.
المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
10/03/2008 06:00 AM GMT
التمثيل خارج دائرة (الاحتراف) من البداية الى النهاية) هذا هو عنوان احد الاصدارات الحديثة لدائرة الثقافة والاعلام لحكومة الشارقة وتاتي اهمية هذا الاصدار كونه كان آخر الكتب للراحل عوني كرومي المخرج والمنظر الاكاديمي العراقي الذي مات في ارض الغربة بعيدا عن وطنه الذي تبادل معه الحب والوفاء والعشق مثلما فعل مع فن المسرح الذي نذر حياته له . يقع الكتاب في 450 صفحة من القطع المتوسط يتصدرها أهداه الى المؤلف واولاده حيدر وسيف ورؤى وتلامذته الذين عايشوا مراحل هذا الكتاب الذي اهداء ايضا الى الفنان والمربي الكبير جعفر السعدي الذي لم يكن استاذا وحسب – حسب وصف المؤلف- بل كان ابا ونموذجا احتذينا به .
ويعد هذا الكتاب محاولة جادة لتلمس الطرق العلمية التي يجب اتباعها في التعامل مع الناشئة من هواة المسرح في مراكز الشباب والمراكز الثقافية والتربوية الاخرى التي ادخلت المسرح ضمن انشطتها باعتبار ان المسرح اصبح في عصرنا هذا من اهم وسائل الثقافة الاجتماعية وتنسحب هذه الاهمية على المراكز نفسها وربما تؤكد اهميتها البالغة في توجيه المسرح ليكون فاعلا في الحياة . وفي هذا السياق تجيء اهمية هذا الكتاب الذي يحاول ان يسهم بقدر ما في توفير المعرفة العلمية المنهجية للعاملين في هذا المحفل من خلال التعرض لطرق تدريب التمثيل في المراحل الدراسية المختلفة في محاولة جادة لاستجلاء ملامح العمل في المسرح خارج دائرة الاحتراف وسبل الارتقاء به وتطويره. وهو لايعد مدخلا تفصيليا وشاملا لكل الجوانب النفسية والتربوية ذات العلاقة بعالم الاطفال والناشئة فقط ، ولكنه يعد وسيلة مساعدة للعاملين في مجال التربية والتعليم الساعين لجعل المسرح وسيلة اكثر فاعلية في تربية وتعليم ومتعة ابناء الجيل الناشىء . ويتضمن الكتاب تسعة فصول نظرية وملحقين احدهما لنماذج من المسرحيات للمدارس وفرق الهواة والثاني لاشكال المسرح والفضاء التمثيلي وجغرافية المسرح والاشكال المقترحة للمسرح المدرسي . وقد خصص المؤلف الفصلين الاولين لدراسة ماهية التمثيل وعناصره واسراره اما الفصل الثالث فكرسه للحديث عن اهمية المسرح المدرسي في المدرسة الحديثة واهداف المسرح المدرسي وطرق التمثيل وتقنيتها في المسرح المدرسي. وقد حدد المؤلف في الفصل الرابع مواصفات المشرف الفني واسلوبه ومهامه ومشكلات المشرف الفني . ويحدد كرومي في الفصل الخامس العوامل التي ينبغي مراعاتها في عملية اختيار النص ( التلاؤم مع قدرات فريق العمل وعدده وتوازيه وتكامله مع العملية التربوية منهجا وسلوكا بساطة اللغة وجمالها مراعاة المضامين حسب سني العمر لمراحل الطفولة والابتعاد عن المباشرة ) الى جانب تضمنه الكوميديا والاجواء الخيالية والمشاهد الصامتة. ويصنف كرومي في هذا الفصل ايضا اشكال النص الى المؤلف ومرتجل ومعد دون ان يغفل الاشارة الى موضوعات المسرحيات المدرسية حول الطبيعة والتاريخ فضلا عن الموضوعات الادبية التراثية والاجتماعية وتلك الماخوذة من قصص الاطفال ويتطرق المؤلف في الفصل السادس الى العمل مع التلاميذ في المدارس الابتدائية ودور المشرف في هذا الميدان. وقد افرد المؤلف الفصل السابع للحديث عن مسرح الهواة مفهومه وخصوصيته واسلوب التمثيل فيه . فيما اقترح كرومي في الفصل الثامن برنامجاً مقترحاً لعمل فرقة مسرح الهواة يتضمن (اهداف البرنامج. هيكلية مقترحة لفرقة هواة . الاهداف البعيدة والقريبة للفرقة . وتنظيم الفرقة ومهامها . ) ومن الجدير بالذكر ان كتاب التمثيل خارج دائرة الاحتراف يساعد الهواة على فهم طبيعة عالم المسرح وخصوصيته وشروطه وغاياته وتطويرقابلياتهم وقدراتهم كما انه يرسم ملامح المعرفة في استيعاب وتطوير اسلوب عملهم في توظيف النشاط التمثيلي . 1- وسيلة من وسائل التعليم التي تسهم في تعليم عملية فهم المواد الدراسية واستيعابها. 2- ان يكون المسرح سيكو دراميا بحيث يمكن من خلاله معالجة بعض الحالات النفسية وتنمية الجوانب الانسانية لدى الافراد وتقويم شخصياتهم . 3- ان يكون المسرح وسيلة لادراك العالم الذي يعيشون فيه من خلال عملية التوعية والتجربة التي تساعدهم على التكيف والاندماج مع المجتمع الذي سيسهمون في تغييره فيما بعد . 4- ان يكون مدخلا لفهم الفن المسرحي أي تطوير القيم الجمالية وتنمية القدرة على تذوقه والاستفادة منه واستيعابه ليكون قادرا على معرفة الحياة ومبدعا فيها مستقبلا .. ويحدد لنا الكاتب وباسلوب علمي وموضوعي دوافع التمثيل عند الانسان على المستويين العام والخاص .. العام ضمن دوافع الحياة والتطور والبقاء عند الانسان عبر التشكيلات الاجتماعية .. والخاص ضمن دوافع ممارسة الفن كتعبير عن الموهبة والهواية والقدرة الا ان اهم هذه الدوافع هي المتبعة التي تاتي في التمثيل من خلال عملية الخلق والابداع ( ابتداء من التمارين وحتى العرض) .. -الوظيفة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يضطلع بها التمثيل عملاً ونتاجاً . -امكانية اللعب والمحاكاة وتقديم فنون متنوعة تحقق المتعة باعتبارها لاتعني تقمص الشخصيات فحسب فالتقمص يمنح الغبطة للممثل لقدرته على اعادة ابتكار اومعايشة احداث وافعال الشخصيات المعينة . -قدرة الانسان على التطهير من خلال التمثيل بمعنى ان الممثل يسقط على الشخصية التي يتقمصها او يحاكيها عواطفه وانفعالاته النفسية والروحية . -التمثيل يعني الحياة والرغبة فيها هي المنبع الاساسي للثقافة فالتمثيل هنا هو محور ومنبع هذه الثقافة . وهناك دافع اخر للتمثيل وهو انه يحفز الانسان على المشاركة في تمثيل ظاهرة او شخصية متى ما اعتقد الممثل بانه يسقط من خلال تمثيله او المساهمة في التمثيل الجماعي مشاعره الذاتيه التي يعبر عنها من خلال الشخصية دون ان يظهرها باعتبارها مشاعره الخاصة بقدر ما هي المشاركة في الشخصية المثالية اوالنموذج اضافة الى تحقيق الذات من خلال تمثيله النموذج الكامن في اعماقه والتعامل معه على انه الشخصية بمعنى انه يعرف نفسه من خلال عرضه هذا النموذج .. ومن حسنات الكتاب انه يزود هواة المسرح الذين يتوجه الكتاب اليهم في خطابه بمجموعة نصوص مسرحية مدرسية (ستة نصوص ) وهي نصوص مترجمة قام المؤلف عوني كرومي باعدادها لتكون منسجمة مع اهداف الكتاب .. وقد عزز كرومي هذا التوجه التطبيقي والنزوع العلمي بتزويد المطلع على الكتاب بمجموعة من الاشكال المسرحية كنماذج تهدف الى التوسيع في دائرة عمل المشرف وعدم توقفه عن العمل والانتاج خصوصا اذا لم تتوفر لديه القاعات المخصصة للفعاليات المسرحية وهذه الاشكال قد تساعده ايضا على تطوير عمله الفني من جهة وتكون مناسبة للمسرح المدرسي وخصائصه من جهة اخرى وهي عبارة عن تخطيطات ماخوذة عن المسارح الموجودة والتجارب المسرحية المتنوعة للمسرح عبر العصور وهذه النماذج قام بها مؤلف الكتاب كرومي بابتكارها وتجربتها على العديد من الفضاءات التي تكون مصدر الهام للمشرف الفني بدوره لكي يقوم بابتكارات جديدة تساعده في عمله وهذه الاتهامات تفرضها طبيعة المكان الذي سيتم فيه العرض .
|