الكتاب ( 230 صفحة من القطع الكبير المعزز بالصور الملونة ) حصيلة جهود ما يقارب من خمسين عاماً كرّسها الفنان العراقي رافع الناصري قي البحث الجمالي والإنتاج الفني الخصب , ساعياً الى امتلاك خصوصية فنية ما كان بالإمكان تحقيقها على هذا المستوى الرفيع من الأداء إلا بتكريس عمر بكامله لهذا العشق الفريد . وذلك ما توضحه السيرة الشخصية المشفوعة بصور الأعمال التي توثق تجربة الفنان وتواكبها , بدءا من نشأته الأولى باتباعه الأساليب الأكاديمية , حتى المراحل التجريدية المتوالدة الأخيرة وتقسيمها تبعاً لمراحلها في كل حقبة.
كما يكشف الكتاب عن سر الغزارة في إنتاج الفنان وطبيعة رؤيته وموقفه الشعري من الوجود والكون . فهي انعكاس لتنوع خبراته متنقلاً, دراسة وعملاً , مابين الشرق والغرب : بغداد ثم بكين , والبرتغال ثم النمسا وإنكلترا , فضلاً عن تجارب حياتيه متنوعة ، تكاد تكون استثنائية أحياناً , لترفد جميعها نهر انتاج تتغير ملامح التعبير فيه , وإن بلطف وتدرج , تبعاً لقسوة الظروف التي يمر بها العراق , من غير أن تفارقه روح الأمل في مقارعة القبح بالجمال