المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
04/11/2007 06:00 AM GMT
الناصرية - جواد كاظم اسماعيل: لم اختر موعدا محددا معه لكنني اخترت مكانا هو يأنس به ويأنس له فيه يجد متعته ولذته مع أصدقاء اعزاء عليه يسميهم بالفقراء مسيرتي لهذا المكان ليست بالطويلة لاسيما وأنه أخذني أليه أيضا ردحا من الزمن لأستشعر فيه طعم الألفة الممزوج بالهيل ودخان الأركيلة على أرائك ذلك المكان أحضرت معي بعض تساؤلات مهمة بحثا عن أجابة تشبع نهمي ونهم المتابعين والمختصين والمحبين ففي لحظة جلوسي وأستراحتي( صبحني بالخير) سابقا الأخرين وكعادته دوما أنه بحق طائر الجنوب هذا الطائر الذي مرت مرحلة مسيرته بين الصعود والهبوط والشكوى والحسرة والندم والألم و من بين هذه الكيفيات دخلت معه دون رخصة منه او من صحبه وفتحت معه حوارا لايخلو من الصراحة لكنه أصر على أحتسائي الشاي وبعدها يسمح لي بالولوج الى عالمه وأي ولوج يكون ولاسيما وأنك تحاور فناناً كبيراً بمستوى الفنان حسين نعمة فأنه الصوت الجنوبي الذي سحر الكثير وأمتع محبية بأعذب الألوان الغنائية الأصيلة أبتداء من أغنية (ينجمة) وحتى لحظة جلوسه في مقهى الناصرية دماثة خلقة وأبتسامته شجعتني لأعاجله وأفتح معه الحوار التالي:
{ كيف تنظر الى تجربتك السابقة؟
- بالرغم من نجاح ما قدمته من عطاء فني وأبداعي وبشهادة الأصدقاء والأعداء فمازلت أشعر بأني هاوٍ لأن الفن حالة أبداعية ليس لها حدود أو نهاية، الفنان الحقيقي أن يكون مواكبا للأستمرارية والتجديد والتجدد وما تجربتي السابقة الأ حالة مكملة لما يأتي دون توقف وأن لم أعط فمعنى هذا نهايتي كفنان...!!
{ أذا قوّمت تجربتك الشخصية فكيف تقوّم تجربة الغناء العراقي بشكل عام؟
- الغناء العراقي بشكله العام منذ قيثارة أور عبارة عن خليط متعدد ومتجانس أنبثق من البيئة والحالة الأجتماعية والنفسية للمجتمع العراقي وهو فن أصيل ذو عمق حضاري وتاريخي ليس له شبيه في كل الأمكنة والأزمنة لروعة وتعدد ألوانه وصفاته فهناك الغناء الريفي المتعدد الألوان مثل( الحياوي_ السوكاوي_ طور شطت_ الشطراوي_ المحمداوي وغيرها) والغناء البدوي مثل:( الحدي_ السويحلي_ العتابة_ الجوبي.. الخ) كذلك لون المقام العراقي والأغنية البغدادية فضلا عن أبداعات أشهر الملحنين العراقيين الذين لو سنحت لهم الفرصة الاعلامية لكانوا من أوائل الملحنين العرب أمثال:( محمد جواد أموري، طالب القرة غولي، محسن فرحان، وعلي سرحان، وجعفر الخفاف، وعباس جميل، ومحمد نوشي، وياسين الراوي، وعبد الحسين السماوي، وأخرون).
{ كيف تنظر الى المرحلة الحالية..؟ وماذا يمكن أن تضيف الى رصيد الأغنية العراقية؟
- المرحلة الحالية قلقلة كونها تمتاز بحالة تغير كبير (لسايكلوجية) الانسان العراقي الجديد وأكيد ستكون هناك أفرازات وأنعكاسات بسبب هذا التغير وأنا متفائل بأن العطاء الأبداعي سيكون أفضل لأن حالة التغير الأنية وترسبات الماضي سوف تعرض بصيغ تتصف بحرية التعبير دون رقابة كما كان يحصل سابقا وهنا على المعنيين من الفنانين في هذا المضمار أن يكونوا صادقين في العطاء والأبتعاد عن أي نوع من أنواع المجاملات على حساب الموهبة والعمل الأبداعي.
{ من الذي أطلق عليك طائر الجنوب وماذا يعني هذا اللقب بالنسبة لحسين نعمة؟
- لا أعرف من أطلق هذا اللقب وربما كان القصد منه الحنين أي حنين الطيور المهاجرة الى أعشاشها أو مكانها الطبيعي.. وأنا أقول لابأس بهذا اللقب لأني أفيض حنيناً وشوقاً دائماً لمدينتي الناصرية.
{ كثير من الشباب أعادوا أغانيك السابقة بأصواتهم دون رخصة منك بماذا ترد على ذلك؟
- هذا تجاوز لاأخلاقي على مبادىء الفن وانه يتصف بالصلافة والعتو ولو أستأذنوا مني لكان أفضل لهم فأنا كريم والحمد لله.
{ المقهى يأخذ الأكثر من وقتك ولعبة الدومينو اللعبة الغاوية لك والتي استطيع القول بأنها سحبتك عن ساحة الفن.. ما السر وراء ذلك؟
- ألعب الدومينو لأني التقي مع أصدقاء طيبين أقضي معهم وقتا مسليا بعيدا عن النفاق والنميمة وحين يكون عندي عمل فني أو غير فني فأعتذر لهم عن غيابي ومن الطرائف أني غبت عنهم عدة أيام عدة فجاءوني للبيت ومعهم هدايا معتقدين أني مريض فهؤلاء الفقراء من أبناء مدينتي هم ناسي وأحبائي..!
{ ماهي اخر اخبارك الفنية؟
- هي مجموعه اغانٍ لشعراء وملحنين عدة لم أصور أي واحدة منها لحد الان وهي: ( خسارة يازمن، وحضن المحبة، وفاركونة راجعين) وهي من الحان محسن فرحان وطالب القره غولي وعبد الحسين السماوي.
{ هل هناك فشل يختتم مسيرتك الفنية؟
- الفشل حالة يمكن أن يتعرض لها أي أنسان وفي أي وقت.. ولكن في أعتقادي هي دافع جديد لتخطي هذا الفشل... وأصلاح الخلل والأنطلاق من بدايات جديدة أنها تخلق التواصل احيانا لأن على الانسان أن يتعلم من الخطأ الصح وعكسه لايكون نجاحاً أو أنبعاثاً من جيد بل يكون الموت بعينه..!
{ كلمة لك وليس لي ماذا تقول بها؟
- شكرا لك على هذه الأصبوحة التي أخذتني قسرا من هوايتي المحببة وعن أصدقائي الأعزاء ودعائي الى الباري عز وجل أن يمن على العراق والعراقيين بالأمن والأمان والتوفيق لجميع الخيّرين في هذا البلد الطيب.
|