ستار كاووش :ايروسية التأويل ..حرّية تشويش المعنى

المقاله تحت باب  محور النقد
في 
27/07/2009 06:00 AM
GMT



في منطقة اشتغاله مذ كان هناك وهو  يتمتم كلاما في التعبيريه طوال الأيام ..
كانت التعبيريه اكتشافه المعرفي لذاته ولأنشغالاته

هل كان يفكربنولده وكرشنر و روّاد التعبيرية الألمانية وتاريخها الممتد ؟.. كان كلامه الغازا وعبارات مجتزأه من حوارات ساخنه ممتده مع رسامين شباب تشغلهم الأسئلة التشكيليه  ..  مثلما كانت تشغلهم اسئلة الوجود  الرافديني الصعب في ظل الحروب والمجهول العاصف  يومذاك !!
*
 في نهج تعبيري وجمالي كان بحثه المتواصل لبنية اخرى مجهوله  و كان يبتكر المكان ، وهو يطوف شوارع المساءات  البغداديه الكئيبه تحت سطوة الحرب في المدينة  التي تخفي  التباساتها واسرارها وكأنها ترسم طريق الرحيل بعيدا .. ليختار طريقه خارج  المدينه التي اوحت اليه  ان يجاري ولعه الجمالي  في انساق حضوره وغيابه المرسوم .. خارج منظومات انشغاله التشكيلي
ليقرر الرحيل الى  مدن الغرب وفضاءاته حاملا رؤيا شرقي مجنون .
*
كان ستار كاووش - 1963 كمن يكتشف تفاصيل ايامنا في منزل  الجحيم حين يرسم .. مشخصا عالما لامرئيا يبتكر الرسام اسراره وهو في شرقيّة النزوع  موظفا اقدارنا واسرار شهواتنا ..
 ، وحين كان يرتجل اماسيه رفقة الشعراء والعشاق والمجانين الببغادده ؛ يمنح  لوحاته  حريّة كشف انعكاسات ولعنا الغائب  و كآباتنا واحزان ايامنا  مثل مبتكر لأرواحنا وهي تتغير على سطح لوحته ..
 يرانا في غفلة المواعيد نذوي مع امرأة عاشقه..

 في تلوّن الطبيعة الجرداء للمكان المسروق في غفلة العسس وجنود الأنضباط العسكري ..
وصغار الكتبه ابناء الشك القسري   ..

 امرأة خائفه بين يدي عاشق مجنون  لكنها تلوّن الخلوه الأيروسيّه   بذهب وتركواز مثل منمنم  ضد السحر والشيطان و القدر الشرقي المر.. انه توظيف الرسام  لكل محرم من حواس الجسد وخباياه وجنونه..
*
 تحت  وهج اللذه والكشف يختصر ستار كاووش بلاغاته الشرقيه في التعبير  مانحا  استعارته لأيماءة  اجساد نسائه  ثراء السطح التصويري .. انه يحمّل اللوحة ثقل الكشف وكأنه يختصر مخياله  ويكثفه   ضد عبث  الواقع  بأساطير الشرق لتحويلها الى وقائع تتطابق مع خيال فقير ..انه  في مدن الغرب  يمضي الى  المقهى المكتض يقتبس اثر الدخان كمن يعلّق غيمه بمسمار.. شخوصه  صدى لمجموعات – من الماضي والحاضر -  توسوس في شهوة اللون وهو يرسم منذ زمن بحريّة ترتجل خواصها وتنقّّي صفات الرسم  التعبيري برؤيا شرقي ّ.. كمن يهدم طوال الوقت بجمالية  حجارة عتيقة توحي بحركتها التصويريه ، مختصرا كل اهتمام  بالحضور الأيروتيكي للشخصيات من خلال عري جاحد لكل حرير ا وحلم  و يخفي  نشوات خلف اثاث المشهد وتفصيلاته  في انسيابية خطوط لاتن تختصر الأشاره وتكثف الحركه  الأيروسيه والمتخيل العابر على سطوح تتبادل اوهاما ..ومساحات لكسر كل عادة بصريه ثابته ..
*
العري عند كاووش ليس بغية  تكريس ايروسية الدلاله عند شخوصه المرسومه انه يوسع الأحساس عبر دلالات داخليه تكشفها ايماءات اللوحه في حركة الأشخاص واثاث المكان ..والوانه . حيث ترتكز بيئة اللوحة على هوس لوني يروي بسحرية التحويل والمزج والمتخيل من اجواء اللوحه ..ان تشخيصاته ليس غير تحميل اللوان احالات ودلالات .. اشتقاقاته اللونيه تكريس بصري للمتخيل والمشخص في آن وهو يقدم مشروعه الجديد لمشاهد تكرست عاداته البصريه لعقود طويله .
*
حمل ستار كاووش طرزه الشرقيه الى غرب بعيد وهي طرز محمله بكل خواص الشرق واجتزأ رغبة الرسام لكسرها وبعثرتها نحو كشف بصري آخر.. و هو يقدم عمله الجديد عبر  بناء تعبيرى لم يكن واقع المدن المعتمة تلك ليحتمل جنون اطلاقه .. انه هنا يحرك بنية  لوحاته  ، مكترثا بدلالة تكويناته وملحقاتها واحالاتها .. مضمنا رموزا ودلالات في اكثر اشكال الأختصار تقنية ، وقد تغيرت كثيرا سيرته التكنيكيه ..اكثر رهافة ..اعمق درسا  لكيمياء اللون .. واقرب الى روح المكان ووسائله  ولونه واضاءته  .. وكأنّ مغزاه  هنا ان يبتكر شرقه – الغربي ..  شرقه المفقود..