المقاله تحت باب معارض تشكيلية في
05/03/2008 06:00 AM GMT
"اللون، الضوء ،العقل" هو المعرض الرابع في سلسلة معارض اللون والعقل التي بدأتها قبل أربع سنوات.
ويقام حاليا وللفترة من 29 شباط وحتى 29 اذار-2008 في كاليري كاتموس للفنون-مدينة اوكهام –بريطانيا .
المعرض عبارة عن 500 لوحة صغيرة منفذة بمواد مختلفة تمتد على جدران قاعة الكاليري وقد رتبت لتبدو كافريز جداري متصل بارتفاع متر ونصف وطول حوالي ثلاثون مترا تغطي الجدران الاربعة للقاعة.
موضوع هذا الافريز الملون هو العالم الحقيقي الواقعي الذي نعيش به لكننا لايمكن لنا رؤيته او لمسه (عكس عالم الاشياء المادية الظاهرة امام العين البشرية, كالبشر والحيوان والنبات والجماد وماشابه ) وانما يمكن التعرف عليه ودراسته عن طريق الحدس \ في حالة الفنان او النظريات العلمية(الافتراضية) في حالة العالم او كلاهما في حالة الفنان\ العالم.
هذا العالم الذي نشعر به ونحسه دون ان نستطيع رؤيته يتجسد في خيالنا ويحقق وجوده عبر الاحاسيس الخمس التي يمتلكها الانسان حيث حاسة البصر وهي اقدم هذه الحواس واكثرها قدرة وفاعلية على استكشاف العالم المحيط تؤدي دورا استثنائيا بالمقارنة مع بقية الحواس وعلم البايلوجيا الحديث يؤكد على ان جميع الاحاسيس البشرية الاخرى والقدرات المتفرعة عنها (كالقدرة على النطق مثلا) انما ظهرت بعد نشوء وتكون العين \ العقل البصري واكتمالها في دماغ الانسان بالاف السنين.
واعتمادا على هذه الفكرة اردت ان اقدم صورة ملموسة \ مرئية لهذا العالم الذي يحيطيني والذي لااراه ولا استطيع لمسه بل اني اعيش به في اليقظة او بالمنام وذلك باستعمال اللون كوسيلة لان اللون هو احساسا وليس شيئا ماديا ملموسا و يصلنا عن طريق البصر بالارتباط مع الاحساس بالشكل والحركة , وهذا الثلاثي من الاحاسيس يشكل جوهر العقل البصري , وليست الاشكال والخطوط الملونة في هذه اللوحات \ الافريز الجداري الا تاويل شخصي ورؤية ذاتية لما اعتبره واقعا اعيش به.
اللون كما يعلمنا علم القيزياء هو الجزء- القليل الظاهر- من محيط الضوء اللانهائي الذي نراه ونشعر به حيث يعرف الضوء عادة بكونه طاقة كهرومغناطيسية منتشرة بالفضاء ويتكون من اجزاء عديدة غير مرئية تمتد بين الاشعة \ اللون فوق البنفسجية و الاشعة \ اللون تحت الحمراء , وهذا يعني ضمنا بان الاحساس باللون يشكل العمود الفقري للتجربة البصرية الدائمة في حياة الانسان.
اي اننا نعيش ونميز الاشياء ونفكربها ونبني مفاهيمنا المنبثقة عن احاسيسنا المتنوعة بفضل عالم الالوان دون ان ننتبه الى ذلك كثيرا في تفاصيل حياتنا اليومية المليئة بالخراب
|