتمله ازاء اي افتراض . معارضه شبكة علاقات معرفية .. ومنجز لتحويلات في الوعي الفني لمهمة الخزف الفنيه ... وحيث مايزال العقل العربي يستفهم عن مهمات الخزاف التي ينفذها شنيار عبد الله وجيل من الخزافين المجددين .. وحيث مايزال البعض من المتلقين يطرح اسئلة تعيد سذاجة هذا العقل المولع بالتكرار والنكوص الثقافي امام وعي الحداثة واشكالاتها .. تقوم اعمال شنيار عبد الله بمهمة مغايرة للبنى الثابته وتأكيد لتاسيسات اشتغل عليها عبر دراسات وتجارب ومعارض كثيرة لتكريس منجزه الذي يعلي اداء فن الخزف وموحياته وانبعاثاته . كان الفنان شنيار عبد الله قد اهتم منذ وقت بمتابعة رغبته في تأكيد المتغيرالفني الحديث ، وكثير من الشهادات تشير الى تجاربه في ديالى وبغداد واماكن اخرى .. اهتمامه بتأكيد النفي لكل قائم . علاقاته بمجايليه ، بطلاّبه ، بمجمل الحركة التشكيلية , تجاربه في المؤسسة التدريسية في العراق وتونس الآن .. انه يتابع تلك التناقضات ليعرض جدليتها في اعماله الخزفيه .. معارفه هذه وهي تجاور اسئلة الحضور الفني ..توصل نتائج معرفية غاية في الأهمية في معيار الدراسة .. ومعايير النقد . انه فنان النوع الحي لأبتكار خواصّه وهي تروي عبر كتلة الخزف .. وموحياتها العميقة .
|