المقاله تحت باب محور النقد في
05/12/2012 06:00 AM GMT
صدر عن دار الأديب بعمان كتاب (فاعلية الخطاب الجمالي :تطبيقات في التشكيل العراقي) للفنان والباحث التشكيلي صدام الجميلي . يشير المؤلف في مقدمة الكتاب (تقترحُ الظواهر الثقافية موجهات قراءتها لما تتمتع بهِ من مشكلة معرفية تغري الباحث بالبحث للخوض فيها وصولا إلى فك أسرار حضورها وتجسدها وآليات اشتغالها ودواعي تبلورها،ما يؤسس مسوغاً مقنعاً ومناخاً يدعو قارئه لكشف أسراره وتقليب طياته .ذلك ما استدعى قراءتنا الحالية في تفصيل مهم من تفاصيل التشكيل المعاصر،والبحث في تجسيداته عبر منجز التشكيل العراقي.حيث وجدت نفسي منشغلا على نحو غريب بالسؤال عن أسباب أنتاج مجموعة من الفنانين العراقيين للدفاتر الفنية مما دفعني ابتداءً لكتابة مقال قبل عامين في ظاهرة أنتاج المدونة (أو دفاتر الفنانين) كما يطلق عليها البعض، والتي لا أجدها دفاترَ بالمعنى القاموسي للكلمة،بل شكلت في ذهني بعدا تأليفياً (تدوينياً) اقرب إلى الكتب والنتاج اللغوي كما أثار سؤالاً آخر جذوة الفضول المعرفي الذي أدار عجلة البحث متمثلا بالمحاولة في استكشاف متون المدونات ومقارباتها الاجناسية الأدبية ومدى تحقق البعد الشعري والسردي وغيرهما في دفاتر الفنانين للوقوف على خصائصها الجمالية وما تنطوي عليه من قيم إنتاج يمكن النظر من خلالها لأدبية الانجاز ومقاربة قوانينه،فوجدت نفسي منشغلا بما هو ابعد وتحديدا في التعالقات بين الكتابة والرسم‘ وتخوم التماس ومحاور التقاطع بين الأدب والتصوير(ونقصد هنا الرسم والطباعة).
بدءا من الأصول البصرية للكتابة الكاليغرافية، ما يعني قراءة الخطاب البصري بوصفهِ تدويناً عبر العلامة البصرية (البكتوغرافية).مقتربا من المنهج السيميائي في تحليل العلامة لما يتمتع به كل من الرسم والكتابة -بوصفهما نظامين علاميين- من بنى تواصلية معرفية عبر العلامة البصرية.وبالتالي سمح لي ذلك بقراءة الأشكال البصرية في كل من الحقلين البصريين(الرسم والكتابة). ابتداءً من جسد النص التدويني وتحولاته المعمارية عبر التاريخ فضلا عن تحولات النص المدون مكتفيا بقراءة الرسم من جانب شمولي كونه لغة يسبق التدوين أي نصاً لغوياً مكتفيا بعلاماته وهي صفة يتمتع بها الفن التشكيلي على العموم.
كما استدعت هذه التجربة قراءة عتبات المدونة :عناوينها وتواقيع المؤلفين وأسمائهم، بما يكفل لها التأصيل المعرفي. مرورا بتعالقات الرسم مع الكتابة من الناحية الأدبية هذه المرة ونقصد بذلك المتن.ومدى تعالق كل منهما من الناحية الموضوعية والبصرية في جسد المدونة.وصولا إلى قراءة أولية للبلاغة بين اللغة والصورة بما تسمح به هذه الدراسة.كما أفرزت البنية المعمارية للمدون اختلافا واضحا من الناحية المكانية والزمانية في قراءة النص وتلقيه مما استدعى البحث في طوبولوجيا الشكل وتحولاته ،من خلال دراسة البنية التعاقبية للنص المكتوب والبنية التزامنية للنص المصور.مما هيأ مناخاً نظرياً لدراسة الأعمال الفنية لأكثر من ثمانية عشر فنانا عراقيا .وقد تقدمت دراسة أعمال الفنانين محاولة لقراءة المقاربات المرجعية للمدونة في التشكيل العراقي المعاصر منذ تأسيسه ،وهي محاولة في الكشف عن مرتكزات المدونة التشكيلية العراقية المعاصرة من الناحية التصويرية والأدبية.وأسباب أنتاجها.ما كشف بالنهاية عن جملة من النتائج التي ارتكزت عليها الدراسة في تحليل نماذجها المنتخبة.) كتاب (فاعلية الخطاب الجمالي) من القطع الكبير ، يقع في 150 صفحة ، ملون من الغلاف الى الغلاف. ومزود بعشرات المصورات للإعمال الفنية.
|