المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
16/10/2009 06:00 AM GMT
1 - عروبة المصطلحات الموسيقية
2 - جهود د.صبحي انور رشيد
3 - استمرار وجود المصطلحات الاعجمية
4 - بحوث عبد العزيز عبد الجليل
5 - بحوث الحاج الرجب
(1)
عروبة المصطلحات الموسيقية
من جانب آخر تجدر الإشارة إليه ، خاصة ونحن نتحدث عن التأثيرات المختلفة التي اجتاحت عصور الفترة المظلمة ، وهي أعمق التأثيرات التي وردت في حياة العراقيين مع جيرانهم من البلدان على مدى تاريخهم ، فقد غزت المصطلحات الأعجمية الغناسيقية كل موسيقانا بحيث استبدلت الأسماء الموسيقية العربية بكثير من الأسماء الموسيقية الفارسية والتركية ، وإنتشار ذلك الى كل أقطار الوطن العربي وشيوع هذه المصطلحات ، الأمر الذي أتاح فرصة سانحة لبعض الأقلام الشعوبية في إشاعة ، أن أصل الموسيقى العربية فارسي أو تركي أو أعجمي بصورة عامة ..!! وبالمقابل كانت هناك أقلام عربية أصيلة جابهت هذه الكتابات التي تريد النيل من التاريخ العربي وحقائقه ، ولكننا مازلنا وفي كل أرجاء الوطن العربي تستعمل هذه المصطلحات الموسيقية الأعجمية الى يوم الناس هذا بالرغم من إقامة المؤتمرات العربية الموسيقية في الكثير من البلدان العربية في القرن العشرين وأولها مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة 1932 الذي عمل بدون تقصد منه ولا وعي من اولي الشأن وذوي الإختصاص ، على تثبيت هذه الشعوبية وعدم محاولته الرجوع الى المصطلحات الموسيقية العربية الأصلية ... وفي هذا الشأن ينتقد العلامة الآثاري الموسيقي د. صبحي أنور رشيد ، في عدد من كتبه ومنها كتابه الصادر في دمشق ( مدخل الى تاريخ الغناء العربي ) الصادر في طبعته الأولى عام 2000 عندما يتحدث بفصل كامل عن السلم الموسيقي العربي ص66 حيث يطرح تساؤلات عديدة بشأنه منها
1 - متى ظهرت لأول مرة المصطلحات الفارسية في السلم الموسيقي العربي ؟
2 - من أدخل هذه المصطلحات في سلمنا ؟
3 - هل استعمل العرب القدامى مصطلحات أخرى في سلمهم الموسيقي وما هي هذه
المصطلحات ومتى كان ذلك ؟
4 - هل اقتبس العرب المصطلحات الفارسية أم أنها قد فرضت عليهم ، ومن فرضها ،
ومتى كان ذلك ؟
5 - كيف وصلت هذه المصطلحات الفارسية إلى وقتنا الحاضر واستمر العرب على استعمالها حتى يومنا هذا ؟
(2)
جهود د.صبحي انور رشيد
ويمضي د . صبحي أنور رشيد وهو يحاول الإجابة عن هذه الأسئلة إذ يقول في ص67
[[ لم يتعرض التراث الموسيقي لأية أمة كانت إلى حملة من الطعن والكذب والتلفيق والتشويه مثلما تعرض له التراث العربي الموسيقي ، فقد صورت الكثير من الكتب حتى بعض الكتب العربية منها ، على أن الموسيقى العربية وكأنها فارسية أو تركية أعجمية ، ونسبت كل ما يتعلق بقواعد ونظريات الموسيقى من سلم موسيقي وإيقاع وآلات وألحان وغناء إلى الفرس والاتراك بالدرجة الأولى ثم إلى الإغريق أو غيرها ، قصداً بالموضوع أم بغير قصد ومعرفة ، ومن أبرز هؤلاء الكتاب اللبناني سليم الحلو ، ومن خلال بحثي المستمر عن الحقائق والأدلة العلمية توصلت إلى المخطوطات الموسيقية لكل من (الكندي المتوفى عام 874 م والفارابي المتوفى عام 950 م والخوارزمي المتوفى عام 997 م وابن سينا المتوفى عام 1037 م وابن زيلة المتوفى عام 1048 م والأرموي المتوفى عام 1294 م واللاذقي المتوفى عام 1494م حيث لم يرد فيها إطلاقاً ولا كلمة واحدة فارسية او تركية للسلم الموسيقي العربي .. ومعنى هذا أن علماء الموسيقى العرب وغير العرب من العصر العباسي والفترة المظلمة لم يستعملوا المصطلحات الاعجمية في السلم الموسيقي العربي) , أما المصطلحات الخاصة بالسلم الموسيقي العربي التي يستعملها العرب في موسيقاهم منذ أقدم العصور، عربية أصـيلة صميمة ، وأن أقدم مخطوطة موسـيقية أوردت المصـطلحات العربية هي ( رسالة في خبر صناعة التأليف ) لفيلسوف العرب الكندي ، كما ونجد تلك المصطلحات في كتاب ( الموسيقى الكبير ) للفارابي وفي ( مفاتيح العلوم ) للخوارزمي و( الرسالة الفتحية في الموسيقى ) لمـــــــحمد بن عبد الحميد اللاذقي 00000]]
في هذه المخطوطات الموسيقية المذكورة وردت المصطلحات العربية لأصوات السلم الموسيقى العربي بالترتيب المتسلسل التالي في كتاب د. صبحي أنور رشيد.
1 - ثقيلة المفروضات
2 - ثقيلة الرئيسات
3 - رابطة الرئيسات
4 - حادة الرئيسات
5 - ثقيلة الأوساط
6 - واسطة الأوساط
7 - حادة الأوساط
8 - الوسطى
9 - فاصلة الوسطى
10 - ثقيلة المنفصلات
11 - واسطة المنفصلات
12 - حادة المنفصلات
13 - ثقيلة الحادات
14 - واسطة الحادات
15 - حادة الحادات
هذا وتذكر أقدم المصادر التي تورد أول ظهور للمصطلحات الفارسية والتركية في السلم الموسيقى العربي التي يستعملها عرب اليوم مثل ( الرست - الدوكاه- السيكاه - الجهاركاه - النوى -الحسيني - الأوج - الكردان ) وغيرها الكثير ، في مخطوطة ( درة التاج ) لقطب الدين الشيرازي المولود في شيراز سنة 1236 م والمتوفى في تبريز عام 1310 م أي في العهد المغولي الذي أعقب سقوط العباسيين سنة 1258 م ...
(3)
استمرار وجود المصطلحات الاعجمية
بعد كتاب الشيرازي نجد استمرار وجود المصطلحات الفارسية والتركية لأصوات السلم الموسيقي العربي في المخطوطات والكتب مثل :
1 - الميزان في علم الأدوار والأوزان لمؤلف مجهول من القرن الرابع عشر الميلادي
2 - رسالة في الموسيقى لعبد القادر الصفدي ( المتوفى عام 1509 م )
3 - الشجرة ذات الأكمام الحاوية لأصول الأنغام لمؤلف مجهول من القرن السابع عشر
الميلادي
4 - قانون الأصفياء في علم نغمات الأذكياء للصفاقسي ( المتوفى عام 1838 م )
5 - سفينة الملك ونفيسه الفلك لشهاب الدين الحجازي المصري ( المتوفى عام 1857 م
6 - الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية للدكتور ميخائيل مشاقة ( المتوفى عام 1889
7 - نيل الأرب في موسيقى الافرنج والعرب لأحمد أفندي أمين الديك الصادر في القاهرة
عام 1902 م
8 - تحفة الموعود بتعليم العود لمحمد ذاكر بك الصادر في القاهرة 1903 م
9 - كتاب الموسيقى الشرقي لمحمد كامل الخلعي الصادر في القاهرة سنة 1904م
وعلى هذه الكتب اعتمدت كتب القرن العشرين العربية والأجنبية ونقلت منها المصطلحات الفارسية والتركية لأصوات السلم الموسيقي العربي _ وتبلور كل ذلك في ظروف - الفترة المظلمة بعد سقوط العباسيين ( 656 هـ 1258 م ) وغيرها من الكتب , مما هو أقل دراية وأكثر جهالةً .. واعتماداً على اسلوب السرد الذي قد يؤدي بصاحبه الى تفضيل اسلوب الرواية والسرد على التمحيص والتدقيق والمنطق العلمي الموضوعي ..
(4)
بحوث عبد العزيز عبد الجليل
هناك تعاريف كثيرة وردت في كتاب د. صبحي أنور رشيد وكتب أخرى للكثير من المصطلحات الموسيقية الأخرى ، ففي كتاب ( مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية ) لمؤلفه الباحث الموسيقي الكبير عبد العزيز عبد الجليل الصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية في آيار 1983م ..
( نورد بعض ما جاء في مقالة لسان الدين ابن الخطيب (715- 776 هـ) الموسيقية التي تحـدث فيها عن ( المناسبة بين الألحان الموسيقية وبين النفوس ) في ص 70 - 79 فيما يخص التـسميات العربية للمـوسيقى ويتحدث عن الأبعاد - البعد ( الذي بالأربع ) و ( الذي بالخمس ) و ( الذي بالكل ) الناتج عن إضافة الذي بالأربع مع الذي بالخمس ويعني ذلك إلتآم الجنس الرباعي الأسفل بالأعلى 0000
ثم يتحدث ابن الخطيب ويقول ( ثم بعده البعد المشتمل على الأبعاد كلها : فمبدؤه الطنين ويسمى هذا المبدأ ( المفروضة ) ، وهو أثقل النغم وآخر جواب لها 00 ثم يتلوه مبدأ الذي بالاربع يسمى ( رئيسة الرئيسات ) ويتلوه نهاية الذي بالأربع ويضاف إليها الطـنين فيكون نهاية الذي بالخـمس ويسمى ( رئيسة الأوساط ) . ثم يضاف الى ذلك بعد ( الذي بالأربع ) ثانية ، فيكون نهاية ( الذي بالكل الأول ) وتسمى هذه النغمة (الوسطى) ، لأنها مفروضة بتوسط فتكون نهاية ( الذي بالكل الأول ) ، ومبدأ الكل ( الذي بالكل الثاني) ثم يجعلون هذه ( الوسطى ) مفروضة أولى عند إتخاذ الألحان ، وينسقون بعدها الأبعاد فتليها في منزل ( رئيسة الرئيسات الحادات ) ، ثم ( حادة المفترقات ) ، ثم نهاية الحادات وبها يتم الذي بالكل مرتين . فما زاد عليها بالافراط أو على المفروضة الأولى في التفريط فخارج عن مدركات السمع المستلذة في الجنسين ، إذ لكل شئ مقدار يخصه ، وجمع ما وقع في هاتين النسبتين ملذوذ) 000
يقدم ابن الخطيب في هذه العبارات صورة كاملة لكيفية بناء السلالم عن طريق تتابع الأبعاد ، مبتدءاً بأثقل نغمة وأغلظها ، وهي التي أسماها النغمة المفروضة ثم متنقلاً منها إلى جوابها الأول ، وهو ما أسماه رئيسة الرئيسات - فجوابها الثاني- وهو ما أسماه النغمة الوسطى - فنهاية الأجوبة - وهي النغمة التي أسماها نهاية الحادات وبـــــــذلك يقيم بناء ثلاثة سلالم ( اوكتافات ) كاملة ..
هذا ما ورد في بعض المصادر العربية حول موضوع تسميات ومصطلحات السلم الموسيقي العربي ، التي بينت لنا على أن المصطلحات الأعجمية بصورة عامة ، قد جاءت وثبتت مواقعها في الموسيقى العربية بعد سقوط العباسيين 656 هـ 1258 م وتشتت البلدان العربية وضعفها ، بعد أن كانت موحدة حتى نهاية حكم العباسيين ، ومن ثم سهولة تغلغل التأثيرات الأعجمية في كيان الموسيقى العربية بل في الحياة العربية برمتها - وبقي الأمر كذلك حتى يوم الناس هذا ، دون أي محاولة جدية للعودة إلى مفرداتنا العربية الأصلية ونبذ كل ما هو غير عربي في جسم الموسيقى العربية .
(5)
بحوث الحاج الرجب
وفي هذا الصدد أيضاُ يؤكد الباحث الموسيقي الكبير الحاج هاشم محمد الرجب ما جاء في كتب د . صبحي أنور رشيد وعبد العزيز عبد الجليل وغيرهما من المصادر الأخرى ، وذلك في كتبه السابقة وكتابه الاخير الصادر عام 2002 في بغداد ( من تراث الموسيقى والغناء العراقي ) ص 90 – 91.
على كل حال ، نعود الآن إلى قضية المرأة وظهورها المؤثر في حقبة التحول .. في المحور رقم 14
|