صلاح القصب ……فنان دائم البحث عن مسرح الصورة

المقاله تحت باب  سينما و مسرح
في 
07/12/2011 06:00 AM
GMT



من ابرز الأسماء الفنية في العراق والوطن العربي ، قدم للمسرح العربي والعراقي روائعه الفنية رؤية وموقف. عرف القصب بالميول الشديد نحو مسرح الصورة ، بمعناه يمس التغيير ويأتي بشيء جديد ، خلاق ضمن مفاهيم الفن .
 
انه درس المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة ، ونال الدكتوراه من جامعة بوخارست في رومانيا ، واخذ من الرومان مقتربات الفن المسرحي السومري والبابلي ، لتكن كلكامش أول المنوال له ويقول ، …..

انظر تماسك السماء والأرض المدينة
 
انظر الجدار الجيد المدينة ، انظر
 
ايدسالا نهرها الصافي انظر كرا كرونا
 
مرفأها الذي ترسو عليه السفن انظر
 
بولال بئر مائها العذب انظر ادنبردو
 
قناتها النقية ، انظر انليل رجلها الشاب
 
انظر ننليل عذراءها الفتية …
 
هكذا غدا أسلوبه الفني ، سمة تميزه عن جميع الفنانين ليس في العراق فحسب وإنما في الوطن العربي ،ومن اجل فهم رؤيته لمعنى مسرح الصورة والوقوف على ابرز التجارب التي خاضها القصب على مدى تاريخه الفني ، كانت أكاديمية الفنون الجميلة محطة عالية الأداء له ، وخصوصا عندما عاد من رومانيا حاملا شهادته بيد ومسرح الصورة باليد الأخرى ، انه الوحيد الذي اقر إن هناك اختلافات تمثلت في اتجاهات المسرح بصورته العامة ، دون الدخول في تقليد مدارس معينة من الفنون لأنه فتح في المسرح العراقي نمط أسلوبي ، ومنجز فني يساير به الفنون الأخرى من جهة ثانية هذا الأمر صاحبه تطور تقني ، لان القصب يمسك بمواد جديدة قد يحتاجها العرض المسرحي ، وأنا في أكاديمية الفنون الجميلة عندما يبدأ صلاح القصب بعرض مسرحية ، تتوقف حياة الكلية بالكامل ، وذات يوم وأنا متابع جيد له بحكم وجودي في الأكاديمية ، وعلاقتي بإدارة الإنتاج تم جلب 3 تلال من الرمل والحصى ، و3 تلال من الفحم الأسود وعجلات وعربات ، وأشياء أقحم دخولها في العرض المسرحي ، بالإضافة إنني رأيت لديه رؤيا في التشكيل عالية جدا ، وكان يقول :
 
الفنان يستعمل مواد مختلفة من إفرازات الحضارة وتطورات الحضارة واستخدامي للطين والرمال احدي المقاربات الفنية للمسارح البابلية القديمة ومع تقنية الإنارة ، تظهر لك نتاجا ته شيء يبهر به المتلقي والمشتغلين في هذا المجال على حد سواء .
 
ومن خلال ذلك وضمن الإطار العام لمفاهيم المسرح ، إن هذه الممارسات هو تحقيق لإمكانياته العلمية ، على الرغم من انه تخطى العديد من التجارب الموجودة في الوطن العربي ومن المشتغلين بهذا المجال . وعلى هذا الأساس كان متذمرا من قضية مهمة جدا هو إنكار نظام تحدد في المسرح العراقي بصورته العالمية من خلال المحلية ، لايعتمد على هكذا أسس وإنما يقدم العمل المسرحي وفق دلالات افتراضية ، حتى وان كانت تجريب ليس ضير في هذا بقدر مايكون هناك حافز ، إلى المتلقي بارتياد المسرح والوقوف على ، فهم جديد لعالم افتراضي تتحقق نبؤته الآن وهو بشر به من فترة الثمانينات .
 
في تجاربه في الوطن العربي في تونس والمغرب ومصر ، كانت محاولاته هي مجمل لعائدات تأملية ضمن آليات مركزة من خلال المسرح في إطاره العام ، ومن ثم قدرته على الخلاص من الارتباط بفضاءات العمل ، وتحريره من الإشارات الآنية وانطلاقه للتعبير الذي يسعى من خلاله ، الى تدوين مايتلقاه من إشارات تنطوي على مواضيع التجاوب وتتحقق المشاركة مجتمعة عنده . النتاج الإبداعي عند القصب وبحكم انسجامه مع مسرح الصورة قد يكون في بعض الأحيان تفسيرا مزاجيا لهم
 
وربما يدعو العمل الفعلي المرتبط بالوعي يجسد ، مايراه ضروريا ليحقق واحدة من أروع المفاهيم المسرحية بالاضافه الى انه يتجاوز مااختاره الى حا لات غير محددة يتمدد فيها باستلاب الأفكار من مخيلته ، المكانة التي لاتهدا لا بالخيال والا إحساس الأشياء هذا جعله منسجما مع ظواهر المسرح بطريقة علمية تقترب لابل تصل الى مستواه الجمالي .
 
محمد العبيدي
 
أستاذ أكاديمي من العراق