عبد الرحيم الوكيل :يتبرع باعماله النحتية لمدينة الحلة

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
09/07/2010 06:00 AM
GMT



عبد الرحيم الوكيل :
يتبرع باعماله النحتية لمدينة الحلة


 صلاح عباس
   رئيس تحرير مجلة تشكيل


في العدد الثاني من مجلة تشكيل , نشرنا دراسة موسعه للناقد القدير عادل كامل مكرسة لدراسة مفهوم الاسلوب لدى النحات العراقي الرائد عبد الرحيم الوكيل , وقد لقيت هذه الدراسة تقديرا خاصا من لدن نقاد الفن ودارسيه والباحثين في الاتجاهات الجديدة في الفنون التشكيلية العراقية المعاصرة وعلى الرغم من تباين وجهات النظر التي وصلتنا , بيد ان الخلاصة المهمة التي اثمرتها هذه الدراسة الموضوعية وهي ان اتصل بنا الفنان عبد الرحيم الوكيل المقيم حاليا في لندن , اوضح لنا اعجابه الشديد بمجلة تشكيل من حيث تحريرها وتصميمها وطباعتها .

لقد اوصلنا جميع اعداد مجلة تشكيل للفنان الوكيل مع الاستاذ وليد النقشبندي نجل الفنان المعروف خالد عزت الذي زار لندن مؤخرا  وعندما سلمه طرد المجلات فان الفنان عبد الرحيم الوكيل اخذ يقبل اعداد المجلة عداد تلو عدد ويقول : انها مثل تمر العراق ثم وضع المغلف الذي كتبنا عليه اهداء للفنان بقلم قاسم العزاوي مدير تحرير مجلة تشكيل في اطار وعلقه على جدار غرفته .
نحن نفرح كثيرا حين تثمر جهودنا عن حسنات تنضاف للثقافة الوطنية في احلك الظروف ولكننا نحزن لطرائق النيل من جهودنا لاننا نعمل بمنتهى الاخلاص والوفاء لفنوننا التشكيلية المنتهكة بعد الحرب 2003 فالنهج الذي نعمل عليه هو نهج ليبرالي حر , بمناى عن الولاءات والاملاءات فالثقافة الوطنية في العراق ولدت حرة وقد استطاعت ان تحقق ريادات ابداعية على صعد الثقافة الانسانية برمتها , في الوقت الذي تكون فيه اليات العمل ومحركات الوعي تسير في الطريق الاخر , حيث النزوعات المرتدة كالعرقية والقومية والطائفية والمذهبية وسوى ذلك من الاثنيات التي جلبت للبلاد الدمار والقتل والفساد الاداري والمالي .

قلنا : كان الفنان عبد الرحيم الوكيل يتصل بنا بين الحين والاخر , يتحدث لنا بمحبة واحترام ويسال عن الجميع فردا فردا ومن خلال هذا التواصل عرض علينا استعداده للتبرع باكثر من سبعين قطعة نحتية منفذة بالمواد : المرمر , الحجر والبرونز وان بعض الاعمال تزيد حجومها عن المتر وتتراوح تواريخ تنفيذها بين العقود:  الخامس والسادس والسابع والثامن من القرن الماضي , مضاف اليها بعض المقتنيات الشخصية لجواد سليم ومحمد علي شاكر وعلاء حسين بشير وغيرهم .
ان هذه المبادرة , المدهشة ,سابقة غير معهودة على مدى تاريخ الفن العراقي المعاصر منذ عبد القادر رسام ولحد الان , وانها ثروة هائلة لاتقدر بثمن,  اذ ان احد مقتني الاعمال الفنية العراقية , عرض على الفنان عبد الرحيم الوكيل مبلغ اربعين الف باون انكليزي مقابل اربعة اعمال متوسطة الحجوم , فماهي القيمة التقديرية لثمن اكثر من سبعين قطعة نحتية كبيرة الحجم تعود لتواريخ ريادية ؟

اعتقد بان القيمة الاجمالية لمنحوتات الوكيل مع مقتنياته الشخصية تزيد عن مليون دولار امريكي وبلا مبالغة .

ترى,  ماالذي نستطيع نحن تقديمه لفنان عراقي احب ثقافته وتاريخ بلاده ؟
التقيت بالفنان فاخر محمد , عميد كلية الفنون الجميلة في بابل وامنت له اتصال هاتفي مع الفنان عبد الرحيم الوكيل الذي ابدى استعداده للتبرع بهذا العدد الكبير من المنحوتات .
ان المنحوتات المشار اليها محفوظة في بيت ببغداد وهي الان مغلفة بشكل جيد وان القائم على هذه الامانة ابن شقيقتة الفنان : الاستاذ محمد عزيز عنبر الذي كان يشارك خاله في هذا الهم ويحرص كي يتم اهداء هذه الاعمال للعراق .

وبالحقيقة ان هذه الاعمال  تؤمن مقتنيات لمتحف كامل بشرط ان تتيسر قاعة فنية مناسبة ومحكمة وافضل قاعة في محافظة بابل هي قاعة كلية الفنون الجميلة المشيدة حديثا .
وبعد اتصالات شبه يومية مع الفنان عبد الرحيم الوكيل اعلمنا بمجيئه للعراق للوقوف ميدانيا في القاعة وفعلا جاء عبد الرحيم الوكيل من لندن  خصيصا لهذا الغرض لزيارة  مدينة الحلة على الرغم من مرضه بالجلطة الدماغية فاتصلت بالفنانين : صادق ربيع , وخالد عزت وصباح فخر الدين والاستاذ محمد عزيز عنبر وانطلقنا لمدينة الحلة .


وفي كلية الفنون الجميلة / بابل استقبلنا الدكتور فاخر محمد واطلعنا على القاعة , وابدى الفنان الوكيل اعجابه بها فقال الفنان فاخر محمد : اننا سنستقبل هذا الارث العظيم وسنقيم به معرضا نوعيا لائقا كما اننا سنتبنى مشروع طبع كتاب انيق جدا وبمواصفات عصرية وسيشهد حفل افتتاح المعرض حفلة توقيع الكتاب من قبل الفنان الوكيل فالكتاب الذي نفكر فيه سيقوم باعداده الناقد صلاح عباس وسيطبع في عمان في مطابع الاديب التي يدريها الفنان العراقي هيثم فتح الله .
لقد توج هذا الموضوع , بمغزى حضاري وثقافي لائق بالفنان الرائد عبد الرحيم الوكيل وبكلية الفنون الجميلة  ببابل التي تعد حاضنة للابداع العراقي الجديد .
نامل ان يوضع في الحسبان اهمية حماية هذه المقتنيات النفيسة واتخاذ الموقف الوفي من فنان رائد اعطى للثقافة الوطنية اكثر مما اخذ .